هل الطهو في المايكرويف مُضرّ؟

هل الطهو في المايكرويف مُضرّ؟
أضحى المايكرويف عنصراً أساسيّاً في كل المطابخ، في المنزل والعمل. لكنّ البعض يخشون استخدامه لاعتقادهم أنّه يؤثّر ...

أضحى المايكرويف عنصراً أساسيّاً في كل المطابخ، في المنزل والعمل. لكنّ البعض يخشون استخدامه لاعتقادهم أنّه يؤثّر سلباً في الصحّة. فهل هذا صحيح؟
يُشكّل المايكرويف الرفيق اليومي الذي لا غنى عنه خلال الأيّام المليئة بالضغوطات أو في حال عدم إيجاد الوقت الكافي لتناول الوجبة الرئيسيّة. فبفضل استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يتحوّل إلى الحرارة في اتصال مع الأغذية، يسمح المايكرويف في طبخ الأطباق وإعادة تسخينها بسرعة كبيرة وسهولة لا مثيل لها.

بما أنّ المايكرويف يبعث نوعاً من الطاقة المعروفة تقنيّاً بـ»الإشعاع»، يؤكّد كثيرون أنّه يُحفّز النشاط الإشعاعي في المواد الغذائيّة. لكن هذا الأمر بعيد كلّياً من الحقيقة بما أنّ بعض الإشعاعات مضرّ فيما البعض الآخر غير مؤذٍ. إنّ الضوء المرئي هو أحد الأمثلة الشائعة من الإشعاع غير المؤذي، وبذلك فهو لا يسبّب السرطان. وبالمثل، إنّ المايكرويف يحتوي على شكل غير ضارّ من الإشعاع.

من جهة أخرى، إنّ صندوق المايكرويف وبابه يحتفظان بالغالبيّة العظمى للإشعاع داخل الجهاز، ويفرّ جزء صغير عن طريق التسرّب الإشعاعي، لكنّ القانون يفرض معايير صارمة للمصنّعين. وبذلك فإنّ الإختبارات التي أجرتها جمعيّات المستهلكين أثبتت أنّ التسريبات هي عموماً بين 10 إلى 100 مرّة دون المستوى المأذون، وهو أمر مُطمئن.


توصيات عالميّة

لذا، وإن كنت متأكّداً أنّ المايكرويف يشكّل خطراً على صحّتك ويزيد فرص إصابتك بالسرطان، إعلم أنّ الدراسات العلميّة لم تتوصّل بعد إلى نتيجة حتميّة حول هذا الموضوع. لكن، ولكي تكون على الجانب الآمن وتحمي نفسك من المخاطر الصحّية المُحتملة وإن لم تكن صحيحة أو لم يتمّ التوصّل بعد إلى نتيجة مؤكّدة، لا بدّ من التعامل بذكاء مع المايكرويف.

لاستعمال جيّد ودقيق، تمسّك بالمعايير الذهبيّة الموصى بها عالميّاً:

- البقاء بعيداً من الموجات: إذا كنت تلحظ أحياناً مستويات مرتفعة نسبيّاً من الإشعاع على سطح الفرن، فإنّها تتقلّص بسرعة عند الإبتعاد. بمعنى أنّها تصبح 10 مرّات أقلّ من المعيار لحظة الوقوف 30 سم عن بعد من المايكرويف.

- إستخدام آلة مايكرويف ذات وضعيّة جيّدة: ففي حال كان المايكرويف في وضع سيّئ يتخلّله التصدّع في الباب وعدم الغلق بإحكام أو تكسّر النافذة، فإنّه يمكن للإشعاع المُتسرّب أن يرتفع حتماً.

- تجنّب استعمال البلاستيك في المايكرويف: وفق دليل صحّة الأسرة الصادر عن كليّة الطب في جامعة هارفارد، وعند وضع الطعام في البلاستيك وتسخينه في المايكرويف فإنّ المواد المستخدمة في تصنيع البلاستيك قد تتسرّب إلى الطعام. كنتيجة لذلك، اضطرّ المصنّعون الى اختبار الحاويات البلاستيكيّة والأدوات لتلبية المعايير والمواصفات التي أصدرتها إدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، والتي بدورها تراجع الأدوات المُصنّعة قبل الموافقة عليها. وعموماً، يُستحسن اللجوء إلى حاويات مناسبة لتجنّب التسمّم، مثل الأواني المصنوعة من الزجاج.

وفي هذا السياق، أفادت الوكالة الوطنيّة الفرنسيّة لسلامة الأغذية أنّ تسخين المواد الغذائيّة في المايكرويف داخل بعض الحاويات المصنوعة من البلاستيك، يمكن أن تُعرّض الفرد لمصدر من البيسفينول A المسؤول عن اختلال الغدد الصماء.

- إتباع الإرشادات بحذافيرها: إنّ أكبر خطر مرتبط بالمايكرويف هو احتمال حدوث الحروق. لهذا السبب يجب احترام تعليمات الإستخدام المُدوّنة على الغلاف، مثل الوقت اللازم للطبخ ودرجة الحرارة المطلوبة وطريقة خلط المواد الغذائيّة وتغطيتها... ما سيوفّر لك الحماية ويُجنّبك التعرّض لمشكلات تكون في غنى عنها.


توفير الوقت والمواد الدهنيّة

من المهمّ التشديد أخيراً على أنّه غالباً ما يُصنّف المايكرويف كعدوّ لصحّة الإنسان، خصوصاً لأنّه يخدم في إعادة تسخين الأطباق المُجهّزة وغيرها من الوجبات السريعة المُجمّدة. وبذلك، فهو يشجّع على تناول الأطعمة ذات النوعيّة السيّئة والخالية من أي منفعة غذائيّة.

لكن من جهة أخرى، تبيّن أنّ الطبخ بواسطة المايكرويف يحفظ القيمة الغذائيّة للأطعمة، وقد تكون أفضل أحياناً من أسلوب الطبخ التقليدي الذي غالباً ما يتطلّب كمية أكبر من المياه وتخفيف كمية معيّنة من الفيتامينات.

وفي دراسة نُشرت في «Journal of Food Quality»، تبيّن أنّ الخضار التي يتمّ طبخها في المايكرويف تحتفظ بكميات أعلى من المواد الغذائيّة مقارنة بتلك التي تمّ تحضيرها عبر الطرق الأخرى المتعارف عليها.

وبحسب العلماء، فإنّ السبب قد يرجع إلى خفض الوقت المطلوب لتحضيرها أو كنتيجة لخفض استخدام المياه خلال طبخ الطعام في المايكرويف. يُشار أيضاً إلى أنّ إعادة تسخين طبق المعكرونة على سبيل المثال في المايكرويف، يشكّل حلّاً أفضل بكثير من إعادة وضعها في الطنجرة مع القليل من الزيت أو الزبدة.

جريدة الجمهورية