مغارة جعيتا في التصفيات النهائية لعجائب الدنيا السبع: هل تصبح مغارة جعيتا واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة؟ منذ ثلاثة اعوام يخوض هذا الموقع الطبيعي الرائع حرباً ضروساً، بدأت في العام 2008 ووصلت حالياً الى المرحلة الاخيرة من التصفيات في مواجهة 27 موقعاً من
هل تصبح مغارة جعيتا واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة؟ منذ ثلاثة اعوام يخوض هذا الموقع الطبيعي الرائع حرباً ضروساً، بدأت في العام 2008 ووصلت حالياً الى المرحلة الاخيرة من التصفيات في مواجهة 27 موقعاً منافساً، مدعومة بالكامل من دولها وشعوبها التي تعد بمئات الملايين. اما مغارة جعيتا، فتبدو مثل الولد اليتيم الذي لا عائلة له ترعاه او تسانده وتقف الى جانبه، خصوصاً اذا لاحظنا ان 80% من المقترعين لها هم من غير اللبنانيين.
في حين خصصت اسرائيل موازنة خاصة بلغت مليونين ونصف المليون دولار لدعم حملتها من اجل موقع البحر الميت ويشارك رئيس وزرائها بنيامين نتياهو شخصيا فيها، وفيما تتعاون حكومتا الهند وبنغلادش من اجل موقع سوندارياتس، ناهيك بعدد سكانهما الهائل، وبينما تخوض بولونيا بشخص بطريركها وبملصق اعلاني ضخم يصور البابا يوحنا بولس الثاني يصلي ويتأمل على ضفاف بحيرات ماسوريان المرشحة، تقف مغارة جعيتا وحيدة مهملة ومنسية من الدولة اللبنانية. فلا لجنة وطنية على مستوى لبنان تشكلت لدعم الحملة من اجل جعيتا، ولا الحكومة تحركت حتى الآن واعطت الموضوع الاهمية التي يستحقها، واكتفت وزارة السياحة بالقيام بدور داعم فقط إذ قامت بارسال كتب الى الدوائر الرسمية والوزارات المعنية طالبة حض الموظفين وتلامذة المدارس وطلاب الجامعات على الاشتراك بالتصويت.
عبود: لا امكانات
وفي اتصال لـ"النهار" مع وزير السياحة فادي عبود، اشار الى ان هذه الحملة "يلزمها خلية عمل خاصة مؤلفة من 20 الى 30 متفرغا، وعاملون على الانترنت يحضّون الناس على التصويت، لكن كل ذلك تلزمه امكانات مادية كبيرة. وامكانات الوزارة متواضعة جدا اذ ان ميزانية الترويج ككل لا تتعدى المليوني دولار، بينما تبلغ في سوريا مثلا 18 مليون دولار. ومع ذلك نحاول المساعدة قدر الامكان وقد ارسلنا آلاف الرسائل الالكترونية الى الخارج، وعقدنا اتفاقاً مع وزير السياحة الارجنتيني اثناء زيارته الاخيرة الى لبنان لتبادل التصويت، إذ يرشحون هم ايضا موقع شلالات ايغاسو لهذه المسابقة. كذلك ارسلنا الى كل سفاراتنا في الخارج لدعم الحملة لدى المغتربين والجاليات اللبنانية والعربية، وفي كل معرض نشارك فيه في الداخل او في الخارج نعرض ملصقات كبيرة عن الحملة... ولكن من واجب شركة "ماباس" التي تدير مرفق جعيتا ان تخصص قسما من مبيعاتها التي وصلت الى عشرة ملايين دولار العام الفائت للترويج لهذه الحملة". ووعد عبود باثارة هذه المسألة في مجلس الوزراء مؤكدا انه سيبحث مع وزير الاتصالات نقولا صحناوي في امكان التصويت مجانا بواسطة الرسائل القصيرة (SMS).
حداد للجنة وطنية
من ناحيته، تمنى رئيس شركة "ماباس" مستثمرة الموقع الدكتور نبيل حداد "انشاء لجنة وطنية على مستوى لبنان للعمل من اجل انجاح هذه الحملة العالمية لما لذلك من تأثير ايجابي ومردود كبير على صعيد الحركة السياحية ككل ولرفع اسم لبنان في العالم. نحن ساهمنا في وضع قطار مغارة جعيتا على سكة الحملة، ويهمنا وصولها الى مستوى العالمية الذي تستحقه، لكن امكاناتنا كشركة خاصة لا تكفي". واعتبر ان "دور وزارة السياحة ليس على مستوى الحدث، وهي لم تعطه الاهمية المطلوبة". وكشف انه طلب موعدا من السيدة الاولى وفاء سليمان ليقترح عليها "ترؤس اللجنة الوطنية، ونحن في صدد تحضير ملف كامل سنرسله الى القصر الجمهوري يتضمن كل التفاصيل". واكد ان شركته ارسلت نحو "مليون رسالة الكترونية عبر العالم، وبواسطة "الفايسبوك" ايضا وحتى الى الرئيس الاميركي باراك اوباما، من اجل المشاركة في التصويت لجعيتا. ونجري اتصالات حاليا بالجامعات لنبدأ حملة وحركة ناشطة مع بداية الموسم الجامعي".
وفي هذا الاطار نفذت شركة "ماباس" 3 كليبات دعائية للترويج لمغارة جعيتا الاول للمخرج جو مكرزل وفيه نداء يأتي من جوف الجبل يحضّ على التصويت، والثاني وثائقي قصير يحكي تاريخ المغارة عبر العصور ويتضمن دعوة الى الجميع ليتركوا اشغالهم ودرسهم ويصوتوا لها، والاخير لسوزي الحاج يصور لوحة رقص باليه رائعة في قلب المغارة من اخراج ليال راجحة. اضافة الى الاغنية - الاعلان " قطعة من الجنة عالارض" التي وضعها الفنان الياس الرحباني وتبث منذ مدة.
تاريخ الحملة
الفكرة بدأت العام 2001 عقب تدمير حركة "طالبان" تماثيل بودا الضخمة، حينها أطلق المواطن الكندي السويسري المولد الدكتور برنار ويبر حملة من اجل ترميمها، وأسس شركة "عجائب الدنيا السبع الجديدة" لنشر التوعية على اهمية الثروة الانسانية وضرورة المحافظة عليها. ولاحظ ان عجائب الدنيا السبع المعروفة اندثرت كلها ما عدا الاهرامات، وطرح فكرة اختيار سبع عجائب جديدة يختارها الناس بالتصويت عبر الانترنت في كل دول العالم، وهكذا تتعرف شعوب الارض على كنوز بعضها البعض من خلال المعلومات والصور التي ينشرها كل بلد عن موقعه المرشح. بدأت الحملة ربيع 2008 وتبارى فيها 441 موقعا، انتهت المرحلة الاولى في 31/12/2008 ببقاء 262 موقعا بينها مغارة جعيتا وغابة ارز الرب من لبنان، وتمت التصفية الى 77 موقعا في 7/7/2009 وبقيت مغارة جعيتا على قائمة المنافسة. وفي 21/7/2009 اجتمعت لجنة من الخبراء العالميين برئاسة المدير العام السابق للاونيسكو فيديريكو مايور، الذي سبق ان زار لبنان واعلن من وسط بيروت ان "آثار لبنان تخص الانسانية جمعاء"، واختارت 28 موقعا طبيعيا لم تصنعه يد الانسان للتصفية النهائية كي يتم التنافس في ما بينها، ويكون التصويت لموقع واحد فقط. وتأخذ معايير التصنيف بالاعتبار الفرادة الجمالية للموقع، تنوعه ومميزاته البيئية، تاريخه وعلاقته مع الانسان، وموقعه الجغرافي.
مغارة جعيتا تحفة الطبيعة الرائعة بحاجة الى كل صوت لتتوج واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة وتنال اللقب الذي تستحق.