أنصفت الرياح لبنان. فهذه، التي أتت جنوبية خلال اليومين الماضيين، كانت كفيلة بـاضمحلال دفعة الجراد ...
أنصفت الرياح لبنان. فهذه، التي أتت جنوبية خلال اليومين الماضيين، كانت كفيلة بـاضمحلال دفعة الجراد الصحراوي القادمة من مصر. هذا ما قاله المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود في الاجتماع التنسيقي مع الإدارات والأجهزة المعنية ورؤساء البلديات أمس، الذي ناقش «خطة العمل الهادفة إلى مكافحة الجراد الصحراوي». الرياح أتت على الجراد إذاً، لكنها، لم تكن السبب الوحيد لموته، فانخفاض درجات الحرارة وإجراءات الدول العربية المجاورة أوصلت الجراد إلى لبنان في «مراحله الأخيرة». منهكاً بلا حيل. أضف إلى ذلك، «جنسه غير المتطور إلى الدرجة التي يمكن أن يكون مؤذياً فيها»، يتابع لحود. كلّ هذه الأمور «الإلهية» أنقذت المناطق اللبنانية من الكارثة. وإن كانت الوزارة تتوقع أن لا تأتي دفعات أخرى، إلا أنه لا يمكن إقفال الباب على الاحتمالات، وخصوصاً أن فترة «تكاثر الجراد هي شهر آذار حتى آخره»، بحسب الدكتور علي مومن، الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل على مساعدة الوزارة في الخطة. ولأن احتمالات قدوم دفعة جديدة قد تكون واردة، فقد مدّدت الوزارة «صلاحية» غرفة العمليات إلى أواخر نيسان المقبل تحسّباً لأي طارئ. وهي الغرفة التي بدأت عملها مع ظهور أول «جرادة»، وتتولى مراقبة الوضع يوماً بيوم عبر مراكزها الزراعية في المناطق، إضافة إلى متابعتها المسوحات لاتخاذ الاجراءات اللازمة. مع ذلك، يمكن التأكيد أنه «لا جراد ظهر منذ يوم أمس، والوضع جيد»، يقول مستشار الوزارة صلاح الحاج حسن. وهو ما يستبعده رئيس مصلحة وقاية النبات في مديرية الثروة الزراعية المهندس عماد نحال. أما في حال ظهور حالات أخرى في الأيام المقبلة، فيشير الحاج حسن إلى أن «الوزارة ستعمل على متابعة ما تقوم به الآن، وهي أصلاً لن تتوقف وستتابع الرصد».
أما بالنسبة إلى خطة العمل التنسيقية، فتشمل البلديات التي تعمل وفق توجيهات الوزارة لناحية رش المبيدات، وقيادة الجيش التي وضعت في تصرف الوزارة طوافات لازمة للرش. وما عدا ذلك، فالوضع «بخير»، يؤكد الحاج حسن.
يذكر أن الموجة التي وصلت إلى لبنان، أتت من مصر، بعدما ظهرت في شمال السودان وجنوب مصر، وقد انتقلت إلى لبنان بأعداد قليلة.