أكثر من 140 سبباً تجعل من السكّر مادّة مضرة بالصحة

أكثر من 140 سبباً تجعل من السكّر مادّة مضرة بالصحة
بات بالإمكان الحديث عن «الإدمان على السكر» تماماً كما نتحدث عن الإدمان على المخدرات والكحول والتبغ ...

بات بالإمكان الحديث عن «الإدمان على السكر» تماماً كما نتحدث عن الإدمان على المخدرات والكحول والتبغ. بمعنى الإدمان على مواد مضرّة لا نعرف كيف نبدأ الإدمان عليها... ولكن بتنا نعرف إلى أين يمكن أن تنتهي بنا. بات السكر (السكروز) من المواد التي نُدمن على تناولها باكراً جداً، منذ الطفولة و«كغذاء» يومي في المدرسة والبيت. يدخل السكر في معظم المأكولات اليومية حتى في الخبز (الأبيض). هو بحسب التصنيف التجاري «المادة المحلية» أو «الحافظة»، أما في المعنى الحقيقي فهو «الحشوة الرخيصة» التي باتت تدخل في كل شيء، من الخبز إلى المشروبات الغازية الى السكاكر وفي طليعتها الشوكولا... وفي كل الحالات، بات يصنف من «عادات الأكل غير الصحية».
من يقرأ كتاب «الانتحار بالسكر» للدكتورة نانسي آپلتون (المتخصصة في العلاج الغذائي والطب الطبيعي) والصادر عن دار الفراشة في ترجمته العربية حديثاً، يخرج باستنتاج ان كلّ شخص لا «يعشق» السكر، المنتج من الشمندر السكري، او قصب السكر، او الذرة، يعش بشكل أفضل. وأن الإقلال من السكر يصبّ في مصلحة صحته، وأنّ الامتناع التام عن تناول السكر هو أفضل من الإقلال منه. وان البديل عنه هو تناوله في الفواكه فقط والتلذذ بالطعم الحقيقي للمنتجات من دون إضافات.قد نجد صعوبة كبيرة لإلغاء السكر من غذائنا، لكونه بات موجوداً في كثيرٍ من الوصفات ويُستخدم في الكثير من المأكولات المصنّعة، ولكن عندما نراجع اكثر من 140 مشكلة صحية يسببها السكر بأشكاله المختلفة الابيض والاسمر... علينا أن نراجع حساباتنا وعاداتنا كثيراً.
يغلب على الكتاب الجانب الصحي لمضار السكر، ولكنه يغفل الجانب الاقتصادي والبيئي. فصناعة السكر تصنف صناعة ملوثة وتستهلك الكثير من المياه. كما ان تبييض السكر لأسباب تجارية، باستخدام مادة كيميائية مبيّضة مثل الاكريناميد، تجعل منه مادة خطرة جداً، نظراً لتصنيف هذه المادة بأنها مسرطنة. فهو من جهة حشوة رخيصة للكثير من المأكولات، وهو أيضاً «تلبيسة» خطرة للكثير من «المطيبات»، كـ«الملبس على قضامي» و«الملبس على لوز». فهذا البياض الناصع الذي يشهّي، هو سم قاتل فعلاً، بحسب تصنيفات منظمة الصحة العالمية اذا تم الإدمان على تناوله وتركز في الجسم بنسب عالية.
يدخل السكر في طعام الناس مبكراً جداً. والسكر يسيء للأطفال أكثر مما يسيء للبالغين، وذلك لأن الأطفال يتفاعلون بقوة أكبر مع تأرجحات كيمياء الجسم. فبعض من أجهزة أجسامهم يكون غير متطور أو غير نامٍ بالكامل بعد. فجهاز المناعة لديهم يكون ما يزال في مرحلة تطوير المناعة المُكتَسَبة لمقاومة المرض، ويكون على الجهاز الهضمي أن يتعلم كيف يتعامل مع مُختلف الأغذية التي يتناولونها. إنّ جسم الطفل ما يزال يتعلم العادات الغذائية وهو يعمل بشكل متواصل، ويجيء السكر ليجعله يعمل بجهد أكثر. لكن الأطفال على الأقل يمتلكون القدرة على العودة إلى وضعية الهوميوستاسِس بأسرع مما يفعل البالغون. وذلك لأن الأطفال لا يكونوت قد أدمنوا بِشِدّة بعد على الاستمتاع بمساوئ السكر. إنّ تغيرات الجسم الكيميائية السلبية، لا تسبب فقط الأمراض الجسمية مثل الحساسيات المختلفة والربو، وإنما تدفع الأطفال ـ كما تُبيّن دراسات عديدة ـ إلى أتون من التأثيرات العاطفية/ الشعورية السلبية ومنها فرط الحركة (hyperactivity) والعدائية والاكتئاب وتدنّي الشعور بالقيمة الذاتية والهوس والتأرّق والكثير غيرها.


المضار والأسباب

يحتوي كتاب «الانتحار بالسكر» على وصفات طعام تساعد على التقدّم في مسيرة الإقلال من السكّر في الغذاء ويرصد 140 سبباً تجعل من السكر مادة «مدمّرة» للصحة. فما هي أهم هذه الأسباب؟
1 ـ يمكن للسكر أن يكبح جهاز المناعة وأن يعرقِل العلاقات بين الأملاح المعدنية في الجسم.
2 ـ يمكن أن يُلحق الضرر ببطانة الشعيرات الدموية.
3 ـ يمكن أن يخفّض من متانة أوتار (ربّاطات) العظام.
4 ـ أن يسبّب الصداع ومرض الشقيقة (الصداع النصفي).
5 ـ يمكن أن يصيب هيكلية الـ DNA بالخلل.
6 ـ يمكن أن يغير من تركيب البروتين في الجسم.
7 ـ يمكن أن يسبّب أمراض القلب والشرايين والبواسير والدوالي وأن يساهم في الإصابة بمرض ترقق العظام.
8 ـ يمكن أن يُخفّض حساسية الإنسولِين في الجسم ومن كمية الفيتامين E في الدم ومن كمية هورمونات النمو في الجسم.
9 ـ يمكن أن يزيد حالة تسكر الدم (AGE) والتي تحصل عندما يلتحم السكر بالبروتين بطريقة غير إنزيمية.
10 ـ يمكن أن يتداخل مع امتصاص الجسم للبروتين وأن يسبب حساسيات لبعض الأطعمة وأن يساهم بالإصابة بمرض السكري.
11 ـ يمكن أن يخل بالتوازنات الفيزيولوجية في الكثير من أجهزة الجسم.
12 ـ السكر يخفّض من قدرة الأنزيمات على القيام بوظائفها.
13 ـ يمكن أن يزيد في حجم الكبد من خلال جعل خلايا الكبد تنقسم. كما يمكن أن يزيد من كمية الدهن في الكبد. كما يمكن أن يزيد من حجم الكليتين ويسبب تغيرات مرضيّة فيهما. ويصيب البنكرياس بالضرر. ويزيد من احتباس السوائل في الجسم.


الأثر على الحمل والأطفال

14 ـ يمكن للسكر الذي تتناوله المرأة الحامل/المرضعة أن يؤثر على القوّة العضلية للجنين/الرضيع، مما قد يؤثّر بالتالي على قدرته على ممارسة الرياضة في المستقبل.
15 ـ السكر يزيد من مخاطر أن تلد المراهقة الحامل طفلاً أصغر مما يجب.
16 ـ يمكن أن يؤدي إلى ولادة قبل الأوان لدى المراهقة الحامل.
17 ـ كما يمكن أن يسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم وازدياد مستوى البروتين في البول (toximia) خلال مرحلة الحمل.
18 ـ يسبب السكر الإصابة بالجفاف للأطفال الحديثي الولادة.
19 ـ يمكن أن يؤدّي بالنساء الحوامل إلى إنجاب مواليد ناقصي الوزن.
20 ـ يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالإكزيما لدى الأطفال. كما يمكن أن يزيد السكر من خطر الإصابة بشلل الأطفال (polio).
21 ـ كما يمكنه أن يسبب جنوح المراهقة لدى الأولاد. كما يسبب للأطفال فرطاً في النشاط وقلقاً وانعداماً في القدرة على التركيز وتعكراً في المزاج.
22 ـ يمكن أن يحفّز المراهقين الجانِحين للقيام بتصرفات غير مقبولة اجتماعياً.
23 ـ كما أن السكر الذي يستهلكه الأطفال من خلال المشروبات الغازية يدفعهم للتقليل من شرب الحليب.
24 ـ إنّ إعطاء الماء المحُلّى للأطفال الحديثي الولادة يتسبّب في جعل هؤلاء يُفضِّلون الماء المُحلَّى على الماء العادي طيلة فترة طفولتهم.
25 ـ إن استهلاك السكر من قِبَل النساء الحوامل يزيد احتمالات إصابة الأجنة بتشوهات في القناة العصبية.
26 ـ يمكن للسكر أن يرفع معدلات الغليكوجين والإنسولين ويعيدهما بشكل أبطأ إلى المستوى الذي يكونان عليه في حالة الصيام لدى النساء اللواتي يأخذن حبوب منع الحمل.
27 ـ يمكن أن يؤثر سلباً في التقدم الدراسي للأطفال. كما يمكن أن يفاقم من عوارض الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه (ADD).
28 ـ كما يلعب السكر دوراً في ظهور حبّ الشباب واستمرار المعاناة منه.


زيادة الدهون في الدم

29 ـ يرفع السكر نسبة التريغليسيريد (الدهون الثلاثية الضارة) في الدم. ويضعف قدرة الجسم على محاربة الالتهاب البكتيري. كما يسبب انخفاضاً في مرونة الأنسجة ووظائفها. فكلّما تناولتم المزيد منه، خسرت أنسجة أجسامنا المزيد من المرونة والقدرة على القيام بوظائفها.
30 ـ يسبب السكر نقصاً في الدهون العالية الكثافة (الدهون المفيدة HDL) وارتفاع المضر. كما يمكنه أن يؤدي إلى نقصٍ في الكْروم في الجسم (chromium) والى الإصابة بسرطان في المبيض.
31 ـ يمكن للسكر أن يرفع مستويات الغلوكوز على الريق (قبل تناول الطعام). ويسبب نقصاً في النحاس (ملح معدني) كما يعيق امتصاص الجسم للكالسيوم والمغنيزيوم. كما يرفع السكر مستويات النواقل العصبية التالية: الدوبامِن والسيروتونِن والنورباينفراين.
32 ـ كما يمكن أن يسبب الإصابة بمرض انخفاض سكر الدم وأن يؤدّي إلى الشعور بحرقة حمضية في القناة الهضمية. كما قد يسبب للأطفال ارتفاعاً سريعاً في مستويات الأدرينالين.


الشيخوخة

33 ـ يمكن للسكر أن يسبب شيخوخة مبكرة. كما يمكن أن يسبب قصر النظر.
34 ـ يمكن أن يسبب موت الخلايا.
35 ـ يمكن أن يزيد من الجزيئات المحتوية على الأوكسجين والبيروكسايد التي تتلف الخلايا والأنسجة.
36 ـ يمكن أن يسبّب تلف الأسنان والتهابات اللثة.
37 ـ يمكن أن يشكل أحد عوامل الفقدان البسيط للذاكرة.
38 ـ يمكن أن يسبّب التهاب المفاصل (Arthritis). ويساهم في تزايد التهابات الخمائر الفطرية (candida Albicans).
39 ـ قد يجعل العينين عِرضة لمرض تلف شبكية العين المرتبط بالتقدم في السن.
40 ـ يمكن أن يسبب تجعد الجلد من خلال تغييره لتركيب الكولاجين.
41 ـ يمكن أن يسبب إعتام عدسة العين (cataracts).
42 ـ يمكن أن يسبب مرض انتفاخ الرئة (emphysema).
43 ـ يمكن أن يسبب حصى المرارة والتهاب الزائدة المعوية.
44 ـ يمكن للسكر أن يساهم في الإصابة بمرض ألزهايمر (خرف الشيخوخة).


الجهاز الهضمي

45 ـ السكر هو العدو الرقم واحد لحركة الأمعاء (عملية التخلّص من الفضلات).
46 ـ يمكن للسكر أن يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة ويسبب الإصابة بعسر الهضم. كما يبطئ انتقال الغذاء عبر قناتي المعدة والإمعاء.
47 ـ السكر مادة إدمانية. يمكن أن يؤدّي السكر إلى الإدمان على الكحول. كما يمكن أن يمثّل مادة مسببة للتسمم مثله كمثل الكحول.
48 ـ يزيد من كثافة أحماض الصفراء في البراز والخمائر البكتيرية في القولون، وهذا بدوره يمكن أن يُحدِث تغييراً في أحماض الصفراء فتُنتِج مركّبات مسبِّبة لسرطان القولون.
49 ـ يتَّحِد مع الفوسفاتيز ـ وهو أحد الأنزيمات الهضمية ـ ومن ثم يدمّره فيُصَعّب من عملية الهضم.
50 ـ السكر يشجّع على تناول المزيد من الطعام لدى المصابين بالبدانة... بقدر ما يمكن أن يؤدّي إلى البدانة.
51 ـ يزيد من خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء المزمن (Crohn's disease) وبالتهاب القولون الناتج عن التقرحات. كما يمكنه أن يسبّب تقرّحات معوية واثني عشرية.
52 ـ يزيد من احتمالات الإصابة بمشكلة القولون العصبي (المصران الغليظ). كما يمكن أن يسبب الإمساك.


مشاكل أخرى

53 ـ يلعب السكر دوراً في الإصابة بمرض سرطان البنكرياس لدى النساء.
54 ـ يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بمرض النقرس (gout).
55 ـ يمكن أن يزيد من مستويات الغلوكوز في الدم أكثر مما تفعل الكاربوهيدرات المركَّبة، وهذا ما يظهر في فحص تحمُّل الغلوكوز.
56 ـ يمكن أن يسبب انخفاضاً في فعالية اثنين من بروتينات الدم وهما: الزُّلال (albumin) والبروتينات الدهنية (lipoprotein)، وهذا بدوره يمكن أن يخفِّض من قدرة الجسم على التعامل مع الدهون والكولسترول.
57 ـ يمكن أن يسبب التصاق كريات الدم والذي بدوره يسبب جلطات الدم.
58 ـ يمكن أن يسبب خللاً في التوازن الهورموني فيصبح بعض الهورمونات أقل نشاطاً ويصبح بعضها الآخر أكثر نشاطاً.
59 ـ يمكن أن يؤدي إلى تشكل حصى الكلية.
60 ـ يمكن أن يسبب إنتاج الجذور الحُرة والضغط الجسدي المؤكسد.
61 ـ يمكن أن يؤدي للإصابة بسرطان القناة الكبدية.
62 ـ السكر يزيد من مستويات الإستراديول (estradiol) لدى الرجال (وهو أقوى نوع من الإستروجين المُنْتَج طبيعياً في الجسم).
63 ـ يمكن أن يسهم في خطر الإصابة بسرطان المرارة. يمكن للسكر أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان غدة البروستات.
64 ـ يمكن أن يفاقم عوارض ما قبل دورة الحيض.
65 ـ يمكن أن يسبب عارض الاضطراب الأيضي (مشاكل في عملية الأيض).
66 ـ يمكن أن يقلل من الاستقرار العاطفي.
67 ـ يمكن أن يبطئ من قدرة غدد الكظرين (adrenal) على العمل.
68 ـ يمكن للسكر ـ إذا أُعطي في حقنة وريدية/مصل ـ أن يقطع الأُكسِجين عن الدماغ.
69 ـ يمكن أن يشكل السكر أحد عوامل الإصابة بسرطان الرئة.
70 ـ يمكن أن يسبب نوبات الصرع.
71 ـ يمكن أن يرفع الضغط الانقباضي للدم (الضغط الانقباضي هو ضغط الدم عندما يكون القلب في وضعية الانقباض).
72 ـ للسكر علاقة بتدهور عوارض مرض الفُصَام (سكيزوفرينيا).
73 ـ يمكن أن يرفع مستويات الهوموسايستين (homocysteine) في الدم.
74 ـ يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والأمعاء وسرطان الحنجرة والمعدة.
75 ـ يسبب احتباس الملح والسوائل في الجسم.


الملوثات الناجمة عن التصنيع

بغض النظر عن حجم الأراضي التي تأخذها زراعة الشمندر السكري والكثير من مياه الري التي يحتاجها، يعتبر تصنيع واستخراج السكر من أكثر الصناعات الغذائية استهلاكاً للمياه (5 م3 من المياه لكل طن قصب) و20 % من كمية المياه هذه تصنف نفايات سائلة. تحتوي هذه النفايات السائلة على لون بني ورائحة قوية وحرارة عالية وحموضة منخفضة وشوائب ومواد عضوية او غير عضوية ذائبة، وبحسب دراسة اليونيب الصادرة العام 2012 فإن النفايات الصناعية الناجمة عن صناعة السكر تنتج الاوكسيجين الحيوي الممتص (بي.او.دي) بنسبة 600 الى 32000 ملغ/ليتر، والمواد العالقة بنسبة 200 الى 30000 ملغ/ليتر، وهذه المواد والنسب هي الأعلى بين الصناعات الغذائية. وتؤدي هذه النفايات إذا رميت في الأنهر او البحر الى انخفاض في مستوى الأوكسجين الذائب (DO) إلى حد ما، فتسيطر الظروف اللاهوائية (septic condition) فتنتج الروائح النتنة والسامة وتؤدي الى تدمير الكثير من الكائنات البحرية والنهرية.

السفير