البيئة في الإسلام - اهتم الدين الاسلامي بالبيئة اهتماماً كبيراً من منطلق انها ميراث الأجيال المتلاحقة حيث أودع الله فيها كل مقومات الحياة للانسان المستخلف فيها كما أرسى الاسلام الأسس والقواعد والمبادئ التي تضبط وتقنن علاقة الانسان ببيئته لت
اهتم الدين الاسلامي بالبيئة اهتماماً كبيراً من منطلق انها ميراث الأجيال المتلاحقة حيث أودع الله فيها كل مقومات الحياة للانسان المستخلف فيها كما أرسى الاسلام الأسس والقواعد والمبادئ التي تضبط وتقنن علاقة الانسان ببيئته لتتحقق من خلالها العلاقة السوية والمتوازنة التي تصون البيئة من ناحية وتساعدها على أداء دورها المحدد من قبل الخالق العليم في اعالة الحياة من ناحية أخرى .
الاسلام حددّ مسؤلياتنا ونطاق تكليفنا لكن أين تحن من تحمل تلك المسؤوليات ؟؟
هذا ما دفع بجمعية مؤسسة جهاد البناء الانمائية - مديرية الشؤون الزراعية والبيئية -حلقة بحثية باعداد حلقة بحثية حول " البيئة في الاسلام" في قاعة الإمام الخميني (قده)، بيروت تهدف الى خلق الوعي البيئي وابراز الحضور الاسلامي في تفسير ماهية البيئة ووظيفتها والتأكيد على توجيهات وتعليمات الدينية الرشيدة من سوء استغلال البيئة والاخلال بتوازنها .
افتتحت الحلقة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تحدث بعدها مدير عام مؤسسة جهاد البناء الإنمائية المهندس الحاج قاسم عليّق بكلمة ترحيبية أكّد فيها على أهمية الحفاظ على البيئة ومكافحة ظاهرة التصحّر, تلاه مدير الشؤون الزراعية والبيئية في المؤسسة المهندس محمد الخنسا الذي قدم للحلقة والأهداف المرجوة منها.
بعد ذلك قدمت الأبحاث على الشكل التالي:
- كلمة الحاج محمد الخنسا مدير المديرية الزراعية في جهاد البناء
- الحاجة أمل قطان مديرة معهد سيدة نساء العالمين (ع) - التربية البيئية في الإسلام (القيم والمفاهيم وضوابط السلوك)
- الحاجة نهى عبد الله مديرة تحرير مجلة النجاة الصادرة عن حوزة السيدة الزهراء (ع) - دور المرأة في ترشيد الاستهلاك
- سماحة السيد عبد الله فضل الله - الأحكام الغائبة
- فضيلة الشيخ فادي فيتروني جمعية القرآن - الكريم البيئة في الإسلام
- فضيلة الشيخ أمين ترمس معهد الرسول الأكرم (ص) - البيئة في الحديث الشريف
- توصيات الحلقة البحثية
وقد شارك عدد من المهتمين والمهتمات في أعمال الحلقة ونقاشاتها وفي النهاية خرج المشاركون بعدة توصيات تناولت إنشاء منتدى بيئي يتكوّن من علماء دين وباحثين وعاملين في مجال الحفاظ على البيئة يهدف إلى البحث في المفاهيم البيئية الإسلامية والتنسيق مع علماء الدين لنشر الوعي البيئي من خلال خطبهم في كافة المناسبات الإسلامية للحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها بما يضمن مستقبل الأجيال المقبلة ونشر وتعميم هذه المفاهيم، ويكون محلا لتبادل الآراء والأفكار وإيجاد اطر التعاون والعمل على تعميم الحلقات والندوات التثقيفية البيئية في كافة المناطق وتنويعها بحيث يشارك فيها فعاليات المجتمع اللبناني ، إضافة إلى طلاب الجامعات والحوزات وممثلين عن مختلف شرائح المجتمع.
و أكد الحاضرون على أهمية دور الأسرة في عملية التثقيف كونها النواة الأساسية لبناء المجتمع كذلك وجوب تعزيز هذه الثقافة في المدارس من خلال الدورات بيئية تأهيلية للمدرسين واعداد مسابقات بيئية بين المدارس و تخصيص حصص دراسية حول التربية البيئية الإسلامية....
كما قرر تأليف هيئة تعنى بالتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني في مختلف القطاعات من أجل الحفاظ على البيئة، وتعمل على نشر الثقافة البيئية الإسلامية .
ويبقى التركيز والاتكال على دور مختلف وسائل الإعلام لتعميم الثقافة البيئية عبر نشر إعلانات على الطرقات وفي الأماكن العامة ، عرض أفلام حول المشاكل البيئية الرئيسية في لبنان، مسابقات بيئية فقهية تهدف إلى الحثّ على الحفاظ على البيئة..
أخيراً جرى الاتفاق على متابعة جمع الروايات والأحاديث الموثّقة والأحكام الفقهية من المصادر الإسلامية المعتمدة التي تتمحور حول الحفاظ على البيئة، وتبويبها بما يسهل على الباحثين الوصول إليها والعمل على تأمين التمويل والرعاية لتنفيذ الأنشطة والمشاريع البيئية.