يعتبر زيت الزيتون من أهم وأرقى الزيوت النباتية نظرا لفوائده الصحية الجمة، مذاقه اللذيذ، واستعمالاته المتنوعة في السفرة اللبنانية. حيث أنه يؤكل مع السلطات والمتبلات الباردة، يمكن استعماله في طهي مختلف المأكولات، ويدخل في الكثير من تتبيلات اللحوم على أنواعها. اضافة الى ذلك، يضفي زيت الزيتون طابعا بلديا أصيلا، خصوصا عند استخدامه مع اللبنة والزعتر على سبيل المثال.
يحتوي زيت الزيتون على فيتامين K وE، وهو غني جداً بمضادات الأكسدة القوية التي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، تساعد على محاربة الالتهاب، وتساهم في الحماية من خطر الإصابة بأمراض القلب.
يصنف زيت الزيتون الى عدة أصناف وفقا لجودته، وبالأخص نسبة الحموضة فيه، فكلما كانت هذه النسبة منخفضة، كلما كان مستوى جودة الزيت أفضل، والأفضل من بينها هو "زيت الزيتون البكر الممتاز"، والذي يتميز بنسبة حموضة طبيقة أقل من 0.8%، ونسبة بيروكسيد أقل من 20 ملي مكافئ أوكسيجين البيروكسيدات في كل 1 كلغ من الزيت.
بسبب ارتفاع الطلب على زيت الزيتون، وقيمته العالية، يلجأ بعض التجار الى غشه عبر طرق عديدة (غالبا عبر مزجه بأنواع أخرى من الزيت النباتي)، مما يفقد المنتج فوائده الغذائية وجودته المعتادة من طعم ورائحة مميزة.
أما من حيث طرق كشف هذا الغش، يوجد بعض الطرق السريعة، والتي لم يثبت علميا أهليتها للكشف بشكل دقيق، مثلا: وضع زيت الزيتون في الثلاجة لمدة 24 ساعة ليتجمد كليا، وبذلك يفترض البعض كونه أصليا، لكن الموضوع ليس بهذه البساطة، حيث أن التجمد يعتمد على عوامل عديدة، وأهمها تركيبة الأحماض الدهنية غير المشبعة الموجودة في الزيت. ومن المهم الاشارة هنا الى أن تركيبة الزيت الكيماوية تعتمد على عدة عوامل، منها صنف الزيتون، التربة والمناخ، وطريقة استخراج الزيت.
هناك طرق اخرى يعتمدها البعض، مثل فحص لزوجة ولون الزيت، والتي تعتبر غير كافية، فاللون قابل للتغير والتبدل بين الأخضر والأصفر وفقا لعدة عوامل مثل صنف الزيتون، درجة نضجه، طريقة استخراج الزيت، وظروف التخزين، مع أخذ موضوع استعمال البعض للملونات الاصطناعية بعين الاعتبار.
لذلك، من الجيد الاعتماد على الفحوصات المخبرية المثبتة علميا للكشف عن غش الزيت متى ما دعت الحاجة، مع الاشارة الى أن ذلك ليس من مسؤولية المستهلك، انما الجهات الرسمية المخولة حماية المنتجات الغذائية.
أما من ناحية المستهلك، فقبل الشراء، عليه الالتفات الى النقاط التالية، لتفادي الوقوع في الغش:
- الشراء من مزارع الزيتون الموثوق بشكل مباشر، ومن دون الاعتماد على أي وسيط تجاري.
- التأكد من نتيجة فحص جودة الزيت بحال اجرائه من قبل المنتج.
- تذوق الزيت للتأكد من كونه جديدا: وجود رائحة خضرية أو عشبية، طعم مر، حاد أو لاذع، وذلك بحسب مصدر الزيت (اعتمادا على الصنف، النضج، وطريقة العصر). ويجب عدم الشراء بحال وجود روائح غير مرغوبة (تصبن، تزنخ،..).
- عطفا على النقطة السابقة، يمكن الاستعانة بأصحاب الخبرة في تذوق زيت الزيتون لمعرفة صحة تاريخ الانتاج (تمييز الزيت الجديد من القديم)، أو في حال مزجه بأي نوع من الزيوت النباتية الأخرى.