
لبنان يحتاج الى تمويل ب 400 مليون دولار للتشجير والمراعي: شارك وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن ووزير الزراعة، الماشية، التغذية، الصيد البحري والمساحات الخضراء لمقاطعة كاتالونيا - اسبانيا خوسب ماريا بليغري أكسوت، في طاولة مستديرة في مطعم "الساحة" بعنوان:
شارك وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن ووزير الزراعة، الماشية، التغذية، الصيد البحري والمساحات الخضراء لمقاطعة كاتالونيا - اسبانيا خوسب ماريا بليغري أكسوت، في طاولة مستديرة في مطعم "الساحة" بعنوان: "ترشيد إدارة الموارد المتاحة في المناطق الريفية كمصدر من مصادر التنمية المستدامة في سياق عولمة الأسواق"، في حضور المدير العام للزراعة بالإنابة، رئيس جمعية الشبان المسيحية جوزف عواد.
وعرض الوزير الحاج حسن، خلال اللقاء، واقع الزراعة والطاقة والبيئة في لبنان، اذ إن "الحكومات المتعاقبة منذ أوائل التسعينات لم تفكر الا بالكلفة العالية للتنمية وتأثيرها على الموازنة". ولفت إلى أن "هناك قرى في لبنان محرومة حتى اليوم نعمة المياه والكهرباء ووسائل التدفئة وحتى البعض منها لا طريق إليها عبر الأراضي اللبنانية". ولذلك فإن هذه الحكومات هربت في اتجاه البحث عن المساعدات والمنظمات والهيئات الدولية المانحة وهيئات المجتمع المدني فأورثتنا الكثير من المشاكل".
وأشار إلى أن "الحكومة السابقة والحكومة الحالية خطتا خطوات ايجابية عبر منح الزراعة امكانات جديدة مما مكن القطاع من التقدم، إلا ان الظروف الأمنية في المنطقة أثرت على الصادرات الزراعية وحدت من نموها".
وتحدث عما رآه خلال زيارته لمقاطعة كاتالونيا في اسبانيا وعن "البنى التحتية المتوافرة والسياحة البيئية واستثمار الثروات الطبيعية والغابات والتنمية الريفية المستدامة".
ولفت إلى "الضمانات الاجتماعية والصحية المتوافرة فيها، فيما المزارع في لبنان بعارض صحي واحد قد يخسر كل ما جناه خلال الموسم وقد بينت الاحصاءات ان في لبنان 200 ألف مزارع 140 ألف منهم لا يملكون أي تغطية صحية".
وعرض وزير الزراعة واقع المجتمع الزراعي الذي "نتيجة ثقافة القهر والحرمان والإهمال التي تعرض لها أصبح لديه ردة فعل سلبية ضد بيئته الطبيعية ان على مستوى المياه، التربة، النباتات، الغابات، النباتات الطبية والعطرية، طيور وحيوانات أخرى، حشرات وفراشات، وأسماك، وغيرها من عناصر الطبيعة، وهذا الأمر بالتوازي مع غياب البنى التحتية والخدمات الأساسية يؤثر بقوة على انطلاق عملية سياحية بيئية رغم المتابعة القاسية لوزارة الزراعة للمعتدين على الطبية".
واشار الى "خسارة لبنان ل 20 في المئة من أصل مساحة الغابات التي كانت تشكل 33 من مساحته بسبب عوامل مختلفة منها الحرائق والحروب والتوسع العمراني، إلا ان جزءا منها نجم عن المجازر التي ارتكبت في حق الغابات بواسطة القطع الجائر".
وأعلن ان "لبنان يحتاج الى تمويل بقيمة 400 مليون دولار لتشجير أراضي الدولة وإنشاء المراعي الطبيعية للنباتات الطبية والعطرية".
ولفت إلى "مشروع قدمه إلى مربي النحل في هذا المجال تقوم بموجبه وزارة الزراعة بتوفير الأرض والشتول والبذور وعمليات الغرس، على ان يقوم مربو النحل بإنشاء اتحاد لقطاع النحل يتولى ادارة هذه المراعي وحمايتها".
وقال: "لبنان مقصر في مجال استخدام الطاقة المتجددة. فالمياه متوافرة بمحدودية فيما الشمس والهواء متوافران ويمكن البناء عليها لإقامة مشاريع مختلفة وعلى رغم أن وزارة الطاقة شجعت وحفزت في مجال الطاقة الشمسية إلا أن الفقراء في الأرياف لم يستطيعوا الافادة منها".
وأكد "أهمية الافادة من الخبرة العلمية التي اكتسبتها مقاطعة كاتالونيا في مجال الغابات والتنمية الريفية المستدامة واستخدامات المياه وترشيدها عبر الزيارات المتبادلة والتعليم ان مباشرة وان عن بعد وإعداد المدربين".
ودعا إلى "تشجيع استهلال المتبقيات الزراعية كجفت الزيتون والأغصان الناجمة عن التشحيل إلى مصانع بيوماس انطلاقا مما رآه خلال زيارته لكاتالونيا. وأعلن أن "وزارة الزراعة اشترت مكابس وفرامات للحطب وستعمد لتوزيعها على اتحادات البلديات لتشغيلها في انتاج فحم ووقود للتدفئة". وشدد على "أهمية الانطلاق في حماية الغابات من التحول من مفهوم النهي والزجر والعقاب بالقانون والشرطة إلى مفهوم حماية المستثمر المجاور".
الوزير الكاتالوني
من جهته، عرض الوزير الكاتالوني أكسوت لتجربة بلاده عموما ومقاطعة كاتالوينا خصوصا في مجالات "الزراعة وانتاج الأغذية وترشيد استخدام المياه والتنمية الريفية المستدامة".
وأكد أن "التنمية تستند إلى ثلاثة أسس هي: توازن الأرض والتربة، الديناميكة الاقتصادية للعالم الريفي، وبقاء المزارعين في أرضهم". ودعا الى "زيادة الوعي الوطني اتجاه الريف والبيئة وتحويله إلى عالم استراتيجي".
وشدد على "دعم الريف عبر تشجيع الأنشطة الريفية والزراعية وتغيير ذهنية المزارع على أساس انه صاحب مشروع زراعي".
ولفت إلى "امكان افادة لبنان من شبكة REGMED للمعلومات حول العالم الريفي والتي يمكنها ان تقدم معلومات عن اساليب الري في البحر المتوسط وعن تجربة مضاعفة انتاج هكتار الزيتون بين 3 إلى 6 مرات، عبر معرفة أي شجرة نزرع وتحديد كمية المياه اللازمة للري".
ودعا الى "العمل على اساس الزراعات الكثيفة".
ولفت إلى "أهمية الأدوات ووسائل الإسناد للعالم الريفي والتكامل بين الإنتاج والأنشطة الريفية عبر تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة لتحويل المنتجات الزراعية الأولية إلى صناعات غذائية".
ورأى أن "من الممكن مع توفير البنى التحتية الملائمة التوصل إلى استخدام متزايد للطاقة المتجددة يمكن الافادة منها في تحسين الانتاج الزراعي للأرياف وتوليد الطاقة، وهذا الأمر يحتاج إلى الجهد والكثير من الخيال لتصبح التكنولوجيا في تصرف المزارعين لمصلحتهم ومصلحة بقية المواطنين".
ولفت إلى ان "المركز التقني في كاتالونيا يعمل على فلسفة للمواءمة بين زيادة الانتاج وحماية الطبيعة وابتكار انشطة جديدة في الريف مع تأكيد حماية الطبيعة والإدارة المسؤولة لحماية الأحراج". وطالب "التعاون مع هذا المركز لما فيه مصلحة البلدين".
وحض على "كسر الرابط النمطي للعمل في الزراعة والأرياف، فالعمل يمكن أن ينتهي في ختام الموسم بحصد الثمار، وبقية العام لا شيء". وشدد على "أهمية السياحة البيئية والسياحة الريفية وتوفير المساكن والمطاعم للسياح للتمكن من الاقتراب من الطبيعة بكل مكوناتها".
واشار الى "توافر الموارد البشرية والطبيعية والريفية في لبنان لتشجيع إقامة مثل هذه المشاريع". ونوه ب"التراث الثقافي في لبنان المعترف به عالميا والذي يمكن الافادة منه لانعاش الحياة الريفية والتي يمكن ان يكون لها وقع اقتصادي على العالم الريفي، بالإضافة إلى انشطة الاستضافة، والتجوال في الطبيعة والأنشطة الترفيهية المرتبطة بالطبيعة المفتوحة".
وقدم المشاركون من ممثلين لمختلف الوزارات المعنية والجمعيات والوفد المرافق للوزير الكاتالوني مداخلات عن التنمية وترشيد الري والطاقة المتجددة واستثمار الغابات والموارد الطبيعة والتنمية الريفية.
توقيع اتفاق تعاون
وكان وزير الزراعة أكد "أهمية مشروع الغابات لأن احدى نقاط الضعف الحالية في لبنان والتي ما زلنا في وزارة الزراعة في بداية الطريق فيها هي موضوع الغابات التي نريد أن نكون على المستوى الإداري والتقني والعلمي والوقاية وإعادة التحريج جاهزين كما عبرت لهما عن مواجهة سرعة خسارة المساحات الخضراء في لبنان التي هي أكبر بكثير من سرعة إعادة التحريج والجهود المبذولة حتى الآن من الدولة اللبنانية ومن كل الأفرقاء ليست كافية لإعادة التوازن والسير ايجابا لمصلحة زيادة المساحات الخضراء".
واضاف: "نحن في لبنان 10452 كيلومترا مربعا، وتعداد السكان 4 ملايين نسمة وبالتالي فإن النمو العمراني والسكاني إضافة الى الاعتداء على الغابات هو عامل اساسي في خسارتنا للغابات في بلد مكتظ سكانيا. وقد آن الأوان لنا جميعا، الحكومة والشعب، أن ندرك الخطر القائم والدائم والغابات. ومن هنا نطلب المساعدة التقنية والعلمية والمادية من جميع الأفرقاء في موضوع الغابات".
وكان الحاج حسن يتحدث في لقاء جمعه ووزير الزراعة، الماشية، التغذية، الصيد البحري والمساحات الخضراء لمقاطعة كاتالونيا، في السفير الإسباني خوان كارلوس غافو ومديرة معهد كاتالونيا للغابات، والمدير العام جمعية الشبان المسيحية في لبنان جوزف عواد والوفد المرافق له حيث تم توقيع اتفاق تعاون بين الوزارة - مركز الدراسات الحرجية وجمعية الشبان المسيحية في مشروع إدارة غابات السنديان في لبنان الممول من المنظمة الإفريقية الآسيوية للتنمية الريفية AARDO".
وأكد الفريقان "أهمية توثيق التعاون في مجالات عدة أهمها: الزراعة، الغابات والمحافظة عليها وتحفيز التبادل الفني والتجاري في هذا المجال لما فيه مصلحة البلدين".
وقال الحاج حسن: "استقبلنا اليوم وزير الزراعة في مقاطعة كاتالونيا في اسبانيا بحيث وقعنا اتفاقا للتعاون في مجال الغابات بين الوزارة وجمعية الشبان المسيحية والمعهد الكاتالوني للغابات. فالتعاون مع الحكومة الاسبانية ومع الشعب الاسباني ومع المقاطعات في اسبانيا ومنها مقاطعة كاتالونيا والمعاهد العلمية والمعهد الكاتالوني للغابات تعاون مستمر بالغابات أولا ونركز على هذا الموضوع، ونريد ان نطور التعاون في موضوع الغابات بشكل واسع وفي مجال المياه. ونحن لدينا هبة من الحكومة الاسبانية لإنشاء 3 برك وهي الآن قيد التنفيذ في مارون الراس ومروحين وفي البمامين في قضاء الضنية، ولدينا مشروع نفذ لإدارة اخطار السيول في منطقة عرسال وفي رأس بعلبك تم افتتاحه منذ قرابة سنة ونصف، إضافة إلى مشاريع عدة مع الحكومة الاسبانية. اليوم لدينا مشروع مهم حول الغابات التي نريد ان تتطور إلى الأمام".
وأضاف: "بحثنا في نقاط عديدة في مجال الزيتون والصيد البحري، وانتاج الألبان والأجبان والتسويق وجميعها مشاريع مهمة".
أكسوت
من جهته، أكد الوزير أكسوت "التعاون في المجالات كافة وخصوصا في مجال الثورة الحرجية" وابدى "الاستعداد لفتح مزيد من ابواب التعاون وجعل أواصره أشد في المستقبل".
وختم: "كان اللقاء ايجابيا مع الوزير الحاج حسن وناقشنا مواضيع كثيرة من بينها الثروة الحرجية وأهميتها ووقعنا اتفاق تعاون مع الوزارة وكحليف لنا مركز CTFC. نحن منفتحون على مزيد من التعاون وبمساعدة من السفارة الاسبانية التي ستتولى قولبة المشاريع والأفكار لتنفيذها بشكل دائم، وآمل أن يكون التعاون ايجابيا وكثيفا".
بيان السفارة الاسبانية
ووزعت السفارة الاسبانية بيانا عن الاتفاق مع وزارة الزراعة "لتقديم المساعدة الاستشارية والفنية"، جاء فيه: "في إطار زيارته إلى لبنان (من 10 إلى 15 كانون الثاني 2012) ، اجتمع سعادة مستشار شؤون الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والبيئة لدى حكومة منطقة الحكم الذاتي في كاتالونيا جوسيب ماريا بيليغري، يرافقه وفد مؤلف من: المسؤولة عن المراسم في مكتب المستشار سوزانا كوكوريلا، مديرة مركز التكنولوجيا الحرجية في كاتالونيا (CTFC) غلوريا دومينغيز، مدير التعاون الدولي في المركز ديفيد سولانو، فضلا عن سعادة سفير أسبانيا في لبنان خوان كارلوس غافو بمعالي وزير الزراعة في لبنان الدكتور حسين الحاج حسن.
خلال الاجتماع، أكد السيد بيليغري عزمه على التعاون مع الوزارة في جميع المجالات ولا سيما المرتبطة بالثروة الحرجية، وأعرب عن استعداده لفتح المزيد من أبواب التعاون في المستقبل، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتشجيع التبادلات التقنية والتجارية في قطاع الزراعة.
وفي نهاية الاجتماع، وقع كلا الجانبين، بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية ومركز التكنولوجيا الحرجية في كاتالونيا اتفاق تعاون تبلغ مدته 10 أشهر ويصل قدره إلى حوالي 100 الف دولار اميركي حول تقديم المساعدة الاستشارية والفنية بعنوان "أدوات الإدارة المستدامة والمحافظة على أشجار السنديان في لبنان".
وأشار البيان إلى "أن التعاون الاسباني قد تولى تمويل مشاريع عديدة في قطاع الزراعة في مناطق مختلفة من البلاد. في مجال تنمية القدرات الإنتاجية الإستراتيجية، مولت اسبانيا عن طريق الصندوق لإعادة إعمار لبنان، برامج كثيرة مثل برنامج سيدرو حول تعزيز الطاقة المتجددة (8 ملايين يورو)، وبرنامج "إدارة الفيضانات والمياه واستعادة سبل العيش في منطقة بعلبك الهرمل" (6.6 مليون يورو) لتحسين نظم الري، و"مشروع المياه لأغراض التنمية الزراعية في منطقة مرجعيون " (1.5 مليون يورو). ومؤخرا، تلقت وزارة الزراعة اللبنانية هبة أسبانية لتمويل مشروع إنشاء 3 خزانات للمياه في منطقة مارون الراس".