ما هو تأثير الملوّنات الإصطناعية في صحّتك؟

ما هو تأثير الملوّنات الإصطناعية في صحّتك؟
استخدمت الشركات والمصانع لفترة طويلة الأصباغ والملوّنات الاصطناعية في عدد كبير من منتجاتها، بما فيها الأطعمة ...

استخدمت الشركات والمصانع لفترة طويلة الأصباغ والملوّنات الاصطناعية في عدد كبير من منتجاتها، بما فيها الأطعمة والسكريات والمشروبات ومعجون الأسنان والشامبو... والسبب الذي دفعها إلى استعمالها بَدل الملوّنات الطبيعية، يعود إلى أنها أقلّ كلفة وأكثر ثباتاً وإشراقاً. لكن هل هذه المواد الكيماوية صحّية ولا تشكّل أيّ خطر على أفراد العائلة؟
 إنّ إضافة الأصباغ والملوّنات إلى الأطعمة وغيرها من المنتجات، يمكن أن تمنحها لوناً جذّاباً وطعماً شهيّاً يصعب على الزبون مقاومته. وقد اعتمدت الشركات هذه التقنيّة منذ سنوات عديدة، من أجل توفير المال وبَيع أكبر قدر ممكن من منتجاتها.

في السابق، استُخدمت الأصباغ الطبيعية المستخرجة من مواد طبيعية من أجل تلوين الطعام والملابس وغيرها من المنتجات. لكن في مطلع القرن العشرين، بدأ العلماء بصياغة الألوان الاصطناعية المشتقّة من قطران الفحم وبدائل أخرى.

وقد تمّ القيام بهذه الخطوة من أجل خفض الكلفة، وتفادي بعض أنواع السموم المحتملة في بعض المكوّنات الطبيعية، مثل الزئبق والنحاس والزرنيخ (Arsenic). إلّا أن السؤال الذي طرحه الكثيرون: هل هذه التقنيّة سليمة ولا تشكّل أيّ أثر يهدد الصحّة؟

في الواقع لقد ثبت أن هذه الملوّنات الاصطناعيّة لديها مشاكلها الخاصّة، حيث إن البعض أفاد بأن هذه المكوّنات سامّة لدرجة أنها قد تحتوي على نسبة كافية من السمّية كي تسبّب السرطان.

في حين أن بعض هذه المواد الاصطناعية قد تمّ حظره في الولايات المتحدة، لتبقى بذلك 7 صبغات اصطناعية على لائحة القائمة المعتمد عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA في أميركا. وهي: الأزرق رقم 1، الأزرق 2، الأخضر 3، الأحمر 3، الأحمر 40، الأصفر 5، وأخيراً الأصفر رقم 6.

إلّا أنه مؤخراً، تعرّض نوعان من الأصباغ الاصطناعية للهجوم، هما تحديداً الأصفر رقم 5 والأصفر رقم 6. وفي مناطق أخرى، مثل بريطانيا، طُلب من الشركات المصنّعة للمنتجات التي تحتوي على هاتين المادتين بإدراج تحذير على المنتج مفاده أنه قد يتمتّع بتأثير سلبي على نشاط الأطفال وانتباههم. انطلاقاً من هذا الأمر، قامت بعض الشركات باستبدال هاتين المادتين بالبابريكا والبيتا كاروتين للحفاظ على تماسُك هذا اللون.

لكن كيف يمكن للأصفر 5 والأصفر 6 أن يؤثّرا في صحّة الأطفال؟ في الواقع لقد قام علماء بريطانيون بإجراء دراسة لاختبار تأثير الأطعمة الملوّنة في النشاط عند الأطفال، الذي يُشير إلى الإصابة بما يُعرف بالـ ADHD. فقد قام الأطفال باستهلاك أطعمة ومشروبات خالية من 6 أنواع من الأصباغ الاصطناعية ومادة حافظة تُعرف بـ نزوات الصوديوم.

ومع مرور أسبوعين، تمّ إعطاؤهم مشروبات تحتوي على كمية كافية من الصبغة الاصطناعية الموجودة في كيسين من السكريات. وقد وجد العلماء والأهالي ارتفاعاً ملحوظاً في فرط الحركة عند الأطفال خلال الأسابيع التي استهلكوا خلالها المشروب الذي يحتوي على الملوّنات الاصطناعية.

إنّ هذا البحث يرتبط بتحليلات أخرى لدراسات مختلفة أجريت في جامعتي كولومبيا وهارفارد، حيث كشف المحلّلون أن إزالة المأكولات وغيرها من المنتجات التي تحتوي على مواد صبغية اصطناعية، تساعد على تخفيف أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD عند الأطفال الذين سبق وأن شُخّصوا به.

ما العمل إذاً لتفادي الحصول على مثل هذه المنتجات وتجنّب تأثيرها المحتمل، إلى حين إجراء المزيد من الأبحاث والتأكّد أكثر من صحّة ما تمّ التوصّل إليه؟ من المهمّ أولاً إعطاء أهمية كبيرة لقراءة أغلفة المنتجات، ويجب أن يكون الفرد واعياً لِما يختاره، ليس فقط من ناحية كمية الدهون والوحدات الحرارية وغيرها من العناصر الغذائيّة، إنما أيضاً لجهة المواد المستخدمة في صناعة المنتج. من الضروري إذاً أخذ الحذر من الملوّنات الاصطناعية التي تشتريها ويتناولها أفراد عائلتك، خصوصاً أنّ شركات كثيرة باتت تستبدلها بأصباغ طبيعية، مثل البهارات.

كذلك لا بدّ من الاعتماد على نظام غذائي مرتكز على أطعمة طبيعية ومنتجات خالية قدر الإمكان من المواد الحافظة والمُضافة والكيماوية التي لا ضرورة لها، تماماً مثل الملوّنات الاصطناعية.

أما إذا كنت من الأشخاص الذين استهلكوا مؤخراً كمية لا بأس بها من المنتجات التي تحتوي على الملوّنات الاصطناعية، فسارِع إلى طردها من جسمك عبر التقيّد بنظام غذائي مرتكز على الأطعمة الطبيعية والصحّية التي من شأنها تنظيف جسمك من السموم التي تهدّده.



 


جريدة الجمهورية