
صحيح أن الأوجاع الجسديّة تكون في كثير من الأحيان مؤلمة جداً ويصعب تحمّلها من دون أخذ دواء مخصّص للحدّ من شدّتها، لكن هل ...
صحيح أن الأوجاع الجسديّة تكون في كثير من الأحيان مؤلمة جداً ويصعب تحمّلها من دون أخذ دواء مخصّص للحدّ من شدّتها، لكن هل فكّرت يوماً أن للشقّ الغذائي دوراً كبيراً في معالجتها أو حتى في زيادة تفاقمها؟
خلال حديثها مع "الجمهورية" تقول اختصاصية التغذية ميراي رزق قرباني: "عموماً يميل الفرد الذي يعاني من الأوجاع الشديدة، إلى الإفراط في تناول الطعام الغني بالدهون والوحدات الحرارية. فقد بيّنت الدراسات أن الشخص الذي يكون في حالة وجع جسدي، يميل إلى تناول الطعام ظنّاً منه أن ذلك سيؤمّن له الراحة النفسية وينعكس إيجاباً نوعاً ما على مزاجه. لكن ما هو خطير في هذا الأمر، أنه غالباً ما يتمّ اللجوء إلى الأطعمة الدسمة والغنية بالكالوري، خصوصاً من فئة السكريات، وما يزيد الطين بلّة أنه يتم تناولها بكميات كبيرة".
وتضيف: "في الواقع إن الاعتماد على هذه الطريقة لن يجدي نفعاً، لا بل أكثر ما في ذلك فإنّ اللجوء إلى أطعمة فارغة الفوائد الغذائية سيؤدي إلى مزيد من الأوجاع الجسدية. لذا، وكلما شعرت بألم جسدي، احصر تفكيرك في ثلاثة أنواع من الأطعمة التي تمّ ربطها بتخفيف حدّة الألم وتأمين شعور أفضل، وحاول الحصول عليها بأسرع وقت ممكن:
1 - الكرز: مهما كان نوعه مجلّداً أو طازجاً، من المهمّ شراؤه عضوياً للحصول على أكبر قدر ممكن من خصائصه المضادة للأكسدة والمحاربة للآلام. فقد أظهرت الأبحاث أن الكرز يحتوي على مادة تعمل تماماً مثل الأسبيرين وتساعد على تسكين الآلام. يُستحسن تفادي عصير الكرز، والاستمتاع بعشرين حبة من هذه الثمرة الحمراء اللذيذة. ولا بد من لفت الانتباه إلى أن هذه الفاكهة هي مصدر جيّد من الكربوهيدرات، ما يعني أنها ستزوّدك بطاقة كبيرة إثر تناولها، كما إن مفعلوها يتضاعف عند تناولها مع خضار ملوّنة أو دهون صحّية مضادة للالتهابات مثل المكسّرات والبذور.
2 - الطحينة: بفضل غناها بمعدن الماغنيزيوم الذي يُعد مصدراً طبيعياً ممتازاً لارتخاء العضلات، تحارب الطحينة التشنّج العضلي وتُعتبر مثاليّة لمعالجة الصداع وآلام العضل. وفي حين أنه تبيّن للعلماء أن معظم الأشخاص حول العالم لا يحصلون على الجرعة اللازمة من الماغنيزيوم، إلّا أن الطحينة التي هي في الواقع مصنوعة من بذور السمسم، تؤمّن بسهولة هذا المعدن وبكمية جيدة. يمكن تناولها مع طوست مصنوع من الحبوب الكاملة أو مع بطاطا مشويّة أو حتى مع سلطات الخضار، وبذلك فإنك ستحافظ على جرعة جيّدة من الماغنيزيوم في دمك وتضمن فاعليّته.
3 - البابايا: تحتوي هذه الفاكهة اللذيذة على أنزيم يُعرف باسم Papain وهو فعّال جداً في محاربة الآلام القويّة. ويُعد هذا الأنزيم من أكثر المكمّلات الغذائيّة استخداماً من أجل التخفيف من مختلف أوجاع الجسم، خصوصاً آلام الظهر. لكن يُفضّل الحصول على ثمرة طازجة من البابايا لأنك بذلك لن تحصل فقط على أنزيم الـ Papain، إنما أيضاً على مجموعة منوّعة وفعّالة من مضادات الأكسدة المحاربة للآلام. لذا، وفي المرة القادمة، أضف البابايا إلى لائحة التبضّع وأدخلها إلى السَلطات أو حتى تناوَلها كوجبة خفيفة، واستمتع بفوائدها العظيمة".
وأخيراً، تفيد قرباني: "إذاً، وبدل اللجوء دوماً إلى الأدوية، ابحث عن الأطعمة الصحيحة والصحّية التي تحتوي طبيعياً على خصائص ومواد موجودة في الأدوية. وبذلك ستخفّف من حدّة الوجع، وتتمكن من التأقلم معه والقضاء عليه مع مرور الوقت".
