تجارب لزراعة خضار بلا ملوّثات كيميائية

تجارب لزراعة خضار بلا ملوّثات كيميائية
لجأ العديد من عائلات القرى الجبلية، إلى ما أسموه الزراعة النظيفة للخضار والخالية من كل الملوثات ...

لجأ العديد من عائلات القرى الجبلية، إلى ما أسموه الزراعة النظيفة للخضار والخالية من كل الملوثات الكيميائية، عبر زرع مساحات صغيرة من الأرض بمختلف انواع الخضار الصيفية والشتوية، ليقتصر إنتاجها بداية على حاجة المنزل. لكن نجاح هذا التوجه الذي يدخل في اطار حماية صحة المواطن، أدى الى تنامي هذه الزراعة، التي استقطبت بسرعة الكثير من الزبائن، ما دفع بمزارعيها الى توسيع وتطوير هذا التوجه الزراعي الصحي، ليدخل إنتاجه المحدود وبقوة في الأسواق التجارية اللبنانية.
الشيخ فارس نوفل من بلدة الكفير، عمل منذ عدة اعوام على تسوية قطعة ارض مساحتها حوالي الف متر مربع، زودها بخزانات مياه وشبكة ري حديثة، ومن ثم قام بتقسيمها لعدة مربعات صغيرة، زرع في كل منها نوعا معينا من الخضار، منها البقدونس، النعناع، الخيار، الفجل، البندورة، الخس، اللوبيا، السلق، الكوسى، الباذنجان، الملفوف والفريز... الخ
يؤكد نوفل ان حقله هذا لم يعرف يوما الأسمدة الكيميائية، واعتماده فقط على سماد الماعز. ويعتبر ان هذا السماد هو الأفضل (اذا تم تخميره جيدا) اذ ليست له تأثيرات سلبية في الصحة العامة والتربة، وهذا السماد اثبت نجاعة قوية في نوعية الانتاج وكميته، لتغدو الخضار بطعم ونكهة ورائحة والوان، مختلفة تماما عن تلك المعروضة فوق بسطات محال الخضار، والتي تدخل في انتاجها المقويات الكيماوية المضرة، والمسببة للأمراض السرطانية بمختلف انواعها.

زيادة الزبائن
المزارع نوفل يشير الى ان انتاجه من هذه الخضار الصحية لا يلبي الطلب المتصاعد عليه."الزبائن في ازدياد كبير، وأمام ذلك نضطر لتحديد موعد لا يقل عن أسبوع، حتى نتمكن من حجز الكمية المطلوبة للزبون،علما بان اسعارنا قريبة الى حد كبير من سعر السوق وبإرتفاع لا يتعدى ال 10% فقط، وان الطلب المتزايد على انتاجنا يدفعنا الى توسيع مثل هذه الزراعة لاحقا، لكن الخوف أن يدخل على هذا الخط الزراعي المميز، مزارعون يلجأون الى الغش في استعمال الأسمدة، فيضربون إنتاجنا هذا، لذا نطلب من اجهزة الدولة مراقبة مثل هذه الزراعة، وتشجيعها وحمايتها، لأن في ذلك حماية لمجتمعنا من السموم التي تدخل الى الأجساد عبر الخضار الفاسدة".

لكل بيت مشتل
المواطن مرعي ماضي لم يجد سوى احدى شرفات منزله، ليحولها الى ما يشبه حديقة صغيرة معلقة، يستغلها في زراعة العديد من الخضار بعيدا عن السماد الكيميائي، فعمل على بناء احواض من البلوك، بقياسات مختلفة وبارتفاع حوالي نصف متر، من ثم ملأها بالتراب الأسود وزودها بشبكة ري عبر انابيب النقطة، باتت عندها جاهزة لأنتاج عدة اصناف من الخضار تكفي لحاجة العائلة والأقارب والجيران.
ماضي يشرح: "هذه الحديقة الصغيرة والتي لا تتجاوز مساحتها 70مترا مربعا، تؤمن كل ما نحتاج اليه من الخضار الصحية الخالية من اية مقويات كيميائية. نعتمد هنا على سماد الماعز فقط، والذي اثبت نجاعة في النوعية والكمية". ويعطي عدة أمثال واقعية منها ان " 3 شتلات بندورة انتجت في تحويشة واحدة بحدود 15كلغ بندورة، وثلما من الفاصوليا العريضة اعطى 20 كلغ، ويكفي اننا نقتات كافة الخضار المعروفة صيفا وشتاء، وبالنا مرتاح للنوعية الصحية الجيدة واننا نفخر بانتاج كهذا وندعو كافة المواطنين لاتباع هذا الاتجاه الزراعي الصحي، علنا نخفف الى حد ما، من انتشار الأمراض السرطانية المتزايدة خلال السنوات العشر الماضية، والتي فتكت بمواطنينا وبنسبة ترتفع عاما بعد عام. ومن هنا نقول ليكن في كل بيت مشتل زراعي صغير يعتمد الأسمدة العضوية الحيوانية، لنحارب بقوة مرض السرطان".


السفير