دور الإعلام في تعزيز النظرة للتدريب المهنيّ المعجّل في لبنان

دور الإعلام في تعزيز النظرة للتدريب المهنيّ المعجّل في لبنان
مقدمة: يترجم الإعلام عادة واقع المجتمعات في تعريفاته المباشرة وهو يتعامل مع أي ظاهرة او حدث انطلاقا من تغطية الوقائع وعندما تطورت النظريات الاعلامية ودراسات التأثير في الجمهور كانت وسائل الاعلام تأخذ موقعها المتقدم في التوجيه السياسي والخطاب الدعائي التنافسي مع الحيز الواسع من تقديم البرامج الترفيهية لكن الاشكالية بقيت في مساهمة الاعلام في تنمية المجتمع لغياب الرؤى الاستراتيجية لدى اهل السلطة في بناء الدولة القادرة التي يعيش في كنفها الشعب بالقدر المقبول واللائق من العيش الكريم وصناعة غدهم خطوة تلو خطوة.

من هنا صوّر الإعلام اللبناني المهن وكأنها جزء من التراث والفولكلور وبقيت هذه الصورة هي المرتكز الاساسي في المحتوى الاعلامي الذي لم يقدم المهن على أنها العصب الاساسي في الحركة الاقتصادية للبلاد, لذلك لم تأخذ المهن حقها في التعريف الإعلامي, انما ظلت فترات طويلة والى الان أسيرة التنميط على الرغم من التطور المتسارع الذي شهدته المجتمعات ودخول عصر التكنولوجيا الحديثة والافاق التعليمية التي توسعت في مختلف المجالات. لذا كان لابد من تسليط الضوء على أبزر الأدوار الت يستطيع الإعلام أن يلعبها في دعم هذا القطاع


أبرز الأدوار التي يلعبها الإعلام في تعزيز النظرة للتدريب المهنيّ المعجّل:
- تعزيز الوعي والثقافة لأهمية المهن وتصحيح النظرة السائدة وخلق وعي شعبي لأهمية المهنة. (المهنة ليست خيار الفاشل إنما هي اختيار نحو تعزيز الإنتاج).
-التركيز على احتياجات سوق العمل والحديث عن المهن المطلوبة فهذا الرابط تحفيزي يخلق اتجاهات نحو مهن تحتاج اليها هذه السوق.
- تقديم برامج تربوية تصب في الحاجة الى المهن وتروج لها.
-اقامة شراكات استراتيجية مع مراكز التدريب مثل حاضنات الأعمال وغيرها من الجهات التي تهتم بالتدريب المهنيّ والترويج والعمل المتكامل معها.
-تخصيص مساحات من البرامج لاستضافة متخصصين في مجال المهن او حتى المعنيين عن المؤسسات المهنيّة بهدف تعزيز الوعي والمعرفة.
-اقامة مختبرات عملية للتدريب المهنيّ. (المؤسسة الإعلامية هي بحد ذاتها مركز تدريب مهنيّ للطالب في اقسام الاعلام والهندسة والتقنيات الخ..)
-التعريف بالمدارس المهنيّة في برامج متخصصة والتسويق لها وربطها بالتعليم العالي.
-دور الاعلام في الترويج لمشاريع القوانين التي تدعم المهن وتعزز حضور اصحابها عبر تأمين الضمانات الصحية والاجتماعية لهم.
-تبني الخطاب الإعلامي الهادف إلى تعزيز الإنتاجية والتشجيع المستمر على خوض غمار التدريب المهنيّ لما له من أهمية في تعزيز قدرات المجتمع وتحويله من مجتمع مستهلك إلى مجتمع مثمر تتكافأ فيه الفرص وكذلك تحضر المهنة كجزء اساسي في الحركة الإنتاجية.
-  تبني الإعلام للوثيقة السياسة التربوية في حقل التعليم المهنيّ والتقني والتي تنطلق من الإيمان بوحدة المجتمع وانصهاره في عملية تكوين المواطن الصالح والمنتج أينما وجد على الأراضي اللبنانية انسجاماً مع سياسية الإنماء المتوازن وإعداد مواطن منتج بفاعلية
- مواكبة الإعلام لحاجات سوق العمل المحلية والإقليمية وترجمة ذلك في البرامج
- تنمية احترام العمل اليدوي لدى الشباب اللبناني وتعزيز الهوية الحرفية للمجتمع اللبناني وادخال ذلك ضمن المهرجانات التعريفية بثقافة البلدان والتظهير الاعلامي لكل الفعاليات المتعلقة بذلك.
- مشاركة الإعلام في مواكبة الدورات التأهيلية على صعيد المهن اللبنانية والعربية.
-  خلق شراكة بين وزارت التربية والصناعة والزراعة والشؤون الاجتماعية ووزارة الإعلام فيما يخص مواكبة الوسائل الإعلامية للمهن وللتعليم المهنيّ ومواكبة كل نشاط يساهم في تعزيز المهن في المجتمع اللبناني.
-مشاركة الإعلام في تطوير خطة النهوض بالتعليم المهنيّ في لبنان وابراز مساحات مهمة ضمن البث.
- الاهتمام بتنمية المجتمع الريفي وتخصيص برامج موجهة للأطراف.
- الحث على اعتماد سياسات حكومية من اجل تنظيم التدريب المهنيّ المعجّل والمساءلة عن التنفيذ.
- تفعيل توصيات الإطار الإستراتيجي الوطني للتدريب المهنيّ والتقني في لبنان (وضعته الحكومة اللبنانية عام 2018 وفق خطة ترمي الى تنفيذه خلال 2018-2022).
-تأهيل الكادر الاعلامي الذي يتصدى لقضايا تنموية ورفع مستواه عبر التدريب التخصصي من الجهات ذات الصلة.
- اتاحة المعلومات وحق الوصول اليها امام الاعلاميين في مجال الدراسات والتشريعات والاحصاءات المتعلقة بالقطاع التنموي والمهنيّ.


الخلاصة:
لبنان اليوم يحتاج إلى تضافر الجهود والى تغيير جذري في مقاربة التنمية المجتمعية والثقافة الشعبية السائدة , ويتطلع إلى نظرة جديدة للقطاع المهنيّ فيه من أجل السير في طريق مجتمع منتج كي لا تبقى تلازمه لعنة "ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع"...
ونجد أنه على الإعلام اللبناني توجيه البوصلة وتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية الوطنية انطلاقا من أخلاقيات المهنة ورسالتها وما تحتّمه المسؤولية الاجتماعية من خدمة المجتمع وتوعية أفراده تجاه ما يمكن أن يحسن أداءهم من أجل بناء وطن يظلل شعبه بالأمان والعيش الرغيد.


المصدر: اليسار الحاج يوسف، ورقة عمل حول "تعزيز النظرة حول التدريب المهنيّ المعجّل عبر المواكبة الإعلامية"، مؤتمر التدريب المهنيّ المعجّل في لبنان-التحديات وافاق فرص العمل،2021