
يوصي الأطباء وإختصاصيو التغذية بتناول حصّتين من الفاكهة يومياً، تندرجان ضمن غذاء منوّع وصحّي. وبما أنّنا ...
يوصي الأطباء وإختصاصيو التغذية بتناول حصّتين من الفاكهة يومياً، تندرجان ضمن غذاء منوّع وصحّي. وبما أنّنا نعيش أيّاماً صيفيّة بإمتياز، فإنّه من السهل جداً تأمين هذا الأمر إذ إنّنا نجد أنواعاً كثيرة من أشهى الفاكهة على الإطلاق.
إلى الجنارك والخوخ والبطيخ... نشعر حالياً برغبة ملحة في تذوّق المشمش. وفي حين أنت تُدرك جيداً أن هذه الفاكهة البرتقالية اللون لذيذة جداً وتنعشك في الأيام الحارّة، فهلّا فكّرت في الفوائد التي يمكن أن تمنحك إياها؟
المكوّنات الغذائيّة
ما هي الفيتامينات والمعادن الموجودة في المشمش؟ سؤال طرحته "الجمهورية" على إختصاصية التغذية جانين عوّاد الجميّل التي أجابت: "إنّ هذه الفاكهة الموسميّة تُعد الأكثر غنى بالفيتامين A، خصوصاً وأنّها برتقاليّة اللون.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه المادة الغذائيّة موجودة بشكل خاصّ في القشرة. ولمن يجهل هذه المعلومة، فإنّ الفيتامين A أساسيّ لضمان رؤية جيّدة خصوصاً في الظلام، تعزيز الجهاز المناعي وتأمين بشرة صحّية ونضرة. كذلك، فإنّ المشمش يحتوي على الفيتامين B الذي يحارب التوتر ويعالج الكآبة ويداوي الأعراض المُصاحبة للدورة الشهريّة، والفيتامين C الذي يُعد مُضاداً قويّاً للأكسدة ومُعزّزاً مثاليّاً للجهاز المناعي".
وتابعت: "أمّا لجهة المعادن، فإنّ المشمش غنيّ بشكل خاصّ بالحديد الضروري لنقل الأوكسيجين إلى مختلف أعضاء الجسم، الفوسفور المطلوب للأداء السليم للخلايا وتقوية العظام والأسنان، والماغنيزيوم الذي يحفظ سلامة وظائف العضلات والأعصاب ويضمن إنتظام دقات القلب ويقوّي العظام. هذا ناهيك عن أنّ المشمش يحتوي على كمية عالية من الألياف التي تسهّل حركة الأمعاء".
أهمّية تناوله في الصيف
وشدّدت عوّاد على أنّ "تناول المشمش بانتظام خلال هذه الفترة من السنة يساعد في الحصول على لون برونزي طبيعي، مع الحرص على التعرّض "الذكي" لأشعة الشمس، أي بطريقة مدروسة وغير مضرّة. وفي الوقت نفسه، لقد أظهرت الدراسات أنّ المشمش يحمي من أضرار أشعة الشمس ما فوق البنفسجيّة، ليشكّل بذلك حماية طبيعيّة مرافقة لتلك التي يقدّمها الكريم الواقي من الشمس".
منافع منوّعة
وأفادت عوّاد: "إنّ المشمش له خصائص صحّية لا تُثمَّن، فهو:
- يقوّي العظام ويجدّد الخلايا.
- يقوّي الجهاز العصبي والدماغي.
- يحتوي على المعادن الأساسيّة التي يحتاجها الرياضيون.
- غنيّ بالمياه، بحيث يحتوي على حوالى 86 في المئة منها.
- يساعد في تعزيز الإفرازات المعويّة.
- إنّه مفيد جداً للصغار نظراً لمحتواه العظيم على العناصر الغذائيّة، ويمكن إعطاؤهم المشمش بشكله المهروس.
- أظهرت الدراسات الحديثة أنّ المشمش مضاد قويّ للأكسدة ويحمي الخلايا بطريقة فعّالة.
- تبيّن أنّ تناول 200 غ من المشمش يومياً، أي حوالى 6 إلى 8 حبّات بحسب حجمه، يخفّض من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسرطان وحتّى الألزهايمر.
- يساعد المشمش في تجدّد كريات الدم الحمراء، وبالتالي فهو مضاد لفقر الدم. لذا فإنّه يُفيد الأشخاص الذين يعانون الأنيميا.
- يعالج الروماتيزم وآلام الأذنين، ما يمنحه خصائص مضادة للإلتهابات.
- إنّه فعّال في علاج البواسير ومشكلة الإمساك.
- أظهرت الأبحاث الحديثة أنّ المشمش مضاد للإكتئاب".
الطبيعي والمجفّف
وعن الفرق بين المشمش الطازج والمجفّف، قالت: "إنّ المشمش الطبيعي يحتوي على نسبة سكر أقلّ مقارنة بالمشمش المجفّف، الذي بدوره يحتوي تقريباً على الكمية نفسها من الفيتامنيات والمعادن.
إلّا أنه كلما احتوى على مركّزات أعلى من السكر، إنخفضت بفاعليّة أكبر فرص المعاناة من مشكلة الإمساك. فمن المهمّ معرفة أنّ إضافة الكثير من السكر والملح إلى الطعام، ينتج عنها أمران: إمّا زيادة في الإمساك أو المعاناة من إسهال قويّ.
لذلك ننصح الأشخاص الذين يعانون الإمساك، بتناول الفاكهة المجفّفة. لكن في ما يتعلّق بالمشمش، أشجّع على تناوله بشكله الطازج في موسمه لأنه يحتوي طبيعياً على نسبة عالية جداً من الألياف التي تعزّز حركة الأمعاء لتقي بذلك من الإمساك وتعدّل بينها وبين الإسهال".
وختمت عوّاد حديثها: "أشجّع الجميع على استهلاك 3 حبّات من المشمش يومياً، وهي الكمية التي تشكّل حصّة من الفاكهة أي 60 وحدة حرارية، لأنّنا بذلك نزوّد الجسم بنصف احتياجاته اليوميّة لمادة البيتا كاروتين التي يحوّلها الجسم إلى الفيتامين A"، لافتة إلى أنّه كلما كانت الفاكهة ناضجة، كلما احتوت على فيتامينات أعلى.
