"أكي دنيا" جبلية... بعد تغيّر المناخ

انتشرت زراعة الـ «أكي دنيا» في المناطق الجبلية منذ عشرات السنين، للحصول على خصائص أوراقها العلاجية لمرضى ...

انتشرت زراعة الـ «أكي دنيا» في المناطق الجبلية منذ عشرات السنين، للحصول على خصائص أوراقها العلاجية لمرضى السكري. فهي لا تزهر ولا تعقد ثماراً في المرتفعات، إلا أن المواطنين في المناطق التي يزيد ارتفاعها على الألف متر بدأوا يلاحظون إثمارَ الـ«أكي دنيا» منذ بدأ لبنان يشهد تغيرات مناخية، أي منذ نحو خمس سنوات. وأحياناً تعطي ثماراً نضرة وبوفرة، وأحياناً تكون ثمارها قليلة وصغيرة حسب ظروف المناخ، لكن بات في الإمكان زراعة الـ«أكي دنيا» على ارتفاع يراوح بين خمسمئة وثمانمئة متر، والحصول على مواسم وفيرة والإفادة منها كموسم زراعي لم يكن متاحاً قبل عشرات السنين.
يقول المزارع حسن زين الدين إنه زرع الـ«أكي دنيا» للإفادة من ورقها، «كنت أذهب إلى المناطق الساحلية للحصول على أوراقها وأستخدم منقوعها لتخفيض نسبة السكر في الدم». يضيف: «قبل ثماني سنوات زرعت غرستين قرب منزلي في حمانا على ارتفاع 1100 متر ونمتا بسرعة، لكنّ ثمارها كانت تضمر وتتساقط بسبب البرد القارس، وقبل خمس سنوات أعطت ثماراً بكميات مقبولة، وقلنا إنّ الأمر مجرد صدفة لن تتكرر، لكن منذ تلك الفترة ونحن نحصل على مواسم تتفاوت كميتها بين عام وآخر».
واللافت أن زراعة الـ «أكي دنيا» انتشرت في المناطق المتوسطة الارتفاع (بين 500 و800 متر) لا سيّما في مدينة عاليه وجوارها، وعلى شريط القرى الممتد من عاريا إلى العبادية وشويت و«تمتاز ثمارها بأنها أطيب مذاقا من الأكي دنيا الساحلية» يقول فؤاد سعد، ويضيف: «هي أكثر حموضة وحلوها شديد المذاق وثمارها متوسطة يمكن تسويقها، إلا أننا زرعنا «الأكي دنيا» لحاجة المنزل فحسب، لكنّ بعض المزارعين بدأوا يبيعون الفائض من الانتاج في الأسواق المحلية خصوصا في عاليه».
في المقابل، بات في الإمكان الحصول على ثمار الـ «أكي دنيا» لفترات أطول من السنة، فهي تثمر أولا على الساحل ومن ثم على ارتفاعات متوسطة، ولا تزال خضراء في طور النضوج على ارتفاع 1100 متر، إلا أن المهندسة الزراعية سارة منذر تشير إلى أنه «يجب عدم التسرع واعتماد «الأكي دنيا» كنوع من الزراعات البديلة في الجبال»، لافتة إلى أنه «ليس ثمة معطيات وافية عن المناخ ولا أحد يمكن أن يقدّّم استنتاجات مسبقة حيال هذا الأمر».
وتقول منذر: «يجب أن نجمع قاعدة بيانات قبل التسرع في تفسير هذه الظاهرة. صحيح أننا نشهد تغيرات مناخية، لكن ما زال من السابق لأوانه اتخاذ خيارات واضحة، فالمسألة تفترض أن نكون مستعدين للتعايش مع هذه المتغيرات».



السفير