القطاعات الزراعية بحاجة إلى أسواق خارجية لإنقاذ المواسم: لم يرحب مستوردو الخضار والفاكهة في الإمارات العربية المتحدة باستيراد الموز اللبناني، لغلاء أسعاره مقارنة بالموز المستورد من بلاد أخرى، واضعين في الوقت نفسه، شروطا تعتبر قاسية، على استيراد الحمضيات من لبن
لم يرحب مستوردو الخضار والفاكهة في الإمارات العربية المتحدة باستيراد الموز اللبناني، لغلاء أسعاره مقارنة بالموز المستورد من بلاد أخرى، واضعين في الوقت نفسه، شروطا تعتبر قاسية، على استيراد الحمضيات من لبنان.
وقبل أيام، عاد من الإمارات، ممثلون عن القطاعات الزراعية في الجنوب ومؤسسة "ايدال"، كانوا برفقة وزير الزراعة حسين الحاج حسن خلال زيارته الى دبي. وشكلت الزيارة التي تخللها لقاء في القنصلية اللبنانية مع وفد من مستوردي الخضار والفاكهة في دبي، مناسبة لطرح موضوع استيراد دبي الحمضيات والموز من لبنان. وأنتج اللقاء بحسب عدد من المشاركين، اتفاقا شفهيا بين الجانبين يقضي باستيراد الحمضيات، شرط تحسين عمليات التوضيب والتشميع، والمراقبة المسبقة على البضائع قبل تصديرها، وذلك من جانب "ايدال".
لكن مستوردي الفاكهة والخضار في دبي لم يوافقوا على استيراد الموز "لأن أسواقهم تغرق بالموز الاكوادوري والعماني بأسعار تقل عن أسعار الموز اللبناني، وهذا ما لا يتناسب مع تكلفة إنتاج الموز اللبناني الذي تفوق كلفة إنتاجه عن سائر الدول المنتجة للموز، وخاصة في دول أميركا اللاتينية".
تحسين نوعية الإنتاج والتوضيب
ويوضح ممثل مصدري الموز والحمضيات في لبنان في الوفد رضا فاضل لـ"السفير"، أن "ممثلي القطاعات الزراعية عرضوا على المستوردين في دبي استيراد الموز والحمضيات، التي تتركز في الجنوب، وكان رد المستوردين، بأن مواصفات الحمضيات لا تتطابق مع المواصفات العالمية المعمول بها، لكن الجانب اللبناني وعد بتحسين نوعية الانتاج، وعملية التوضيب بخصوص الحمضيات لتصديرها الى دبي بإشراف ومواكبة من "ايدال"".
أما في موضوع الموز، فيشير فاضل إلى "أن مستوردي دبي لم يرحبوا باستيراده من لبنان، على خلفية أنهم يستوردون كميات تكفي الأسواق عندهم من الاكوادور وعمان وغيرهما من الدول بأسعار أدنى من أسعار الموز اللبناني".
وإذ أبدى أسفه لعدم تحقيق امكانية توريد الموز اللبناني إلى دبي، نوّه في الوقت نفسه بجهود الحاج حسن لناحية اهتمامه بموضوع التصدير.
الموز إلى سوريا يتراجع إلى 10%
وفي ما يخص التصدير الى خارج لبنان لمنتوجات الموسم الحالي، يوضح فاضل "أن تصدير الموز الى سوريا هذا الموسم تراجع بنسبة كبيرة، ولم يصل إلى عشرة في المئة من الكميات التي كانت تصدّر في المواسم السابقة، وذلك نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية الناجمة عن الأوضاع والتطورات والأحداث الأمنية والسياسية".
ويلفت إلى أن "تصدير الموز إلى الأردن ارتفع بوضوح هذا العام، وقد تعدى إلى الآن أكثر من عشرة آلاف طن".
أما ممثل مزارعي الموز في لبنان في الوفد حسين ضاهر فيبرز أهمية الدور الذي يلعبه وزير الزراعة في تبني مطالب المزارعين، ولا سيما عبر اصطحابه وفودا من القطاعات الزراعية، التي طرحت قضاياها على المستوردين في دبي، مشيرا إلى أهمية التوصل إلى اتفاق شفهي مع المستوردين في دبي لناحية تصدير الحمضيات بمواصفات عالمية، ما يعزز فتح أسواق جديدة أمام الحمضيات اللبنانية، التي تعاني من كساد كبير هذا الموسم تحديدا. وإذ يأمل ضاهر البحث عن أسواق خارجية إضافية للموز، يوضح أن السوق المحلي لا يستوعب أكثر من 30 في المئة من الإنتاج الذي يفوق الثمانين ألف طن سنويا"، مسجلا في هذا السياق تحسن أسعار الموز نسبيا، وارتفاع سعر الرطل الذي يشتريه المصدر من المزارع من ألف وخمسمئة ليرة إلى ألف وسبعمئة ليرة.