تعرّض موسم التين هذا العام إلى أضرار كبيرة، في ظاهرة تسجل للمرة الأولى في المناطق الجبلية، على ما يؤكد مزارعون ...
تعرّض موسم التين هذا العام إلى أضرار كبيرة، في ظاهرة تسجل للمرة الأولى في المناطق الجبلية، على ما يؤكد مزارعون من جرد عاليه والمتن الأعلى. يمكن ملاحظة كيف تتفتح ثمار التين قبل نضوجها، وتفقد عصارتها السكرية المعروفة، وتصبح غير قابلة للتسويق ولا للاستهلاك حتى في مجالي التجفيف وصناعة المربيات.
وإذا علمنا أن موسم التين على أنواعه يعتبر موردَ رزقٍ أساسياً بالنسبة لكثير من المواطنين، أو من المواسم الثانوية التي يعوّل عليها المزارعون كمردود إضافي، فإن ثمة مشكلة بدأت ترمي بثقلها عليهم، ومن المتوقع أن تكون لها تبعات اقتصادية واجتماعية على مئات العائلات.
ويشير المزارع إيلي الهبر الى أن "المشكلة قائمة في قرى وادي بحمدون وجرد عاليه ولا عهد لنا بها من قبل"، ويضيف "لم نتمكن الى الآن من قطف سوى كميات قليلة جداً"، لافتاً إلى أن "نوعاً من التين يعرف بـ (العسلي) لانه تظهر في أسفل الثمرة نقطة تشبه العسل، تشققت قبل الأوان ولم يقترب منها النحل أيضاً لفقدان مادة السكر فضلاً عن انها جافة لا اثر عليها للمادة العسلية، وكذلك الامر بالنسبة للتين الابيض او (السكري) والرمادي والاسود".
ويشير إلى أن "تشقق ثمار التين كان يصيب في الغالب بضع ثمار، لكن ما نراه اليوم يبدو وكأنه مرض أصاب أكثر من 80 بالمئة من الثمار، وحتى تلك التي حافظت على شكلها نسبياً فقدت طعمها المعروف".
تطرف المناخ
ويرى سلطان المغربي أن "هناك مشكلة مرتبطة بالمناخ، ففي الأيام القليلة الماضية وبسبب الضباب والرطوبة تساقط الندى وكأنه مطر خفيف، بحيث لم يكن في مقدورنا البقاء في باحة البيت الخارجية"، ويقول "من الطبيعي أن تتأثر ثمار التين من عامل الرطوبة".
ويضيف المغربي "إن ثمار التين غالباً ما تنضج في الجبال وعلى ارتفاع الف متر وما فوق في أواخر آب من كل سنة، لكن ما شهدناه هذا العام أن الثمار بدأت تنضج في أواخر تموز الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن الرطوبة والضباب الكثيف وموجة برد خفيفة أعقبت الطقس الحار ربما كانت جميعها سبباً في هذه الظاهرة".
وعزت الخبيرة الزراعية المهندسة جنان أبو سعيد السبب "إلى الرطوبة وتبدل السريع في المناخ من حار الى بارد ومن بارد الى حار"، لكنها قالت: "لا نملك أي وسيلة لمواجهة خسارة مواسم زراعية".
واضافت: "ان ظواهر المناخ المتطرفة بدأنا نشهدها قبل خمس سنوات، ويبدو أن التغير المناخي بات حقيقة علمية تؤكدها الدراسات وسائر المنظمات الدولية المعنية، فنحن لا نواجه حالات عابرة كل عشر سنوات أو أكثر، وانما نشهد تغيراً حقيقياً ثابتاً ويتطور نحو الأسوأ".
أنور عقل ضو - جريدة السفير