متحف يؤرّخ لحضارات الشعوب التي حكمت وتعاقبت على الموقع قبل أكثر من 5 آلاف سنة: من المرجح ان يدخل تل عرقة الاثري منعطفاً جديداً في أعمال التنقيب والبحث الاثري على يد علماء الآثار في البعثة الاثرية الفرنسية التي تملك حصرية التنقيب في هذا الموقع الاثري منذ 1972.
من المرجح ان يدخل تل عرقة الاثري منعطفاً جديداً في أعمال التنقيب والبحث الاثري على يد علماء الآثار في البعثة الاثرية الفرنسية التي تملك حصرية التنقيب في هذا الموقع الاثري منذ 1972. ولا بد من التذكير بأنه الموقع الأبرز في عكار والأهم على مستوى المنطقة حيال اعتباره وتصنيفه خزان معلومات ولقى اثرية عن تاريخ شعوب عبرت هذه المنطقة قبل أكثر من خمسة آلاف سنة.
لقد حققت الحفريات التي قادها العالم الاثري الفرنسي جان بول تالمان رئيس البعثة الاثرية الفرنسية المنقبة في عرقة منذ 1995، تقدماً كبيراً في الحقبة التي تمتد حتى 3500 سنة ما قبل الميلاد وخصوصاً في الجهة الغربية من اعلى التل، فثمة لقى اثرية مهمة جداً تمّ العثور عليها من فخاريات واوان نادرة، عوضاً عما شكلتها هذه الحفريات من اهمية علمية للدراسات المعمقة التي تحققت عن شعوب تلك الحقبة، وفق ما قاله تالمان الذي أكد ان الحفريات "ستنتهي هذا الصيف على عمق نحو 13 متراً وبعدها سأتفرّغ لمتابعة كتابة كل المعلومات وارشفتها، بالاضافة الى اعادة ترقيم وترميم كل القطع الفخارية التي عثر عليها. وسيتم تعيين مدير جديد لفريق البعثة الاثرية، بالتعاون بين معهد الآثار الفرنسي للشرق الاوسط ووزارة الخارجية الفرنسية (المموّلة لهذا المشروع) ووزارة الثقافة اللبنانية عبر مديرية الآثار.
واشار تالمان الى ان تطوراً كبيراً سيتحقق في حال سارت الأمور في الاتجاهات الصحيحة كما هو مأمول لجهة تحقيق حلم طالما سعى اليه مع الجهات المعنية اللبنانية، ويقضي بإقامة متحف خاص في تل عرقة وفتح الحفريات امام الراغبين بالحضور لاستكشاف هذه المدينة المعروفة التي أدت ادواراً تاريخية وحيوية في مراحل عدة. وأكد تالمان ان ثمة مشروعاً في هذا الصدد قيد الانجاز وهو مختلف تماماً عن المشروع السابق، بالتعاون مع مهندسين اختصاصيين يعملون على وضع اللمسات الاخيرة لبناء المتحف المقترح في عرقة والذي سيضم "كل الاكتشافات والدراسات والوثائق التي تؤرخ لكل حضارات الشعوب التي تعاقبت على الحضور وحكمت في هذا الموق، ولإبراز المواقع الاثرية من وجهة سياحية في هذه المدينة التي تعود الى الحقبة البرونزية القديمة التي عملنا عليها طيلة هذه السنوات، وهي حقبة زاخرة بالمعطيات والمعلومات".
تضافر الجهود
ولفت تالمان الى ان المشروع سيبصر النور قريباً وان اللبنة الاولى ستوضع بتمويل من احد المهتمين بهذا الموقع والذي كانت له مساهمات في بعض المشاريع الاثرية في عرقة، على ان تستبع الخطوات حتى انجاز هذا المشروع الذي سيشكل انطلاقة مهمة جداً في مسار السياحة الاثرية في منطقة عكار كون عرقة هي الانطلاقة. وهذا الامر يتطلب تضافر كل جهود المؤسسات الرسمية المعنية والقطاع الخاص المهتم بهذا الشان.
يشار الى ان العالم الاثري الفرنسي دومينك بيري الذي رافق تالمان فترات طويلة والذي يعمل في "معهد الآثار الفرنسي للشرق الأوسط"(IFAPO)، هو المرشح لقيادة فريق البعثة الاثرية الفرنسية خلفاً لتالمان، لمتابعة التنقيبات الاثرية في عرقة، والتي من المنتظر أن تتركز في المراحل المقبلة عند الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية من التل حيث يتوقع أن تكتشف كل آثار الحقبتين الرومانية والبيزنطية.