ضفاف الليطاني.. مكان استجمام ومصدر تلوث

ضفاف الليطاني.. مكان استجمام ومصدر تلوث
ضفاف الليطاني.. مكان استجمام ومصدر تلوث: الإستراحات المنتشرة على ضفاف نهر الليطاني هي المتنفس الوحيد لسكان مناطق النبطية. تغص يوميا بأعداد كبيرة من العائلات التي تفر إليها من حر الصيف وموجاته ، لكن رحلة الإستجمام العائلية تبقى محفوفة بالأخطار، لأكثر من عامل، ك

الإستراحات المنتشرة على ضفاف نهر الليطاني هي المتنفس الوحيد لسكان مناطق النبطية. تغص يوميا بأعداد كبيرة من العائلات التي تفر إليها من حر الصيف وموجاته ، لكن رحلة الإستجمام العائلية تبقى محفوفة بالأخطار، لأكثر من عامل، كالقنابل العنقودية والتلوث وبعض المخالفات.
وكما هو معروف، ما زالت بعض الأراضي المتاخمة لمجرى نهر الليطاني، خاصة لجهة بلدتي زوطر الشرقية وزوطر الغربية، مزروعة بمئات القنابل العنقودية، ورغم وجود لافتات تحذير وضعتها المنظمات المسؤولة عن أعمال التنقيب والتنظيف، قد تحدث في أي لحظة كارثة غير متوقعة.
إضافة إلى ذلك، يبدو تلوث مياه النهر من أبرز العوامل التي تفسد على المستجمين نعمة التمتع ببرودة المياه.
يقول حيدر، صاحب مقهى في قعقعية الجسر:" إن الأهالي مسؤولون بالدرجة الأولى عن تلوث مياه النهر، اذ يرمون ما تبقى من الأطعمة بعد انتهاء رحلة الإستجمام في مجرى النهر، ونحن نقوم دائما بالتنبيه، لكن لا أحد يستجيب، فهم لا يدركون أن الضرر نتيجة هذه التصرفات ينعكس عليهم وعلى أولادهم بالدرجة الأولى".
وعلى طول مجرى الليطاني، من أسفل جسر القعقعية الذي يربط مناطق النبطية بباقي الجنوب، وصولا إلى كفرصير، تطفو على سطح المياه، كميات كبيرة من الأوساخ، أكياس نايلون وحفاضات أطفال وقناني مياه وبقايا طعام وقشور بطيخ وقطع الفحم، إضافة إلى تلال من الردميات وأحجار الباطون وقضبان الحديد تتجمع تحت صفحة المياه، نتيجة لأعمال التوسع والبناء المستمرة على ضفتي النهر.
في الطرف الآخر صوب زوطر الغربية والشرقية، يشكو معظم رواد النهر من تلوث من نوع آخر، حصل نتيجة عمل المرامل والكسارات القريبة من مجرى النهر، زاد عليه مياه الصرف الصحي القادمة من مناطق مرجعيون والتي تصب بمعظمها في مياه النهر.
تقول أم حسن، من زوطر الغربية: "بعد التحرير عام 2000، عدنا ننزل إلى النهر الذي كان محرما علينا قبل هذا التاريخ، كانت الأسماك التي ربيت طيلة فترة الإحتلال لغياب الصيادين "بطول الزلمة"، اليوم اختفت الأسماك التي اشتهرت بها زوطر نتيجة التلوث، ولا أحد يهتم".
في طرفلسيه، منذ فترة ، فارق فتى في مقتبل العمر حياته، بعد أن ضربته صاعقة كهرباء، كان يسبح في مياه النهر، حيث سقط كابل كهرباء وضعه صاحب إحدى الإستراحات المبنية وسط مجرى النهر وأدى إلى مقتل الفتى على الفور.
يؤكد محمد، من كفرصير، أن على الجهات الرسمية، كوزارتي الصحة والسياحة، الإشراف على إستراحات النهر وتنظيمها، حفاظا على أرواح المواطنين وصحتهم، فلا يمر يوم إلا ويصاب عدد من رواد النهر، خصوصا الأطفال، بأمراض شتى، كالتهابات الأنف والأذن والحنجرة والطفح الجلدي وحالات الإسهال والتقيؤ وارتفاع الحرارة.
ويتمنى بيئيون على المؤسسات الرسمية تقديم يد العون والدعم المادي والمعنوي، لتنظيم حملات توعية وإرشاد للأهالي، وإلزام أصحاب المقاهي بالشروط الصحية والبيئية السليمة، وتسيير دوريات متابعة ومراقبة على طول مجرى النهر تعاقب المخالفين.
ورغم ما تقدم، ما زالت الإستراحات على ضفتي الليطاني تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المستجمين ليلا نهارا، خصوصا في شهر رمضان، حيث تمتد السهرات حتى موعد السحور.

بادية فحص - جريدة المستقبل