الى وزير الزراعة: انهم «يصنعون» البطيخ

الى وزير الزراعة: انهم «يصنعون» البطيخ
الى وزير الزراعة: انهم «يصنعون» البطيخ - بتاريخ 16 تموز الحالي قرأت مقالاً في جريدة «السفير» يطالب فيه مزارعو البطيخ بتعويضهم عن الخسائر منذ العام 2006. ولأن ثمرة البطيخ من الفاكهة المحببة في الصيف لدى غالبية اللبنانيين، كان لزاماً علينا التوقف قليلاً لنقول: ا

بتاريخ 16 تموز الحالي قرأت مقالاً في جريدة «السفير» يطالب فيه مزارعو البطيخ بتعويضهم عن الخسائر منذ العام 2006. ولأن ثمرة البطيخ من الفاكهة المحببة في الصيف لدى غالبية اللبنانيين، كان لزاماً علينا التوقف قليلاً لنقول: اننا ونحن نعيش في كنف المدنية الحديثة والبيئة الملوثة التي استدعت تغييراً في طبيعة الغذاء وظهوراً للزراعة الكيميائية الممكننة بفضل الانسان الجشع، ما جعلنا نأكل مرغمين رأس البطيخ الذي يعالج اصطناعياً والذي استخدمت في زراعته الكيماويات حتى زاد وزنه مرات ومرات. نفتح البطيخة فنجدها عبارة عن قشر سميك خالط احمراره بياضاً، فإذا به مادة أشبه بالفلين والاسفنج المضغوط نمضغه فيقرش قرشاً لا غذاء فيه ولا طعم ولا رائحة ولا مذاق، ونسبة السكر فيه متدنية جداً والسبب في ذلك أن بعض كبار مزارعي البطيخ حولوا زراعة هذه الثمرة الموسمية الى صناعة، بعد أن أدخلوا إليها عملية تطعيم بذرة البطيخ العادية بجذور القرع او اليقطين، من أجل الاستفادة من تكرار زراعة الأرض نفسها، ليقطف الموسم مرات ومرات بعد التطعيم وإيصال البطيخة المطعمة الواحدة الى ما يزيد عن عشرين كلغ. أما كيف تتم صناعة البطيخ: فالمزارعون يقولون انهم يقومون بعملية التطعيم في مزارع خاصة حيث تقسّم بذور القرع او اليقطين الى جزءين، ثم توضع داخلها شتلة البطيخ. وبعد أن تتم عملية الالتحام ما بين البذرتين تغرس في الأرض بحماية بلاستيكية تؤمن الدفء للشتلة وتصلها المياه والفيتامينات من خلال شبكة خاصة، تعتمد على التنقيط عوضاً عن طريقة الري التقليدية. ويأتي بعض المزارعين فيُدخلون الى مياه السقي مواد خاصة تجعل هذه الثمرة قابلة لنمو يزيد في حجمها ووزنها واحمرارها وطعم السكر فيها بسرعة، مستغلين عدم الرقابة، إذ كل مزارع يجتهد كما يريد في تطوير هذه الزراعة، من دون اعتماد قواعد علمية يجب أن تُفرض من قبل وزارة الزراعة. وهنا نسأل: قانوناً، هل يُسمح بزراعة البطيخ بهذه الطرق المستحدثة التي أبعدتها عن طبيعتها الأصلية، وهل هي غير مضرة بالصحة؟ ما رأي وزير الزراعة؟؟

السفير