بيع الأتربة سلاح جديد يفتك بالطبيعة

بيع الأتربة سلاح جديد يفتك بالطبيعة
بيع الأتربة سلاح جديد يفتك بالطبيعة: في سابقة بدأت تتنامى بشكل ملحوظ، في عدد من قرى راشيا، لجوء البعض للمتاجرة بالتراب وحث أصحاب الأراضي الزراعية على بيعه من الحقول الزراعية والبساتين، وصولا إلى أطراف المناطق الجبلية. مئة وخمسون دولارا للكميون الكبير كافية

في سابقة بدأت تتنامى بشكل ملحوظ، في عدد من قرى راشيا، لجوء البعض للمتاجرة بالتراب وحث أصحاب الأراضي الزراعية على بيعه من الحقول الزراعية والبساتين، وصولا إلى أطراف المناطق الجبلية.
مئة وخمسون دولارا للكميون الكبير كافية لإغراء بعض ممن لا يكترث للارض ، غير انها جاحدة لأرض بعلية لم تعرف تربتها معنى التلوث المقيت الذي فتك بمساحات واسعة من الاراضي في مناطق أخرى.
وإذا كان مصدر البيع معلوما والناقل مالوف وجهه، " فالشاري" مجهول وقلة من أصحاب الأراضي يعرفون أن ما يفرغ من ذهب الأرض في أرياف راشيا يملأ حدائق وجنائن وأسوار عشرات القصور والفيلات والمشاريع السكنية.
ويتذرع بعض المزارعين من الذين وقعوا في فخ الإغراءات ، بأن الحاجة هي التي دفعت بهم الى بيع تراب اراضيهم، فيما الثمن كبير على الطبيعة في القرى التي تتحول حقولها الى أخاديد.
وإذ يعترف أحد المواطنين بأنه أقدم العام الفائت على بيع عشرات الشاحنات من أرضه الى تاجر من خارج المنطقة من حقل زراعية يملكها بين بلدتي كوكبا والمحيدثة في قضاء راشيا، يتلو اليوم فعل الندامة حيث لم تعد التربة الموجودة مؤهلة للزراعة ولا حتى لغرس النصوب، وتحولت بفعل الامطار والمتساقطات الى بركة لا يستفاد منها سوى انها اصبحت مرتعا للحشرات الضارة، ومع قدوم الجفاف تشققت تربتها،وتشوه منظرها.
وأكثر ما يشوه الطبيعة إقدام بعض المواطنين على بيع الاتربة من مناطق جبلية مكسوة بالأشجار الخضراء لا سيما السنديان والملول،الأمر الذي دفع ببعض البلديات الى تنظيم محاضر ضبط وغرامات نتيجة التعدي على المساحات الخضراء الآخذة بالتقلص، فيما لا تزال المناطق السهلية مستباحة دون حسيب أو رقيب،لربح آني يمكن تعويضه بموسم واحد على حد تعبير أبو يوسف غسان الذي اعتبر ان كل حبة تراب من أرضه هي كنز وثروة له ولأولاده ولمستقبلهم، إذ رفض تفريغ حقل يملكه في منطقة تسمى أرض السودا بين خراج راشيا والعقبة وكوكبا.
و يسأل أبو صالح محمود عن جدوى تشويه الحقول وتشتيت تربتها وبيعها ،الأمر الذي ينعكس سلبا على الحقول المجاورة لأن للبيئة وللأرض حقا علينا وهي تشكل فيما بينها حلقة متكاملة، إذ يلفت الى أن جذور زيتوناته وتيناته المحاذية لحقل جرفت تربتها تأذت كونها امتدت في باطن الأرض الى حقل جاره، مستغربا هذه الظاهرة غير الصحية التي تعبر عن تخل تدريجي عن الأرض.

عارف مغامس - جريدة المستقبل