انهيارات صخريّة في بوارج كادت تتسبّب بكارثة

انهيارات صخريّة في بوارج كادت تتسبّب بكارثة
انهيارات صخريّة في بوارج كادت تتسبّب بكارثة: هذه المرة، نجا أهالي بلدة بوارج البقاعيّة من كارثة كادت تودي بحياة الكثيرين منهم. فمنذ بضعة أيام، وبعد عاصفة قاتلة، سقطت عدّة صخور من أعالي الجبال المحيطة بالطريق المؤدية إلى داخل البلدة، وتحديداً عند المدخل الأساسي

هذه المرة، نجا أهالي بلدة بوارج البقاعيّة من كارثة كادت تودي بحياة الكثيرين منهم. فمنذ بضعة أيام، وبعد عاصفة قاتلة، سقطت عدّة صخور من أعالي الجبال المحيطة بالطريق المؤدية إلى داخل البلدة، وتحديداً عند المدخل الأساسي من الجهة الغربية الجنوبية. كأنه انهيار.
هكذا أحس الأهالي. أما السبب، فكما يقول هؤلاء هو تأثيرات ورش الحفر والردم العاملة على الأوتوستراد العربي المار في بلدتهم وتقاعس البلدية عن بناء جدران الدعم لتلك الطريق. أما المسؤولون؟ فتقاذفوا المسؤولية: البلدية ترفض «بدعة» جدران الدعم التي لن تمنع التربة من التمدد والانهيار، ومسؤولو الورش على الأوتوستراد العربي الذين ردوا الانهيار إلى ضعف تماسك التربة... وعدم وجود جدران دعم.
مهما كان السبب، الانهيار حصل، وحاصر أهالي الحي «الفوقاني» مدّة أربعة أيام، وقطع الطريق، ما أدى بالآتين إلى البلدة إلى سلوك طريق فرعية قديمة من جهة بلدة المريجات. أول من أمس، بعد انتهاء «الحصار»، بدا كأن زلزالاً استهدف هذه المنطقة وخرّب ما فيها، فمعالم الطريق انقلبت رأساً على عقب، وبانت التشققات فيه الحاصلة نتيجة «انزياح» التربة. وقد ردّ الأهالي السبب إلى غياب جدران الدعم على جانبي الطريق، وهي التي كانت ستحميهم من «تمدّد التربة نتيجة السيول وعبور الشاحنات وأعمال الحفر على الأوتوستراد العربي».
وبانتظار انتهاء العمل بالأوتوستراد عام 2012، لن يكون أمام أهالي تلك البلدة سوى أخذ الحيطة والانتباه.. أو الشكوى. وهنا، يضع المواطن وسام جابر لومه على المجلس البلدي والبلديات المتعاقبة «لتقصيرهم في إنشاء جدران الدعم للطرقات التي تعدّ تربتها رخوة، ولا تستطيع تحمّل الهزّات المتواصلة التي تحدثها الجرافات، والشاحنات التابعة للشركة المتعهدة عمل الأوتوستراد العربي». يستغرب الرجل «كيف لم ير مهندسو الأوتوستراد طبيعة الأرض ومواصفاتها، وأنها غير قادرة على تحمّل تلك الأعمال، ولم يقيموا دواعم لهذه الطرقات التي يعملون بجانبها؟».
ربما كان الخبر الجيد في الانهيار أنه «حصل منتصف الليل، وإلا لكانت كارثة»، يقول محمد جابر. لكن، ماذا لو حصل في وضح النهار؟ كم ضحية كانت ستقع؟ لا يجد جابر جواباً سوى القول «مصيبة، بس يللا، هيك بيزورونا وبيقوموا بواجب العزاء إذا صار شي».
يستذكر أبو محمد جبر السبعيني كيف منعت البلديات السابقة الأهالي من العمل واستصلاح الأراضي، وحتى البناء في المناطق العالية، تجنباً لحدوث كوارث قد تصيبهم نتيجة تهاوي الصخور والأتربة، متسائلاً بلهجة العاتب «إذا كانوا عم يمنعونا، فلماذا سمحوا لورش الأوتوستراد بالعمل قبل تدعيم الطريق والأماكن اللي عم تحفر وتشتغل فيها، حتى ما يصير اللي صار؟».
من جهة ثانية، أكد رئيس بلدية بوارج محمد البسط في اتصال مع «الأخبار»، أن السبب في الانهيار هو أعمال الحفر والردم لمشروع طريق الأوتوستراد العربي، لكن «حذّرنا الأهالي، كما تقدمنا بطلب رسمي إلى القوى الأمنية لقطع الطريق كلياً من جهة ضهر البيدر من أجل السلامة العامة». أما عن جدران الدعم، فأشار إلى أن «لا علاقة للحيطان بهذا الأمر، إذ لا يمكن أن تقف بوجه زحول التربة». وطالب البسط القيمين على المشروع «بالإسراع في إنجاز الطريق لتعود الحياة إليه في أقرب وقت ممكن، فهو الشريان الرئيسي للبلدة».
أما المسؤول في ورش عمل الأوتوستراد، الذي رفض الكشف عن اسمه، فلم يقبل بما قاله البسط، موضحاً أن سبب الانهيار الحاصل في الطريق «هو ضعف تماسك التربة والتشققات التي ظهرت فيها نتيجة الجفاف الذي سبق العاصفة الثلجية، ليأتي بعدها تمدد التربة». ثمة سبب آخر هو «غياب حيطان الدعم من الجهة الشرقية للطريق، الأمر الذي يؤدي إلى ما يشبه الانفجار في جوفها وحدوث انهيار كبير، لوحظ ذلك من الفراغات الكبيرة فيها، وتقلص كمية التراب، ليخيل للرائي أنها كانت جسراً معلّقاً وهوى».

جريدة الأخبار
29ك1 2010