التنّور.. من تراث أكروم

التنّور.. من تراث أكروم
تتحلّق أم خالد مع بناتها وصديقاتها حول تنور الحي لإعداد الخبز العربي الطازج فيتم تقسيم الأدوار بينهن...

تتحلّق أم خالد مع بناتها وصديقاتها حول تنور الحي لإعداد الخبز العربي الطازج فيتم تقسيم الأدوار بينهن. تستلم الفتيات رقّ العجين بينما تقوم الأكبر سناً بلصقه داخل التنور حيث الجمر المتأجج، وتدخل النساء في جلسة مسامرة تطول ساعات حتى الانتهاء من «الخبيز»، الذي من المفترض «أن يكون على نار هادئة جداًَ للحصول على رغيف مقمر ومقرمش»، وفق أم خالد.
تتناوب السيدة الخمسينية مع جاراتها على استخدام تنور الحي، فيتم تقسيم الأدوار بينهن بحسب كمية الخبز المراد خبزها، ففي بلدة كفرتون، كما كل بلدات جبل أكروم السبعة لا يزال الاعتماد على التنور كقيمة تراثية كبير جداً، ولا بد لكل نساء الحي وحتى من الجيل الجديد أن يتقنّ صنع الخبز، ورقّ العجين ولصقه، «لتكون عروساً مناسبة للزواج».
في البلدة تتوزّع أربعة «تنانير» تحرص السيدات على القيام بأعمال الصيانة بشكل دوري والاهتمام بها عبر «تطيينها» أي ترميم التنور بالطين وشعر الماعز وحرقه من وقت لآخر للحصول على نوعية خبز جيدة، تشرح أم خالد.
وتقول: «انتظرت حتى انتهت جارتي من الخبيز لآخذ دوري، فقد اعتدنا على صناعة الخبز ولا يمكننا تناول الخبز المصنوع في الأفران بشكل مستمرّ، وحتى أننا لا نشتريه سوى لإعداد السندويشات، وتحديداً من أجل الأطفال».
يشارك الدكتور حسن الأدرع النساء جلستهنّ أقله بهدف تناول الخبز الساخن، وذلك ككل المارة الذين تجذبهم رائحة الخبز الشهية، ويقول: «إعداد الخبز شيء أساسي لدينا، وعلى الزوجة، مهما كانت متعلمة وحتى موظفة، أن تتقن صناعة الخبز العربي». ويضيف: «التنور من التراث الجميل الذي نحرص على المحافظة عليه بعدما قضت الحياة العصرية على غالبية عاداتنا الشرقية ومأكولاتنا التراثية».



السفير