مياه الصويري تباع في «حارة السقايين»

مياه الصويري تباع في «حارة السقايين»
مياه الصويري تباع في «حارة السقايين»: البقاع | تعاني بلدة الصويري منذ شهرين ونصف شهر، انقطاع مياه الشفة على نحو كامل، عن الحي التحتاني فيها، الذي يتغدى من مياه شمسين. ولم تلق مراجعات الأهالي لمصلحة المياه والموظفين، آذاناً صاغية لدى المعنيين، وخصوصاً أنهم يرون

البقاع | تعاني بلدة الصويري منذ شهرين ونصف شهر، انقطاع مياه الشفة على نحو كامل، عن الحي التحتاني فيها، الذي يتغدى من مياه شمسين. ولم تلق مراجعات الأهالي لمصلحة المياه والموظفين، آذاناً صاغية لدى المعنيين، وخصوصاً أنهم يرون أن ما تشهده بلدتهم من انقطاع للمياه «هو عقاب سياسي للبلدة». ويروون أن مكتب الوزير جبران باسيل أشار إلى مختار البلدة بأن يلجأ إلى مسؤول التيار الوطني الحر في البقاع الغربي، ليتابع المسألة معه. ويقول البعض إن ما زاد «الطين بله أن غالبية القاطنين على خط المصنع ـــــ الصويري على امتداد نحو 2 كلم، تعدّوا على الخط الرئيسي، ومدّوا منه قساطل بقياس (1) إنش، و(2) إنش، بعدما فقدوا الأمل من سماع شكواهم».
انقطاع المياه سبب أكلافاً إضافية للأهالي، هم في غنى عنها. «ألا يكفي أننا ندفع فاتورتي كهرباء، الماء أيضاً؟ كتير هيك؟»، تقول ربة المنزل، حليمة عامر، متسائلة عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن يكفيهم راتب زوجها، الذي لا يتجاوز المليون ليرة بقية الشهر، بعدما أضيفت إلى أعبائهم المعيشية كلفة شراء مياه الشفة، ومياه الاستعمال، حتى وصلت في الشهر الى ما يقارب 150 ألف ليرة. «بهالدولة بيروح العاشق بيجي المشتاق، والعترة على المواطن، بيشيل من هالتلة بيحط بهالجورا».
كذلك هي حال عبد المعين عبد الله، الذي لا يعرف كيف يسدّ العجز الذي خلّفه له شراء المياه، «الدني صيف كل يومين تلاتة بدنا، صهريج بـ30 الف ليرة، عدا عن 3 الألف ليرة يومياً ثمن غالونات مياه الشرب». الرجل عامل يومي، ما يتقاضاه في الشهر لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور، «500 الف شو بدك تلحق تتلحق، حتى تشتري المي».
«يا عيب الشوم المي، تنباع بحارة السقايين»، بهذه الجملة عبّر علي المغبط، المقيم في الحي التحتاني، عن واقع الحال، منتقداً سياسة الدولة اللبنانية «العوجاء بما يخص تأمين المياه والكهرباء». لأن لبنان حسب رأيه «يمثّل أهم ثروة مائية في منطقة الشرق الأوسط، والمياه ستكون سبب الحروب القادمة. فيما لبنان ومسؤولوه لا يعرفون كيف يحدون من الهدر الحاصل في المياه الجارية والجوفية، ورغم هذه الثروة المائية أبناؤه عطشى».
مختار بلدة الصويرة إبراهيم شومان، استغرب ما لاقاه جراء اتصالاته المتتالية بمسؤولي مصلحة مياه شمسين، للاستفسار منهم عن أسباب هذا الانقطاع المستمر الذي طال شهوراً، إلا أنه لم يجد من يعطيه جواباً شافياً، فلجأ الى الاتصال على أرقام وزير الطاقة جبران باسيل، الذي نزل جواب مسؤولة مكتبه، عليه كالصاعقة. يقول: «طلبت الوزارة منذ ثلاثة أسابيع فردوا علي، أعطوني رقم مسؤول التيار الوطني الحر في البقاع الغربي، وطلبوا مني أن أتواصل معه، طلبت المسؤول، والمسؤول أعطاني رقم هاتف لمسؤول آخر، حتى اليوم لم نعرف كيف يرد علي، كأن هذا الانقطاع مقصود لهدف سياسي»، مطالباً الدولة بحل مشكلة انقطاع المياه في بلدته، من دون تدخل مسؤولين لتيار أو لحزب، «لأن هذا حق لنا».

أسامة القادري - جريدة الأخبار