الخضر والفاكهة تحقن بمبيدات قاتلة

الخضر والفاكهة تحقن بمبيدات قاتلة
7 عيّنات من أصل 15 عينة من الخضر والفاكهة اللبنانية ملوّثة. ومن تلك العينات السبع، هناك أربع محقونة ...

7 عيّنات من أصل 15 عينة من الخضر والفاكهة اللبنانية ملوّثة. ومن تلك العينات السبع، هناك أربع محقونة بدرجة عالية وخطرة من الترسبات. وعينتان تحتويان على مادتي «كاربندازيم» و«كادوسافوس»، المحظور استخدامهما في لبنان.
النتيجة أعلاه خرجت بها جمعية المستهلك بعد إجرائها تحاليل لعينات من الفريز والهندباء والبقدونس والسلق والروكا من مناطق رمل الظريف والزيدانية والمريجة والحدث وبرج البراجنة وكفرشيما والشويفات.
قبل ثلاث سنوات، كان حال الخضر والفاكهة بخير، إذ أظهرت تحاليل الجمعية التي أجرتها على 53 عينة تلوّث عينة واحدة فقط. تدهور الوضع إذاً. ولهذا أسباب، أولها «الفلتان في قطاع رش المبيدات، والتجار الفاسدون والمهربون»، يقول رئيس الجمعية زهير برو. وما زاد الأمور سوءاً، هو عدم القدرة على كشف «البضائع المهربة من المبيدات، إذ يعملون على إخفائها ضمن بضائع أخرى». وبالعودة إلى النتيجة، يتبين أن الفريز هو من أكثر العينات «التي احتوت على التلوث، فهو كالإسفنج سريع الامتصاص، وقد أظهرت التحاليل أن عينتين من أصل 9 تحتويان على المادتين المحظورتين وواحدة ظهرت فيها نسب تلوث عالية، كذلك الحال بالنسبة إلى البقدونس». أما عن مخاطر هاتين المادتين، فيشير برو إلى أنهما «لا تذوبان بسرعة، وتبقيان في التربة خمس سنوات قبل التحلل، وسمومهما تتعدى الأكل إلى التأثير على الإنجاب والدماغ وتشكل سرطانات القولون». مع ذلك، لا تزالان تستخدمان في لبنان بسبب فاعليتهما في القتل «إذ تكفي جولة واحدة من الرش لتقتل الحشرات، بدلاً من خمس دورات من مبيد آخر».
هذه نتيجة كافية ليتوجه المزارع نحو اختيار تلك المبيدات. وقد تلعب ناحية أخرى دوراً في هذا الأمر، وهو «غياب الإرشاد الزراعي، فلو استشار المزارعون مهندسين زراعيين لكان بالإمكان ارشادهم إلى الأنواع التي يرشون بها مزروعاتهم». وهذه مسؤولية تقع على عاتق المزارع وأخلاقياته، وعلى عاتق «وزارتي الزراعة والبيئة عبر وضع استراتيجية متكاملة ومنظمة تكسر هذه الحلقة، وتتجه نحو تكثيف استخدام تقنية الهرمونات التي بدأتها الزراعة، حيث جرى توزيعها على المزارعين وكذلك ضرورة اعتماد الحشرات النافعة كواحدة من أهم الوسائل لمحاربة الآفات الزراعية». ثمة مسؤولية أخرى تقع على عاتق المزارعين أنفسهم، وهي أن المبيدات «قبل أن تؤذي المواطنين، تؤذيهم هم، فهم الذين يتنشقونها». وقد أثبتت الدراسات العلمية أن المزارعين وعائلاتهم هم الأكثر عرضة لخطر المبيدات وأن تراكمها يوماً بعد يوم «عبر التنفس وعبر الأكل يؤدي إلى أمراض كثيرة منها سرطانات الدم والدماغ والتشوهات الخلقية وازدياد نسبة العقم».



 


الأخبار