المفهوم الخاطئ للتعاون: في عام 1844 بدأ الرواد الاوائل في بلدة روتشيلد جمع البنس فوق البنس حتى تمكنوا من جمع 28 جنيها استرلينيا لاقامة جمعيتهم الاستهلاكية كأول مشروع تعاوني في العالم لاول جمعية تعاونية في التاريخ.... وكان الهدف واضحا ... التفاصيل
في عام 1844 بدأ الرواد الاوائل في بلدة روتشيلد جمع البنس فوق البنس حتى تمكنوا من جمع 28 جنيها استرلينيا لاقامة جمعيتهم الاستهلاكية كأول مشروع تعاوني في العالم لاول جمعية تعاونية في التاريخ.... وكان الهدف واضحا وهو تأمين احتياجاتهم الخاصة بصورة دائمة وبأسعار افضل ونوعية تتلاءم مع احتياجاتهم. وحيث كانت البداية صحيحة والاهداف واضحة وقابلة للتحقق فكانت النتيجة ناجحة والمخرجات تمت بسلاسة ومتناغمة مع الاهداف.
الحركة الصهيونية الحديثة التي بدات نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، اقامت مئات الجمعيات التعاونية، ونجحت في تحقيق اهدافها نجاحا كاملا وحمت المستوطنين وسوقت لهم بضاعتهم ودمرت الزراعة العربية وساعدت هذه التعاونيات في اقامة دولة الشر والعدوان تحت مبادئ نبيلة بالنسبة لهم...
الحركة التعاونية المنظمة في فلسطين بدأت مبكرا فهي الثانية على مستوى الوطن العربي وذلك بعد الشقيقة مصر.... ولكن تلك الجمعيات التي قامت خلال فترة الانتداب البريطاني، لم تستطع الصمود امام جبروت وقوى الاستعمار والحركة الصهيونية.
في فلسطين حاليا اعداد الجمعيات العاملة ينوف عن 600 جمعية ولا نعني هنا بكلمة عاملة ان لها مشروعا تقوم الادارة على رعايته وانما القصد ان لهذه الجمعيات فترة صلاحية ادارتها وميزانيتها سارية المفعول ويتم تدقيقها بشكل دوري.
الجمعيات المالكة لمشاريع ناجحة وتخدم اعضاءها هي محدودة ويكاد عددها لا يتجاوز اصابع الاطراف...؟؟علما ان الادارة العامة للتعاون لا تمنح احدا ترخيصا الا بعد التقدم بمشروع ودراسة لهذا المشروع والجدوى الاقتصادبة لهذا المشروع، ومن المفروض ان يكون عمل اعضاء الجمعية وادارتها في هذا المشروع لانجاح المشروع وتنميته وتطويره ليحقق الاهداف المرجوة منه. ولكن الحقيقية المفرغة ان المشروع والاوراق وكافة المستندات هي فقط من اجل الحصول على الترخيص واستلام الكرتونة. ويبدأ البحث عن تمويل للمشروع او البحث في دهاليز مؤسسات NGOs لتوزيع بعض الاغنام او خلايا النحل.... وينفذ المشروع.. وينتهي المشروع وأثره في نفس الاسبوع ان لم يكن في نفس اليوم..... ويسجل على الوطن القابع تحت الاحتلال مبلغ من المال تحت بند التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
غالبية الجمعيات حصلت على مشاريع ومنها من حصل على عدة مشاريع وليس مشروعا واحدا، والباقي منها على ارض الواقع هو صفر، لا يمكن التعميم ولكن هذا ينطبق على الغالبية.
الاتحادات التعاونية السبعة.... اقامتها الجمعيات لمساعدة نفسها على حل مشاكلها... ولكن الحقيقة ان بعض الاتحادات ساعدت بعض الجمعيات من خلال مشاريع محدودة الهدف... وتتلاشى الفائدة مع انتهاء المشروع، ويعود الاتحاد في البحث عن من يوفر اجرة مقر وراتب موظف.... وهذا الكلام ينطبق على السبعة اتحادات من ناحية الضعف المادي والبحث عن اجور للمقر ان وجد...... لان هناك اربعة اتحادات اصلا لا يوجد لها مقرات..... واما من ناحية تقديم الخدمات، فليست جميع الاتحادات استطاعت تقديم ولو خدمة بسيطة لجمعياتها.
والاتحادات التي عجزت عن خدمة نفسها وخدمة أعضائها من الجمعيات... هربت إلى الأمام بإقامة الاتحاد التعاوني العام.... وهذا الاتحاد إن لم يجد من يدفع عنه أجرة مديره فلن يكون له كادر وظيفي... وان لم يتوفر لهذا الاتحاد من يدفع عنه أجور المقر فلن يكون له مقر لان إمكانياته وهي قيمة الأسهم غير قابلة لتدفع أجرة المقر والموظف لمدة سنة واحدة فقط.
الكاتب: فياض عبد الكريم فياض