تكثر في أيامنا هذه عمليات الغش بالمواد الغذائية، لا سيما بالمنتجات المميزة والمهمة بالنسبة للمستهلكين ويكون الهدف منها استغلال مميزات المنتج الأصلي والطبيعي في سبيل تحقيق الأرباح المادية بطريقة غير مشروعة.
نذكر من هذه المنتجات العسل الأصلي أو الطبيعي 100%.
يتحقق الغش بمنتج العسل من خلال ممارسات مختلفة، أهمها:
- تضليل المستهلك بنوع ومصدر العسل، أي ذكر نوع أو مصدر للعسل عند البيع يكون مختلفا عن حقيقة مصدره. فللعسل أنواع عديدة تختلف بحسب اختلاف مناطق مراعي النحل وأنواع الأزهار أو النباتات الموجودة في هذه المراعي، ولكل نوع من العسل تركيبته وفوائده الصحية الخاصة.
- استعمال المضافات الغذائية الصناعية وخلطها بالعسل، أو استعمالها عوضا عن العسل، وبيعها على أساس أنها عسل طبيعي 100%.
هنا، لا بد من التطرق الى أهمية كشف الغش بالطرق المعتمدة والمثبتة علميا لحماية المستهلك ماديا وصحيا من جهة، ولحماية منتج العسل الطبيعي في أسواقا من جهة أخرى.
يبرز الحديث عن طرق شعبية وسهلة لكشف غش العسل، مثل مزجه بالماء، أو سكبه على ثوب قماشي، أو ما أشبه ذلك، لكن لم يثبت علميا جدوى أي من تلك الطرق لكشف الغش بالمضافات الصناعية، لا سيما أنها تشبه بقوامها، لزوجتها، وحتى لونها العسل الطبيعي الصافي، مما يصعب تمييز ذلك.
أيضا، يذكر بعض النحالين ممن لديهم خبرة طويلة بمجال تربية النحل أنه يمكن تمييز العسل الأصلي من المغشوش عبر فحص التذوق، لكن يذكر آخرون منهم عكس ذلك، مما يوضح لنا أن هذا الموضوع جدلي غير متفق عليه، أو قد يتطلب خبراء تذوق بهذا المجال.
بناء على ذلك، لا بد من ارسال عينات من العسل لفحصه مخبريا بحسب المعايير العلمية العالمية (نسب السكريات، نسبة الماء، فحص غبار الطلع، فعالية بعض الانزيمات، فحص HMF،...) للتثبت من أصالة العسل بحال الشك بغشه.
أما بالنسبة للمستهلك من عامة الناس، وبعيدا عن التكاليف الباهظة للفحوصات ذات التقنيات المعقدة، يجب التأكد من شراء العسل من المصدر الموثوق، مثلا:
- المعرفة الشخصية أو الثقة المبنية على التجربة
- نحال تبدو عليه اشارات العمل بمجال تربية النحل (لديه قفران نحل، معدات مخصصة لعمله،...)
- التثبت من الفحوصات المخبرية للنحل من مصدره ان وجدت
وأخيرا، ننصح باستهلاك العسل الطبيعي الأصلي 100% بمختلف أنواعه (ربيعي، صيفي، سنديان، جردي،...) من دون أية معالجات أو اضافات صناعية، ويفضل شراء هذا المنتج من المصدر مباشرة، وليس عبر الوكلاء أو الوسطاء التجاريين في الأسواق.