من الفستق حلبي إلى الجوز واللوز مروراً بالبندق وبذور السمسم والصنوبر... إنّ «الحبوب الزيتيّة» تُضفي ...
من الفستق حلبي إلى الجوز واللوز مروراً بالبندق وبذور السمسم والصنوبر... إنّ «الحبوب الزيتيّة» تُضفي مذاقاً لذيذاً إلى مختلف أطباقنا اليوميّة، وهي أيضاً ممتازة لصحّة الإنسان إذا استُهلِكت بذكاء.
يُعتبر تناول الحبوب الزيتيّة، بما فيها بذور الكتان ودوّار الشمس، بمثابة مكافأة غذائيّة للجسم إذا تناولها الفرد يوميّاً. وصحيح أنّها تحوي كمية كبيرة من الوحدات الحراريّة، إلّا أنّها في المقابل تُشكّل كثافة غذائيّة عالية. إنّ استهلاك كمية صغيرة من المكسّرات يوفّر للجسم كمية مهمّة من الدهون ذات النوع الجيّد المعروفة بالدهون غير المشبّعة، فضلاً عن البروتينات النباتيّة.
خصائص مُتعدّدة
المكسّرات النيّئة غنيّة بالمواد الأساسيّة مثل الفيتامينات والمعادن كالحديد والماغنيزيوم والسلينيوم، وتحتوي أيضاً على الألياف، فتُساعد على محاربة التعب والتوتر والشيخوخة المبكرة... كذلك، هي ممتازة إذا أرَدنا الحصول على بشرة أكثر نضارة وجمالاً وإشراقاً.
وأظهرت الأبحاث الحديثة دور المُكسِّرات النيئة في معالجة نسبة الكولسترول السيّئ في الجسم. وإذا كانت كلّ المكسّرات تتمتّع بقيمة غذائيّة عاليّة، إلّا أنّ لكلّ واحدة ميزاتها الخاصّة: على سبيل المثال، فإنّ بذور الكتان غنيّة تحديداً بالأوميغا 3 المفيدة جداً لصحّة القلب والدماغ، أمّا اللوز فيحتوي على نسبة عالية من المعادن ويتمتّع بقدرة على تنظيم الكولسترول.
أمّا الجوز فيُساعد على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدمويّة، فيما يتمتّع البندق بتأثير حام للقلب والأوعية الدمويّة وهو مفيد أيضاً للجهازَين العصبي والعضلي.
من جهته، يحتوي الفستق الحلبي على نسبة عالية من مادة الـ Anthocyanin المضادة للأكسدة والتي تمنع الشيخوخة المبكرة، بينما يؤمّن الصنوبر كمّية عالية جداً من المعادن، خصوصاً الفوسفور والماغنيزيوم والزنك والحديد.
إستهلاك ذكي
من المهمّ الإنتباه إلى طريقة استهلاك هذه المكسّرات والبذور، فتناوُلها من دون رشّ الملح أو السكّر عليها، يؤمّن منافع صحّية كبيرة لجسمك. كذلك يُستحسن تفضيل النسخة النيّئة على المشويّة، بما أنّ الحرارة المرتفعة تميل إلى تدمير جزء من العناصر الغذائيّة.
يوصي اختصاصيّو التغذية الأشخاص البالغين والحوامل وكبار السنّ، باستهلاك 20 غ من المكسّرات يوميّاً وتناولها كسناك خفيف بين الوجبات الرئيسة أو إدخالها إلى كوب اللبن أو سَلطات الخضار، ما يضمن للجسم قيمة غذائيّة عالية ومنافع صحّية لا تُثمّن. أمّا للأولاد، فإنّ نحو 12 حبّة من المكسّرات النيئة ستُشكّل بديلاً فعّالاً للبسكويت والتشيبس والحلويات المصنّعة التي تغمرها الوحدات الحراريّة، والتي تخلو من الفيتامينات والمعادن وغيرها من المواد الأساسيّة.
أمّا للرياضيّين، فإنّ المكسّرات النيّئة ستؤمّن لأجسامهم عناصر غذائيّة فائقة الأهمّية. لكن يجب التنبّه إلى أنّ مدخول هذه الأطعمة دهنيّ في الدرجة الأولى. لذا، وفي حال القيام بجهود رياضيّة كثيفة، يُستحسن استبدالها بوجبة غذائيّة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات بهدف إعادة تزويد الجسم بالطاقة التي خسرها.
صدمة الحساسيّة
إشارة أخيراً إلى أنّ بعض الأشخاص يعانون الحساسيّة على المكسّرات، وقد تكون في غالبيّة الأوقات شديدة جداً. فإذا تناولوها، قد يلاحظون أعراضاً تطاول الجلد أو طريق الإستنشاق. وقد يؤدي تناولهم الفول السوداني أو الجوز إلى صدمة الحساسيّة التي تكمُن خطورتها في حدوث انغلاق للمسالك التنفسيّة التي يمرّ خلالها هواء الشهيق والزفير، ما يشكّل تهديداً كبيراً على حياتهم.