أكدت الحركة التعاونية شعبيتها على مر العصور وإنتمائها لمصلحة الأفراد والجماعة لتحقيق أهدافها ...
أكدت الحركة التعاونية شعبيتها على مر العصور وإنتمائها لمصلحة الأفراد والجماعة لتحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، و نتيجة النجاحات التي حققتها الحركة التعاونية نُقل الاهتمام بها من الإطار الوطني إلى الإطار الدولي حيث تم تأسيس التحالف التعاوني الدولي بلندن عام 1895الذي أكدّ على ترسيخ تعريف التعاونية بأنها منظمة شعبية طوعية ذاتية الإدارة تتكون من أشخاص يتحدون بمحض إختيارهم لمواجهة إحتياجاتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وآمالهم من خلال مشروع ملكية مشتركة ويُدار ديمقراطيا.
الحلف التعاوني الدولي "ICA - International Cooperation Alliance " الذي تم انشاؤه بهدف خِدْمَة وتَمْثيل التعاونيات حول العالم، أصبح يضمّ 246 منظمة أو جمعية تعاونية أعضاء من 92 بلداً ، يُمثلون ما يقرب من 1 بليون شخص في جميع أنحاء العالم.
ويُمثلّ "الحلف " صوت الحركة التعاونية الذي يُقدم كافة أنواع الخبرات التقنية لتمكين التعاونيات من التنافس على اساس متكافئ. ويزود الحلف أعضائه الرئيسيين بالمعلومات، وأفضل الممارسات من خلال منشوراته المختلفة كما ينظم الاجتماعات وحلقات العمل لمعالجة القضايا الرئيسية التي تؤثر على التعاونيات ويتيح مناقشة التعاون بين المشغلين من جميع انحاء العالم. إضافة الي ذلك يُسهّل الحلف الاتصالات بين التعاونيات لاغراض تجارية، وتبادل المعلومات فى طائفة واسعة من المجالات، وبتقديم المساعدة التقنية الى التعاونيات من خلال برنامجها الانمائي، وتعززّ بناء القدرات والدعم المالي، وتسهل وتدعم خلق فرص العمل والحد من الفقر وبرامج تمويل المشاريع الصغيرة في جميع انحاء العالم.
وتتضمن تشريعات التعاون في بعض الدول تخصيص نسبة من صافي الأرباح القابلة للتوزيع لأغراض التعليم والتدريب التعاوني . باعتبار أن التثقيف التعاوني أحد مسؤوليات الجماعات المتعاونة في نشر الفكر مما يقود إلي رفع القدرات لأعضاء الحركة التعاونية وهو بمثابة استثمار مستقبلي .وتوجد في كثير من الدول مدارس ومعاهد وجامعات متخصصة للتعليم والتدريب التعاوني لإيجاد متخصصين في اقتصاديات التعاون ومتخصصين في الإدارة التعاونية وكذلك في التمويل التعاوني والمحاسبة التعاونية، إضافةً إلى تعريف الأعضاء والمساهمين بحقوقهم وواجباتهم. وكذلك مجالس الإدارات فيما يتعلق بالسياسات واستراتيجيات العمل التعاوني ..
ومن ذلك معايير المقارنات للميزانيات وطرق التحليل المالي وأساليب اختيار العاملين وأسس العلاقات العامة والمفاوضات وعقد صفقات الشراء والبيع. ونظم المخازن إضافةَ إلى برتوكول تمثيل جمعياتهم في اجتماعات المؤسسات التعاونية المحلية والإقليمية والدولية .. إضافةً إلي أساليب التسويق كمصادر الخامات والسلع الأجود وعناصر الجودة وعلم المنتجات ومواقع إنتاجها ... الخ
لقد أحدثت التعاونيات تغيرات جوهرية في حياة الكثير من سكان العالم ، وارتفعت باسهاماتها الفردية الضعيفة والمبعثرة الى قوة لا يستهان بها في كل الجوانب الاقتصادية وبكل ما يتعلق بالتنمية الاجتماعية والريفية.
هذا وتلعب الحركة التعاونية دوراًعالمياً مهماً في شتى المجالات ، وقد أصبح لها شأناً بارزاً في اقتصاد بلادها من خلال توفير 100 مليون فرصة عمل، لعدد كبير من السكان عبر العالم.