افتتحت وزارة الزراعة ومركز البحوث للتنمية الدولية - مشروع "قرية نت"، ومشروع التنمية للزراعة المستدامة في مناطق التلال (حصاد) ومركز تعليم الزراعة المستدامة (Ileia) ورشة عمل تدريبية بعنوان "التوثيق والتنظيم المنهجي"، برعاية وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حس
افتتحت وزارة الزراعة ومركز البحوث للتنمية الدولية - مشروع "قرية نت"، ومشروع التنمية للزراعة المستدامة في مناطق التلال (حصاد) ومركز تعليم الزراعة المستدامة (Ileia) ورشة عمل تدريبية بعنوان "التوثيق والتنظيم المنهجي"، برعاية وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن، عند العاشرة قبل ظهر اليوم -الإثنين في "الكورال سويت اوتيل" في شارع الحمراء في بيروت، في حضور مدير عام الزراعة بالإنابة علي ياسين، ممثل المركز الدولي للبحوث والتنمية - منسق مشروع "قرية نت" حمو لامراتي، وممثلين عن الدول العربية: لبنان، سوريا، مصر، فلسطين، السودان، اليمن والأردن. بداية النشيد الوطني، قدمت رئيسة مصلحة التعليم والإرشاد في وزارة الزراعة عبير ابو خدود ملخصا عن جدوى الورشة.
Lebanonfiles.com
وزير الزراعة
بعدها، تحدث الوزير الحاج حسن، فقال: "بداية، أود أن أرحب بالسيدات والسادة الحضور وخصوصا القادمين الى لبنان من سبعة دول، وجميع المشاركين في هذه الدورة التدريبية حول المأسسة والمنهجة والتوثيق للمعرفة. قبل أن أبدأ، أكرر تأخيري وذلك لاجتماعي مع وزير الإقتصاد وذلك لنساعد في تسليم محصول القمح للعام الحالي للمزارعين منذ الصباح، وهذا هو سبب التأخير وليس شيئا آخر، اتفقنا على سعر القمح الذي يهم المزارعين، طبعا المعلومات كانت على الطاولة عن مستقبل المخزون في العالم. فقد نشرت "الفاو" منذ أيام تقريرا عن الإتجاه التصاعدي لأسعار السلع الغذائية، واليوم هناك خبر في الصحافة الإقتصادية الأجنبية ان موجة الحر في الولايات المتحدة الأميركية سترفع من سعر الحبوب، وبالتالي كان هذا جزءا من مكونات النقاش، إضافة الى كلفة الإنتاج وصروف الإنتاج في لبنان والإنتاجية لمحاصيل الحبوب لهذاالعام في لبنان".
أضاف: "في موضوع الندوة، أود أن أتحدث كعادتي بشكل مباشر وصريح المعرفة، هي في أي عمل مقدمة ضرورية ولازمة لمعرفة اتخاذ القرار، المعرفة الإحصائية، المعلومات، التحليل، المكونات في أية مشكلة، هي من الضرورات التي لا غنى عنها لمسارات التنمية على كل الصعد والمستويات، ولنكن صريحين، نحن في الشرق نقرأ قليلا ونفكر قليلا وفي بعض الأحيان نعمل أكثر مما نفكر، فهذه من المعضلات الحقيقية، لا بل ان الكثيرين لا يأخذون المعلومات على محمل الجد، لأنه "ان كنت لا تدري فتلك مصيبة، وان كنت تدري فالمصيبة أعظم"، مثلا، هل هناك أحد من رؤساء العرب، وطبعا الآن هناك موجة تغيير رؤساء في العالم، الرؤساء العرب في السنوات الماضية، هل قرأوا ان نسبة الأمية في العالم العربي وصلت الى 40 بالمئة، إذا كانوا لا يعرفون فتلك مصيبة وان كانوا يعرفون فمصيبتهم أعظم، والأمية في الأرياف أعلى، وعندما نقول ان الأمية في الدولة الواحدة هي 40 بالمئة، يعني ستكون في الأرياف 70 بالمئة، فأي تنمية سوف تتحقق مع أمية تصل ليس الى 70 بل 40 بالمئة، هل قرأ هؤلاء ان العالم العربي يعتمد بنسبة 60 بالمئة من غذائه على الإستيراد، هذه أرقام، "قرية نت" معنية بجزء من مأسسة المعرفة، أنا أتحدث عن المساحة الأكبر".
وتابع: "هل قرأ الحكام ان اقتصادنا العربي أصغر من اقتصاد اسبانيا مع كل مشكلات إسبانيا، دول النفط والماغنيزيوم والغاز والمعادن والثروات والغابات والأراضي المترامية الأطراف، ومساحة الوطن العربي، اقتصادنا أصغر من اقتصاد اسبانيا، هذه ارقام حقيقية وليست افتراء. أتحدث عن الطبقة السياسية الي تحكم بلادنا وأوطاننا، طبقة لا تقرأ، وإذا قرأت لا تأخذ بما قرأت من أرقام مخيفة. في القرن ال21 الميلادي في العام 2012، هذه هي ارقامنا، في المعرفة والغذاء والإقتصاد، طبعا هنا يأتي ما يسمى بالتغيير أو ما سمي ب"الربيع العربي" الذي يحصل، آملين أن يكون تقدما الى الأمام لا العودة الى الغرائز التي تحركت في كل مكان، الغرائز الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية والغرائز التي تفتك بالشرق، لانه ما هي قيمة المعرفة أو الإقتصاد أو الأمن الغذائي إذا قسمنا المقسم".
وأشار الى انه بعد "سايكس-بيكو" قسمت المنطقة العربية الى الدول التي نعرفها الآن، فهل هناك "سايكس-بيكو" يقسم المنطقة الى ما سوف يعرفه احفادنا بعد سنوات. "سايكس-بيكو" 2012، 2013 الذي يتحرك ليس بدافع مؤامرة اجنبية فحسب، بل بفعل غرائز وعصبيات موجودة فينا منذ سنين، خفتت أو خبت لفترة ثم استفاقت بشكل شرس في هذه الأيام، نحن نتحدث في "قرية نت" عن منهجية المعرفة وتطبيق المعرفة وتبادلها في التنمية الريفية والزراعية خصوصا، والتنمية كما تعرفون، هي أبعد مدى من ارشاد زراعي ومن تطوير القطاع الزراعي بمعناه التقني، بل التنمية هي موضوع يشمل كل نواحي الحياة، فلا تطور اقتصاديا بلا تعليم، ولا تطور اقتصاديا بلا ثقافة، ولا تطور اقتصاديا بلا تنمية بشرية مستدامة، ولا تطور اقتصاديا بلا برامج حكومية وشعبية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ولا تطور اقتصاديا بلا استقرار أمني وسياسي، والأهم استقرار اجتماعي".
وأكد اننا "جماعات ولا ننكر ان فينا طوائف ومذاهب وقبائل وقوميات وأعراق وتيارات، ليس فقط قدرها ان تتعايش بل خيارها أن تعيش معا، إذا كان فقط هو القدر الذي يملي علينا ان نعيش معا، فيعني اننا مكرهون بل يجب أن نكون مختارين للتعايش معا، إذا لم نكن قد قررنا هذا باختيارنا، فهذا يعني انه باختيارنا سوف نمس هذا العيش المشترك، وهذا خطأ وخطأ جسيم، لا أتحدث عن لبنان الذي لديه الآن القليل من الإستقرار، أتحدث عن كل المنطقة العربية والإسلامية، آمل أن تنقلوا هذا الى أهلنا وإخوتنا في لبنان وفي كل قطر عربي وإسلامي لأننا نتحدث عن التنمية، ولا تنمية في ظل التوتر والخلافات والصدامات".
وشدد وزير الزراعة على نقطتين، "الأولى انني شخصيا وفي وزارة الزراعة وسعادة المدير وجميع المعنيين في وزارة الزراعة نرحب باستمرار بحضوركم الى لبنان، ونرحب بهذا النمط من الأنشطة التي لا أعتبرها ابدأ ترفا فكريا، بل هي تؤسس للمنهجية التي يتعاطى بها الإنسان مع التقدم والتنمية، وبالتالي أشد على أيديكم في هذا النشاط. النقطة الثانية: عندما نتحدث عن شبكة المعرفة، فهناك آمر آخر، لا بد أن نركز عليه وهو شبكة الضغط أو المساعدة أو الدفع باتجاه القرار، في الماضي"، مشيرا الى ان "هناك الكثير ممن ينتهجون أفكارا ويقولون انها أفكار العصر مثل دور الدولة في التنمية، والبعض كان يقول ان الدولة ترسم إطارا، والدولة لا تتدخل ولا تدعم، اليوم سمعنا في الاخبار ان كبريات الولايات الاميركية تطلب من الادارة المركزية يعني الحكومة الفدرالية دعما حتى لا تفلس، ونسمع اخبارا مؤكدة ان دولا في اوروبا وعددها حتى الان خمسة وهي دول مؤسسة في الاتحاد الاوروبي تحتاج دولة منها الى 100 مليار يورو والثانية الى 120 مليار يورو حتى تستطيع ان يتجاوز قطاعها المصرفي الازمة، اين نحن من هذا الواقع؟.
وقال: "هم بماذا يفكرون، يفكرون ان يصرفوا اموالا حتى يكملوا تأمين رفاهية الشعوب، ونحن نكاد نستطيع ان نمون على بعض الذين اثروا على حساب ثروات الامة ان يؤمنوا كفاف الشعوب بدلا من ان يخسروها في البورصة، والشباب لم يخسروا الكثير، "كم" ألف مليار دولار غير "حرزانين"، "كم" برميل بترول وقنينة غاز".
وأضاف: "ولجهة تأمين الحد الادنى من حقوق الناس اي الغذاء، فان مؤتمرا دوليا ستعقده "الفاو" لتأمين الاكل لشعب الصومال، فأين اموال اثرياء العرب والحكومات العربية؟ والشعب الفلسطيني في غزة، بالامس، كان الحديث عن نقص في الادوية في غزة منذ ثلاثة اعوام. فيا اصحاب النخوة العربية، نريد الدواء لغزة، "والست" كلينتون تميل يدها يمينا فتميلون معها، وتميل يسارا فتميلون معها، دواء لغزة يا جماعة. لا سلاح للمقاومة الفلسطينية ولا باقون حتى يعمروا المنازل التي دمرت والتي لم تعمر حتى اليوم، بل دواء، انتم أعجز من ان تؤمنوا الدواء لاهل غزة، فما نفع بقائكم على كراسيكم".
وقال: "اذا أردت ان أعمل "قرية نت" وأذهب للشعب الفلسطيني واقول له "قرية نت"، فسيقول لي انا اريد الدواء،انا ليس عندي دواء للسرطان في غزة، وكذلك دواء لغسل الكلى، الحكام العرب نسوا على ما يبدو القضية الفلسطينية، لديهم قضايا اهم. اهتموا بما تريدون ولكن اين فلسطين في الحسابات".
وأكد "ان ما يجري في العالم العربي اخشى ما اخشاه انه "سايكس- بيكو" جديد لانهاء ما بقي من فلسطين. اسأل الله سبحانه وتعالى ان نوفق في خدمة الناس، التي اولها بالمعرفة وثانيها بمعرفة استخدام المعرفة وتحويلها الى سياسات وقرارات". وكان لامراتي قد تحدث عن اهمية ورشة العمل التي هي امتداد ل"قرية نت" بهدف تعميق تقاسم المعرفة بالنسبة للتنمية الريفية. ويذكر ان الورشة تستمر خمسة ايام ويتخللها القاء مداخلات ودراسات.