لكي تضمن صحّة جيّدة ومتينة، لا بدّ من حصولك على أطعمة ذات قيمة غذائيّة عالية جداً، لأنّها كفيلة بحماية مختلف أعضائك من ...
لكي تضمن صحّة جيّدة ومتينة، لا بدّ من حصولك على أطعمة ذات قيمة غذائيّة عالية جداً، لأنّها كفيلة بحماية مختلف أعضائك من أيّ خلل قد يُصيبها.
لم يشدّد إختصاصيو التغذية «صدفة» على ضرورة التنويع في الأكل. فبعد إدراكهم أهمّية هذا الأمر، اعتبروا أنّ من واجبهم نشر هذه التوصية لأنها تمنح الجسم الصحّة وقوّة جبّارة قادرة على محاربة أخطر الأمراض.
التنويع في الأكل يعني تحديداً تناول كمية معتدلة من مختلف ألوان المأكولات الصحّية المتوافرة من حولنا. من الضروري معرفة أنّ الأطعمة لا تتميّز في شكلها ولونها فحسب، بل أيضاً في العناصر الغذائيّة التي تحتويها.
ولمعرفة خصائص كلّ لون والدوافع الجدّية لاستهلاك مصادره يوميّاً وبالجرعة المطلوبة، أجرت «الجمهورية» حديثاً خاصّاً مع إختصاصيّة التغذية عبير أبو رجيلي من عيادة «Diet Of The Town»، فقالت: «تُعرف الخضار والفاكهة بأهمّيتها الكبيرة لصحّة الإنسان، بفضل غناها بأهمّ أنواع المواد الغذائيّة التي تشمل الفيتامينات والمعادن والألياف التي تسهّل الهضم وتؤمّن الشعور بالشبع وقتاً أطول.
واستناداً إلى أحدث الأبحاث العلميّة، تبيّن أنّ هذه الأطعمة الطبيعيّة فعّالة في الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغيّة والسرطان، وكذلك السيطرة على معدل ضغط الدم ومحاربة الشيخوخة وحماية النظر. لكن هل تعلم أنّ لكلّ لون فوائد مختلفة تميّزه عن غيره من الألوان؟».
في ما يخصّ اللون الأحمر الموجود في البندورة والتفاح والفلفل الأحمر...، علّقت أبو رجيلي: «يتميّز هذا اللون الجذّاب بغناه بمادة الليكوبين (Lycopene) المضادة للأكسدة والتي ثبُتت فاعليّتها في محاربة سرطان البروستات والتهاب المفاصل وخفض ضغط الدم المرتفع والكولسترول السيّئ (LDL)، وبالتالي الحماية من أمراض القلب».
وأضافت: «أمّا اللونان الأصفر والبرتقالي مثل الحامض والليمون والمشمش والمانغا...، فيتميّزان في شكل خاصّ باحتوائهما نسبة كبيرة جداً من مادة البيتا كاروتين المضادة للأكسدة والفيتامين C.
الخضار والفاكهة الملوّنة بالأصفر والبرتقالي مهمّة جداً للمدخّنين، لأنها تُقلّص الأضرار الناتجة من هذه العادة السيّئة، وتساعد في خفض الكولسترول السيّئ وضغط الدم المرتفع وتحارب الجذور الحرّة المضرّة لخلايا الجسم. كذلك فهي تحسّن إنتاج الكولاجين، وتعمل مع معدني الماغنيزيوم والكالسيوم على بناء عظام قويّة».
واستكملت حديثها: «أمّا اللون الأخضر الذي تتحلّى به الخضار الورقيّة الخضراء والتفاح والفلفل الأخضر...، فيحتوي مادة الكلوروفيل المهمّة من أجل تنظيم عمليّة الهضم وتعزيز صحّة العين وأداء الجهاز المناعي ومحاربة الجذور الحرّة.
في حين أنّ اللون البنفسجي مثل الباذنجان والتوت الأزرق، غنيّ بالفلافونويد والـ Resveratrol، وهما مادّتان تقوّيان الجهاز المناعي وتُحسِّنان امتصاص معدني الكالسيوم والماغنيزيوم، وتحاربان الإلتهابات والأمراض السرطانيّة عموماً وسرطان المصران خصوصاً».
ماذا عن اللون الأبيض؟ أجابت: «البصل والثوم أهمّ الأطعمة التي تتحلّى بهذا اللون، ويجب إضافتهما يوميّاً إلى أطباقنا وجعل الأولاد يعتادون على طعمها منذ صغرهم. ما يميّز الأطعمة الطبيعيّة ذات اللون الأبيض، هو مساهمتها في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي والبروستات. كذلك، فهي تتضمّن مادة البيتاغلوكان المهمّة لتعزيز أداء الجهاز المناعي وتحصينه ضدّ مختلف أنواع العدوى».
ولفتت أبو رجيلي إلى أنّ «هذه الأسباب كفيلة بدفع كلّ فرد منّا إلى التنويع في مختلف أشكال الخضار والفاكهة وألوانها، من أجل الإستمتاع بكلّ المنافع وبأقصى درجة ممكنة».
وأشارت أخيراً إلى أنّه «لا داعي الى خلق الأعذار او نسيان إضافة الخضار الى الطبخ»، قائلة: «يمكن اختيار الخضار المثلّجة تسهيلاً لعمليّة الطهو، علماً أنّها تحتوي الكمية الغذائيّة نفسها التي تتحلّى بها تلك الطازجة.
من جهة أخرى يجب الإنتباه إلى أنّ الخضار المعلّبة تحتوي نسبة أملاح عالية، في حين أنّ الفاكهة المعلّبة تحتوي نسبة سكّر عالية. وللتأكّد من أنّ هذه الأطعمة طازجة، يجب أن تكون خالية من الإسوداد وتتمتّع بمظهر شهيّ، والأهمّ أن يكون وزنها أثقل مقارنة بحجمها».