طعـم «ليموناضـة» البتـرون.. و«سـر المهنـة»

طعـم «ليموناضـة» البتـرون.. و«سـر المهنـة»
طعـم «ليموناضـة» البتـرون.. و«سـر المهنـة»: أن تزور البترون ولا تشرب كوبا من «الليموناضة»، فذلك يشبه ذهابك الى بعلبك ولم تتذوق صفيحتها، أي معجنات «اللحم بعجين» خاصتها. الى هذه الدرجة يرتبط اسم البترون بعصير الليموناضة. وتعود الظاهرة الى بداية الاربعينيات ي

أن تزور البترون ولا تشرب كوبا من «الليموناضة»، فذلك يشبه ذهابك الى بعلبك ولم تتذوق صفيحتها، أي معجنات «اللحم بعجين» خاصتها.
الى هذه الدرجة يرتبط اسم البترون بعصير الليموناضة. وتعود الظاهرة الى بداية الاربعينيات يوم بدأ أبناء البترون بتقديم عصارة خيرات المدينة ذات النكهة المميزة. فالبترون هي المدينة المشهورة ببساتين الليمون التي تزنرها بسياج أخضر على مدار السنة. أما السر فهو في كيفية صناعة «الليموناضة»، التي اذا ما تذوقتها، فإنك تستطعم بنكهة لم تعرفها من قبل.
كانت منطقة البترون غنية بزراعة الحمضيات على أنواعها خصوصا الليمون الحامض، فيما تعطي تربتها ثمارا من الطراز الممتاز، يفوق من حيث النوعية ليمون الفيحاء والمنية وانطلياس.
ورغم أن مدينة البترون اشتهرت منذ القدم بإنتاج العنب وصناعة النبيذ، وكان اسمها في ايام اليونانيين والرومان والبيزنطيين «بوتريس» Botrys ومعناها باللغة اليونانية «عنقود»، الا أنها اشتهرت بـ«الليموناضة» ايضاً، وارتبط اسمها بهذا العصير، حتى أنه لا يكاد يمر سائح أو زائر في البترون الا ويحتسي كوبا من طيباتها.
فشجرة الليمون الحامض مروية خلافا لشجرة الكرمة البعلية، وقد نشطت زراعة الحمضيات بعد مشروع جر مياه نهر الجوز، فامتدت سهول الحمضيات على امتداد مجرى النهر عن مصبه بين مدينة البترون وجارتها بلدة كوبا الساحلية. وعندما قامت أعمال شق الأوتوستراد الدولي بين بيروت وطرابلس في العام 1981 أتت على مساحات واسعة من بساتين الحمضيات. كما اخذت هذه المساحات تتراجع اليوم لاسباب مختلفة، منها عمرانية ومنها زراعات بديلة. الا ما هو مؤكد أن البترونيين لن يتراجعوا عن تقديم عصيرهم المميز والذي يكمن سر طعمه في سر صناعته وتقديمه. هذا بالاضافة الى ان تقديم «الليموناضة» البترونية يأتي في طليعة كل نشاط بتروني أو مهرجان سياحي أو تراثي في المدينة أو خارجها ليكون رمزا للمنطقة.
واذا سألت اصحاب المحال المتخصصة بـ«الليموناضة» فيقولون إن لكل اختصاصي وصفته المكونة من مياه وسكر وعصير الحامض وبعض الاضافات، الا أن حجم المكاييل يختلف بين «معلم» وآخر. منهم من يقول إنه يعصر الليمون بقشره، أو يضيف اليه برش الحامض حتى يعطي طعما حرا. وبعضهم يقدمه مع الثلج «المبروش» الذي يظهر النكهة الحــــقيقية للعــــصير، أما السؤال عن كيفية هذه الصــــناعة، فيتوافق الجميع على إجابة واحدة: «عفوا.. هذا سر المهنة».

السفير - لمياء شديد