تتعرض بعض الابقار الجيدة النوعية والعالية الإنتاج إلى مشاكل تناسلية تعيقها من إبراز دورها وفعاليتها ويؤدي ...
مقدمة
تتعرض بعض الابقار الجيدة النوعية والعالية الإنتاج إلى مشاكل تناسلية تعيقها من إبراز دورها وفعاليتها ويؤدي هذا القصور إلى نبذها والتخلص منها لعدم توفر الجدوى الإقتصادية لبقائها في القطيع بالرغم من حملها للعوامل الوراثية المرغوبة.
يعتبر العقم عند الأبقار من المشاكل الفنية التي تعاني منها البلدان المتحضرة على صعيد تربية الأبقار باحثة عن الحل الذي ينقذها منه ومن نتائجه الضارة، فهذا بالإضافة إلى أسبابه التي تكاد لا تحصر، يصيب عدد كبير من الأبقار مما يشكل خطراً على الثروة الحيوانية وبالتالي على معيشة الأفراد في الريف.
تعريف العقم
العقم هو خلل في الوظيفة التناسلية مما يؤدي إلى عدم قدرة الأنثى والذكر على التكاثر وهو إما يكون مؤقتاً يزول بإزالة السبب أو دائماً حيث لا ينفع العلاج ويكون مصير الحيوان الذبح مما يؤثر سلباً على إنتاجية المزرعة.
يعتبر العقم الدائم في الجنس الواحد ظاهرة خطرة وجديرة بكل إهتمام لا بد وأن يعرض هذا الجنس إلى إبادة قد تهدد خطورته بالإنقراض التام.
أما بالنسبة للعقم المؤقت فهو وإن كان أقل خطورة من العقم الدائم فإنه تنتج عنه مفاعيل ضارة في الحقل الإقتصادي (فرد أو جماعة).
أسباب العقم عند الأبقار
تعتبر أسباب العقم عند الأبقار من المشاكل الفنية البيطرية المعقدة التركيب. للعقم عند الأبقار أسباب عديدة ومتشعبة الأنواع فهي إلى جانب أسبابها الجرثومية المسببة للأمراض لها أسباب غير جرثومية ولا تنقص أهميتها عن غيرها من الأسباب كسؤ التغذية وما تجره من النتائج المخلة بإنتظام جهاز العمل التناسلي عند البقرة وهناك أسباب أخرى تتصل مباشرة بمؤهلات البقرة التركيبية أو الوراثية أو العرقية والتي طالما تأثرت بها حياة البقرة التناسلية وكانت بالتالي سبباً من اسباب إصابتها بالعقم ويمكن جمع الاسباب في اربع:
أ- سوء التغذية.
ب- اسباب وراثية.
ج- امراض الجهاز التناسلي.
د- اخطاء في التلقيح.
أ- سوء التغذية وعقم الأبقار
من المعروف لدى مربي الابقار ان للتغذية اهمية كبرى بالنسبة لإنتاج الحليب، أهمية من القدر ما قد يبطل هذا الانتاج عند تفاقم اسباب سوء التغذية وكما هي الحال بالنسبة لانتاج الحليب فإن قوة الاخصاب عند الأبقار تتطلب تغذية صالحة مكتملة العناصر الغذائية.
واكتمال التغذية عند الابقار يتحقق بتقديم غذاء تتوافر فيه جميع المواد الاولية والاساسية لتركيب مختلف خلايا الجسم الحيواني وهذا يقودنا الى ضرورة التنويع في تركيب العلف. والى جانب هذه الصفة التنويعية يجب على المربي ان يراعي اهمية تأمين بعض المواد الغذائية، فالعلف الأخضر كالأعشاب وخضار الحبوب ...الخ. وترك الابقار في المراعي اذا امكن ايجادها فانها تزيد من نشاط الابقار ومن حيويتها لا سيما حيوية الجهاز التناسلي وبالاخص المبيض. الى جانب المواد المعدنية كالكلس والفوسفور المتوافر في طحين العظم، انها من المواد الغذائية التي يتوجب على المربي تأمينها لأبقاره لتجنيبها الاصابة بالعقم.
ولسوة التغذية عند الابقار تأثير جماعي أي ان الاصابة بالعقم تنال في اغلب الاحيان اكثر من بقرة واحدة في المزرب. لأنها بالاضافة الى ما ستسببه من هبوط عام في انتاج الحليب، تضاعف نسب الابقار المصابة بالعقم بحيث تصبح الابقار حية بدون انتاج نتكلف ونصرف عليها ولا ترد الينا أي ارباح وبالتالي تؤدي الى حذف البقرة من القطيع (للذبح).
مثال على سوء التغذية
- ان نقص البروتين في العليقة يؤدي الى ضعف النشاط الهرموني للغدد مما يؤثر سلباً على الجهاز التناسلي ويتجلى هذا بعدم انتظام دورات الشياع (الصراف) وانخفاض نسبة الإخصاب.
- ان نقص الفيتامين ( أ ) في العليقة يؤدي الى اجهاضات متكررة.
- ان نقص الفيتامين ( د ) يؤدي الى ظهور دورات شياع غير منتظمة، علائم اصراف ضعيفة مع حدوث حالات من الاصراف الخالي من التبويض وبالتالي انخفاض في نسبة الاخصاب عند الابقار.
" ومن كل ما ذكر نخلص الى نتيجة ان تأمين الفيتامينات كالمعادن والبروتين. العلف الأخضر والنزهة للابقار تلعب دوراً مهماً في الحد من العقم ونتائجه السلبية "
ب- العقم الولادي (الخلقية)
هو عبارة عن عدم نمو الجهاز التناسلي الانثوي إذ ان المهبل والرحم والمبايض لا تصل الى نموها الطبيعي وتبقى صغيرة مما يؤدي الى عدم ظهور دورات الشبق. وتكمن مكافحة العقم الولادي بتجنب استعمال الثيران في تلقيح اقاربها وذبح الانثى المولودة كتوأم مع ذكر.
هذا وسوف نتحدث عن الاسباب الاخرى في العدد القادم انشاء الله.
