الجمعية التعاونية في عربصاليم- "شعلة الجبل الرفيع"

الجمعية التعاونية في عربصاليم-
الجمعية التعاونية في عربصاليم- "شعلة الجبل الرفيع": تتربع الجمعية التعاونية الزراعية في بلدة عربصاليم (قضاء النبطية) في صدارة الجمعيات الحديثة التي تعمل على ارساء تنمية ريفية حقيقية تتعدى حدود نطاق البلدة لتشمل المنطقة ككل... التفاصيل

تتربع الجمعية التعاونية الزراعية في بلدة عربصاليم (قضاء النبطية) في صدارة الجمعيات الحديثة التي تعمل على ارساء تنمية ريفية حقيقية تتعدى حدود نطاق البلدة لتشمل المنطقة ككل.
يقول رئيس الجمعية المهندس قاسم حسن إن "الزراعة من أقدم الصناعات المكونة للاقتصاد العالمي، وقد شهدت تحولاً كبيراً في القرن العشرين خاصة خلال النصف الثاني منه، حيث تطورت أساليب الإنتاج والتخصص، وإن التنمية الزراعية والتنمية الريفية وجهان لعملة واحدة، فتنمية الريف تعنى في المقام الأول بإنسان الريف، المزارع المنتج الحقيقي، وبالتالي المجهود الذي يبذل في تنمية القطاع الزراعي تعود ثماره على المزارع أيضا".
وحتى تتحقق هذه التنمية سارت الجمعية متأنية في خطوات انعكست من خلال عدد من المشاريع كان أبرزها ثلاثة مصانع مهمة: معمل لإنتاج العلف الحيواني، معمل جفت الزيتون الذي ينتج شعلة الجبل الرفيع، ومن ثم معصرة الخروب، مع التركيز على تنشيط قطاع تربية النحل وتطويره.
"الامانة" تلقي في هذا التحقيق الضوء على تعاونية عربصاليم ودورها التنموي الرائد:


انطلقت التعاونية الزراعية في بلدة عربصاليم عام 2004 بمبادرة من عشرة مزارعين في البلدة، ووضعت نصب أعينها الاهداف التالية:
ـ تنمية الفكر العلمي للمزارع وتطويره في المجالات الزراعية المختلفة. وإتاحة الفرصة للعاملين في المجالات الزراعية للإسهام في حركة التقدم العلمي.
ـ تقديم المشورة والقيام بالدراسات اللازمة لرفع مستوى الأداء في المجالات الزراعية . والتعرف الى مشكلات البيئة والإسهام في إيجاد حلول لها.
ـ تنمية الثروة الحيوانية لدى المزارعين والمحافظة عليها.



مهدت الجمعية لانطلاقتها بإجراء عدد من الدراسات اللازمة عن البلدة والمزارعين فيها والاحتياجات الأساسية والملحّة التي يحتاجها المزارعون.
يقول المهندس حسن "البداية مشروع بسيط.. اشترينا جرارا زراعيا للجمعية يقوم بحراثة أراضي المزارعين بسعر التكلفة لتشجيعهم على مواصلة زراعة أرضهم والمحافظة على كروم الزيتون التي هي من اكبر الزراعات في البلدة، ومن ثم دخلنا في مشاريع اكبر من خلال مخطط توجيهي عملنا عليه للبلدة، حيث قمنا بتقسيم العمل إلى أربعة قطاعات: قطاع الزيتون، قطاع الخضار، قطاع المواشي وقطاع النحل. وهي قطاعات منتجة، ومن خلال التعاون يمكن تطويرها، أما من ناحية التسويق فهي سهلة وموجودة".

معمل العلف الحيواني
وفي العام 2005 عملت الجمعية مع مجلس الإنماء والإعمار على مشروع إنتاج وتصنيع العلف الحيواني لخدمة مربي المواشي في البلدة لأن كلفة العلف هي أساسية في تربية المواشي، وهي تشكل نحو 60% من الكلفة اليومية للإنتاج، فتم بناء هنكار كبير وتزويده بالمعدات اللازمة، ويؤكد حسن ان المشروع "يهدف الى تخفيف الكلفة وزيادة إنتاج مربي الماشية، بما يساهم في استمرارية هذا القطاع، لا سيما أن عربصاليم تعتبر من اكبر البلدات المربية للمواشي في المنطقة".

شعلة الجبل الرفيع
بعد حرب تموز ذهبت تعاونية عربصاليم الى قطاع مزارعي الزيتون لتطويره ودعمه، الفكرة التي خلصت اليها التعاونية ونفذتها بنجاح هي معمل لاعادة تصنيع جفت الزيتون.
يقول المهندس حسن عن المشروع: "بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار وبعض الجهات المانحة قمنا ببناء معمل الجفت، وهو يستهدف الاستفادة من شجرة الزيتون إلى ابعد الحدود، فكانت فكرة شعلة الجبل الرفيع". ويشير الى أنه "سابقاً كانت تباع بقايا الزيتون بعد عصره بأبخس الأسعار، ما عملنا عليه هو إعادة تصنيع هذا الجفت وتنشيفه وكبسه بشكل عبوات صالحة للاشتعال، لنحقق غايات مهمة في مقدمها استفادة المزارع من ثمار الزيتون من حيث الزيت والبزر. تأمين شعلة نار للاستفادة منها في التدفئة شتاءً أو لمسائل أخرى. ونكون قد أمنا بديلاً يساهم بالحفاظ على ثروتنا الحرجية من خلال الامتناع عن قص الأشجار، وخففنا من استهلاك الطاقة الكهربائية المكلفة".



حقول السعتر والنحل
مشروع حقول السعتر نفذته التعاونية على مساحة 11 دونما بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية. ويشير المهندس حسن الى أن "هذه الزراعة ذات جدوى اقتصادية، فهي تحتاج إلى كميه قليلة من الماء وليست بحاجة إلى عناية، وسريعة العطاء وسوقها موجود ومطلوب. كذلك فان نبتة السعتر هي عامل مكمل لمرعى قطاع النحل الذي عملنا عليه، فنحن نعتبر النحل من القطاعات الأساسية، وقد أطلقنا على مشروع النحل في الجمعية مشروع الألف قفير، ونعمل على رفع عدد النحالين في البلدة، ففي السنة الماضية اجرينا عددا من الدورات التدريبية تم بعدها توزيع نحو الخمسين قفيرا على المتدربين، وهذا العام موعودون بمشروع اكبر، ما يساهم في تنشيط وتطوير هذا القطاع".
وفي نفس الاطار عملنا مع البلدية والجمعيات والأندية الأهلية والمدرسة الرسمية والثانوية الرسمية على تشجير النصوب الرحيقية والمثمرة مثل (الخروب - الصنوبر - الجوز - وأشجار يستفيد منها النحل) في خراج البلدة والطرقات الرئيسية فيها. للاستفادة منها على جميع الأصعدة منها: مرعى للنحل، وتجميل، وعدم انجراف التربة، وبيئية، وأيضا الاستفادة من ثمرها.

معصرة دبس الخروب
العام الماضي افتتحت الجمعية مشروع معصرة دبس الخروب الذي تم بعد اعداد دراسة شاملة في المنطقة، حيث تبين انه لا يوجد معصرة دبس، وهناك كمية كافية من أشجار الخروب في المنطقة، وهذه المعصرة تلبي حاجات المزارعين. فتم إعداد المشروع وتقديمه لمؤسستين مانحتين (الاوكس فام - undp) بكلفة 50.000 دولار أمريكي.
تمت الموافقة عليه وتم بناؤه بطريقة فنية، وهو يعمل على البخار. ففي العام الماضي 2008 تم إنتاج ثمانية أطنان من الخروب. اما هذا العام اشترينا نحو 23 طنا من الخروب، والآن تمت أولى العمليات بفرز الخروب وغسله، ومن ثم طحنه ثم يخمر في غرفة عازلة بدرجة حرارة معينة ولمدة معينة وبعدها تتم عملية العصر، فيتم عرض العينة الأولى من الدبس على المختبر لتحديد جودته، ونحن نحاول كل عام تحسين المنتج لدينا لمنافسة السوق، والجمعية اليوم تشجع المزارعين والبلديات على زراعة نصوب الخروب.