
تتميّز الأيّام الربيعيّة-الصيفيّة ليس فقط بألوانها المُشرقة وقدرتها على تزويد الإنسان بالأمل والطاقة، إنّما أيضاً ...
تتميّز الأيّام الربيعيّة-الصيفيّة ليس فقط بألوانها المُشرقة وقدرتها على تزويد الإنسان بالأمل والطاقة، إنّما أيضاً بعطائها الكبير لأطيب أنواع الأطعمة، من بينها الحمّص الأخضر الذي أصبح موجوداً حالياً في الأسواق. فماذا تعرف عن هذه الحبوب المُقرمشة؟
يتمتّع الحمّص الأخضر بطعم لذيذ شبيه تقريباً لحبوب البازلاء. وفي حين أنّ الحمّص الأصفر هو الأكثر رواجاً ويُستخدم في طبخات لبنانيّة متعدّدة، إلّا أنّه أيضاً يجب إعطاء أهمّية لهذه الحبوب في شكلها الأخضر بعد أنّ بيّنت الأبحاث منافعها المُثيرة للإهتمام.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، أجرت "الجمهورية" حديثاً خاصّاً مع إختصاصيّة التغذية كريستال ضوّ، شدّدت في بدايته على أنّ "الحمّص الأخضر ليس نوعاً من الخضار التي يمكن تناولها بانتظام وبكميات كبيرة، مثل الخيار والجزر، كما يعتقد الكثيرون.
في الواقع، إنّ الحمّص الأخضر مصدر كبير للنشويات وبالتالي يجب أخذ الحذر من الكمية المستهلكة"، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر لا يعني أنّه يجب تفادي الحمّص الأخضر، إنّما المقصود "الإستفادة من موسمه بطريقة ذكيّة" بما أنّه يتمتّع بخصائص مهمّة جداً إن لناحية محتواه الغذائي، وإن لجهة منافعه الصحّية.
عناصره الغذائيّة
ما هي المكوّنات الغذائيّة التي يقدّمها الحمّص الأخضر للجسم؟ أجابت ضوّ: "تحتوي هذه الحبوب الخضراء على كمية عالية من الألياف غير القابلة للذوبان التي تساعد على الوقاية من الإمساك، وتلك القابلة للذوبان التي تحمي من أمراض عديدة أوّلها سرطان القولون، وتخفّض نسبة امتصاص الكولسترول الموجود في الأطعمة وتسرّع عمليّة هضمه"، لافتة إلى أنّ الدراسات العلميّة الحديثة أظهرت أن "فرص الإصابة بسرطان القولون وأمراض القلب والكولسترول السيّىء، انخفضت بشكل ملحوظ عند الأشخاص الذين تناولوا الحمّص الأخضر بانتظام وبكمية معتدلة".
وتابعت: "يُعد الحمّص الأخضر مصدراً عالي الجودة للفيتامينات B9 وC وE ومادة البيتا كاروتين المضادة للأكسدة، وحتّى لأنواع عديدة من المواد المغذّية (Phytonutrients) التي تساهم في خفض خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان. كذلك فهو يحتوي على نسبة عالية من المعادن مثل الحديد والمانغنيز، ويزوّد الجسم بالقليل من الكالسيوم والماغنيزيوم والبوتاسيوم والزنك.
ولا بدّ من لفت الإنتباه وبحسب وزارة الزراعة الأميركية (USDA)، إلى أن كلّ 100 غ من الحمّص الأخضر، أي ما يوازي حوالى النصف كوب، يحتوي على 364 وحدة حراريّة، نسبة قليلة من الدهون، حوالى 60 غ من النشويّات، وألياف تراوح كميتها بين 17 إلى 18 غ، في حين أنّ الجسم بحاجة فقط إلى 25 غ في اليوم.
بمعنى أنّ كلّ نصف كوب من الحمّص الأخضر يؤمّن لنا أكثر من نصف احتياجاتنا اليوميّة من الألياف. والحمّص الأخضر هو مصدر مثالي للحديد الذي يمكن أن تصل كميته إلى 6,24 غ، في حين أنّ الرجال بحاجة إلى 10 ملغ منه، والنساء 15 ملغ. أي بذلك نكون قد حصلنا تقريباً على نصف الكمية اليومية الموصى بها من الحديد. أمّا الفيتامين B9 فموجود بمعدل 575 ميكروغراماً ونحن بحاجة إلى 400 ميكروغرام فقط".
الأشخاص الذين عليهم تناوله بحذر
هل يجب الإمتناع عن الحمّص الأخضر في حال الإصابة بمشكلات صحّية معيّنة؟ ردّت كريستال ضوّ على سؤالنا هذا قائلة: "صحيح أنّ الحمّص الأخضر مصدر عالٍ للكربوهيدرات، إلّا أنّ الجسم يمتصّ هذه الأخيرة بطريقة بطيئة ليمنع الإرتفاع المفاجئ للأنسولين في الدم وبالتالي السيطرة على معدل السكر.
من هذا المنطلق، يمكن لمرضى السكري تناول الحمّص الأخضر الذي نفضّله على البطاطا مثلاً التي تحتوي على كمية أقلّ من الألياف. لكن، بالتأكيد يجب أخذ الحذر من الكميّة المستهلكة.
وفي المقابل، يستحسن ان يتفادى الأشخاص الذين يعانون ارتفاع حامض اليوريك، تناولَ الحمّص الأخضر بسبب احتوائه على مادة البورين التي تتحوّل إلى حامض اليوريك ما يؤدي إلى داء النقرس. كذلك يجب على مرضى قصور الكلى والمصران الغليظ والأشخاص الذين يعانون النفخة، الإبتعاد قدر الإمكان عن الحبوب".
وختاماً قالت إختصاصية التغذية كريستال ضوّ: "من دون أدنى شكّ، إنّ تناول الحمّص الأخضر بطريقة معتدلة سينعكس إيجاباً على صحّة الفرد. كما وإنّه من المفيد جداً الإطلاع على فوائده ومعرفة الخصائص التي يتمتّع بها للإستفادة منها بأقصى فاعليّة ممكنة.
أمّا الأمر الثاني الذي يدفعنا إلى التشديد على ضرورة تناول مثل هذه الحبوب وغيرها من الأطعمة الصحّية كالخضار والفاكهة، فيعود إلى محتواها العالي بالألياف وغيرها من العناصر الغذائيّة المفيدة، والتي تشكّل بديلاً ممتازاً للحلويات وغيرها من السناكات غير الصحّية".
