لقد أحدثت التعاونيات تغيرات جوهرية في حياة الكثير من سكان العالم، وإرتفعت بإسهاماتها الفردية، الضعيفة ...
لقد أحدثت التعاونيات تغيرات جوهرية في حياة الكثير من سكان العالم، وإرتفعت بإسهاماتها الفردية، الضعيفة والمُبعثرة إلى قوة لا يُستهان بها في كل الجوانب الاقتصادية وبكل ما يتعلق بالتنمية الاجتماعية والريفية .
هذا وتلعب الحركة التعاونية دوراًعالمياً مهماً في شتى المجالات، وقد أصبح لها شأناً بارزاً في إقتصاد بلادها من خلال توفير 100 مليون فرصة عمل، لعدد كبير من السكان عبر العالم .
وقد قدمت عدد من التعاونيات، تجارب رائدة في هذا المجال، نذكر منها :
- تجربة تعاونية "ميلك فيتا " للألبان في بنغلادش:
التي إنتشلت المزارعين من براثن الفقر حيث أستطاعت، بعد 25 سنة من التقدم الباهر ، كسر إحتكار مشتري الالبان وتوسيع الانتاج، وقد تمكنت من النجاح خلال السنوات العشر الاخيرة من دون إعانات من المجتمع الدولي أو الحكومة، وقد بلغت قيمة عائدات المزارعين، الذين يتمتعون بعضوية التعاونية بعد تسديد إشتراك رمزي، نحو 3.9 مليون دولار ثمناً لبيع 30 مليون ليتر من الالبان.
- تجربة تعاونيات "الاركان" في المغرب:
شجرة "أركان" تمثل مورداً مغربياً مُتعدد الاستعمالات، وقد كانت مُهملة وفي طريقها الى الانقراض رغم ما لها من فوائد غذائية وصيدلانية وعلاجية وتجميلية وبيئية جمّة، إلى أن قامت دكتورة جامعية فناضلت لمحاربة إستنزاف هذه الشجرة وإنقاذها من خلال تأسيس تعاونيات نسائية لانتاج زيت "الاركان" Argan ورفع الوعي بأهميته، مع التشجيع على زراعة المزيد من الأشجار. وتساهم حالياً تلك التعاونيات في تأمين الشروط المطلوبة ليصبح هذا الزيت مُنتجاً يستجيب للمقاييس الصحية العالمية، كما أنها توفر الاستقرار لأهالي القرى وتحدّ من الهجرة الجماعية نحو المدن.
من خلال تلك التجارب الناجحة نستنتج أنّ التعاونيات بإمكانها أن تُصبح حاضنات مناسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال توفير آليات المشروع في بداياته، والأخذ بيد المرأة المعيلة لخلق مشاريع إقتصادية وإجتماعية أكثر صلابةً وإنتاجاً، فهي وسيلة عملية لتغيير نظرة الناس للعمل اليدوي والاعتماد على الجهود الذاتية، كما ويمكن أن تؤدي دوراً فاعلاً في توظيف التقنيات الحديثة لتطوير وتحسين جودة المنتجات التقليدية .
