كيف نحمي مسارات الطيور المحلقة والمهاجرة؟

كيف نحمي مسارات الطيور المحلقة والمهاجرة؟
كيف نحمي مسارات الطيور المحلقة والمهاجرة؟: يعتبر مسار حفرة الانهدام – البحر الأحمر، ثاني أهم مسار لهجرة الطيور المحلقة المهاجرة على مستوى العالم إذ يعبر سنوياً ما لا يقل من 1.5 مليون طائر محلق مرتين سنوياً خلال فصلي الهجرة في الربيع والخريف، وتشمل هذه الطيور 3

يعتبر مسار حفرة الانهدام - البحر الأحمر، ثاني أهم مسار لهجرة الطيور المحلقة المهاجرة على مستوى العالم إذ يعبر سنوياً ما لا يقل من 1.5 مليون طائر محلق مرتين سنوياً خلال فصلي الهجرة في الربيع والخريف، وتشمل هذه الطيور 37 نوعاً من الجوارح واللقالق وأبو منجل، خمسة منها مهددة بالانقراض على مستوى العالم.
وتتعرض العديد من مجتمعات الطيور المهددة بالانقراض خلال فترة الهجرة الموسمية على هذا المسار إلى العديد من المخاطر التي تسبب بها البشر، ويعد الصيد من أهم هذه المخاطر في دول الشرق الأوسط، وبعض الدول الأفريقية حيث يرتكز هذا النشاط على إرث ثقافي وتقليدي كبير. حول هذا الموضوع عقدت في بيروت ورشة إقليمية لمحاولة إدماج مفاهيم حماية الطيور المحلقة المهاجرة في قطاع الصيد ضمن مسار هجرة حفرة الانهدام - البحر الأحمر.
نظم هذه الورشة المجلس العالمي لحماية الطيور بالتعاون مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان، شريك المجلس في لبنان، برعاية وزير البيئة ناظم الخوري. واعتبرت هذه الورشة أحد أنشطة مشروع إدماج مفاهيم حماية الطيور المحلقة المهاجرة في القطاعات الإنتاجية الرئيسية ضمن مسار هجرة حفرة الانهدام - البحر الأحمر الممول من قبل مرفق البيئة العالمي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنفذ من قبل المجلس العالمي لحماية الطيور.
جمعت الورشة الاقليمية في بيروت خبراء من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا للعمل على اقتراح خطط لحماية مسار هجرة حفرة الانهدام - البحر الأحمر الذي يعتبر أحد أهم مسارات الهجرة في العالم بالنسبة للطيور الجارحة، واللقالق والبجع. كما شارك خبراء من أكثر من 6 دول من منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى خبراء دوليين من المجلس العالمي لحماية الطيور في بريطانيا، وكذلك من قسمي الشرق الأوسط و أفريقيا، بالإضافة إلى ممثلين من وزارة البيئة اللبنانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيروت وهما الجهتان المسؤولتان عن تنفيذ المشروع في لبنان.
اعتمدت هذه الورشة على المعرفة التراكمية والخبرات والدروس السابقة المستفادة وخصوصاً من مشروع الإتحاد الأوروبي حول الصيد المستدام، ونتائج الورشة الإقليمية حول الصيد التي أقامتها جمعية حماية الطبيعة في لبنان في تشرين الأول من العام الماضي، وذلك لتركيز بناء قدرات المشاركين حول قضايا صيد الطيور في مبادرات الحماية الحالية والمستقبلية، وستحاول الورشة المساهمة والترويج لإعلان إقليمي حول الصيد «ضمن مسار هجرة حفرة الانهدام- البحر الأحمر»، ووضع خطة مراقبة لتقدير الضغط الذي يشكله الصيد على الطيور المحلقة المهاجرة، وكذلك البناء على الجهود الوطنية في معالجة النواحي المختلفة لقضايا الصيد وخصوصا من خلال آليات دعم تطبيق قوانين حماية الطبيعة في الأردن، والمجلس الأعلى للصيد البري في لبنان.


منجزات الورشة

تحققت إنجازات كبيرة خلال هذه الورشة حيث توصل الممثلون عن الحكومات والمنظمات غير الحكومية من منطقة مسار الهجرة ضمن حفرة الانهدام - البحر الأحمر إلى اتفاقات أساسية عديدة من بينها: إعلان موقف مشترك حول ادارة الصيد في المنطقة، مبادئ توجيهية لإدراج اعتبارات حماية الطيور الحوامة المهاجرة في قطاع الصيد، وخطة عمل إقليمية حول الصيد لمدة 5 سنوات.
واكد الإعلان المشترك الصادر عن المجتمعين موقف الشركاء الوطنيين للمجلس العالمي لحماية الطيور وتفانيهم من أجل تعميم مبادئ حماية الطيور الحوامة المهاجرة في ادارة قطاع الصيد، كما يهدف إلى حشد المزيد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية في المنطقة لاعتماده.
تهدف المبادئ التوجيهية وكذلك خطة العمل الإقليمية التي توافق عليها المشاركون إلى رسم الطريق إلى الأمام لتحقيق ادماج مفاهيم حماية الطيور الحوامة المهاجرة في قطاع الصيد على طول مسار الهجرة ضمن حفرة الانهدام - البحر الأحمر الذي تسلكه.
يهدف مشروع الطيور الحوامة المهاجرة إلى إدماج مبادئ حماية الطيور الحوامة المهاجرة في القطاعات الإنتاجية على طول مسارات الطيران التي تشكل أكبر خطر على قدرة هذه الطيور لتحقيق الهجرة الآمنة وهي قطاعات الصيد والزراعة والطاقة وإدارة النفايات. وفي الوقت نفسه اوصت الورشة بتعزيز الأنشطة في القطاعات التي يمكن أن تستفيد من هذه الطيور، مثل السياحة البيئية.

جريدة السفير