إنه موسم البازلاء والفول، وجميع اللبنانيين يتهافتون على تناول هذه الأنواع من الخضار التي تتمتّع بمذاق لذيذ ...
إنه موسم البازلاء والفول، وجميع اللبنانيين يتهافتون على تناول هذه الأنواع من الخضار التي تتمتّع بمذاق لذيذ جداً يصعُب مقاومته. لكنّ السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل من منافع غذائيّة لهذه الأطعمة النباتيّة، وهل من عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار؟
لمعرفة الجواب عن هذا السؤال الذي يُثير حيرة الكثيرين، كان لـ "الجمهورية" حديث خاص مع اختصاصية التغذية جانين عوّاد الجميّل التي قالت بداية: "يحتوي كلّ 100 غ من البازلاء حوالى 85 كالوري، 12.3 غ من الكربوهيدرات، 1.3 غ من السكر، 6.55 غ من البروتين، 0.48 غ من الدهون و4.25 غ من الألياف.
والبازلاء يضمّ مجموعة هائلة من العناصر الغذائيّة، أبرزها: الفيتامين C المفيد لتقوية المناعة، الفيتامينات B خصوصاً B1 وB2 وB3 وB5 وB6 التي تحوّل الطعام إلى طاقة وتؤدي إلى إنتاج خلايا دم حمراء طبيعية، الفيتامين E الذي يحمي الجسم من الضرر الذي تسبّبه عمليّة الأكسدة، الفيتامين A الذي يعزّز أداء الجهاز المناعي ويحسّن صحّة البشرة، والفيتامين K الذي تبيّن أنه يحمي من أمراض القلب والسرطان".
وتابعت حديثها قائلة: "لكن هذا ليس كلّ شيء، إذ تبيّن أيضاً أن البازلاء يحتوي على مجموعة من المعادن تشمل البوتاسيوم والفوسفور والماغنيزيوم والحديد والكالسيوم. إضافة إلى احتوائه على الحامض الأميني المعروف باللوتين، والمادة المضادة للأكسدة الـ Zeaxanthin.
وبذلك فهو يحمي مِن تصلّب الشرايين ومشاكل القلب والسرطان، خصوصاً سرطان القولون. كما يتألّف من مادة البكتين والألياف الغذائيّة القابلة للذوبان، وبالتالي فهو يساعد على الحماية من الإمساك وخفض معدل الكولسترول السيّىء"، مشيرة إلى أنّ 3 إلى 4 من قرون البازلاء في اليوم هي كافية للحصول على هذه المنافع.
وفي ما يتعلّق بالفول، أفادت عوّاد: "إن كلّ 100 غ من الفول يحتوي على حوالى 60 كالوري، 5.8 غ من البروتين، 7.2 غ من الكربوهيدرات، 0.8 غ من الدهون، 6.5 غ من الألياف. وهو غنيّ بمجموعة من المعادن، أبرزها البوتاسيوم والكالسيوم والماغنيزيوم والفوسفور والصوديوم، والفيتامينات B5 وB9 وC وD وE"، مشدّدة على أن الفول يؤمّن 15 في المئة من الحاجة اليوميّة للفيتامين B و35 في المئة للفيتامين C.
لكن هل من نقاط سلبيّة متعلّقة بالفول والبازلاء يجب أخذها على محمَل الجدّ؟ أجابت عوّاد: "في الواقع نعم، والمشكلة المشتركة بينهما أنهما يحتويان على نسبة عالية من السكر. وبالتالي، يجب الانتباه إلى الكمّية المتناولة، خصوصاً عند مرضى السكري تفادياً لأيّ ضرر.
لكن هذا ليس وحده العامل السلبيّ، إذ إنّ الإفراط في تناول الفول يعرّض الفرد للأنيميا، وتحديداً لتلك التي تُعرف بأنيميا الفول التي تحدث بسبب المواد المؤكسدة الموجودة في هذا النوع من الخضار، والتي تؤثّر سلباً في الجسم وتؤدي إلى انحلال الدم.
لذا، من المهمّ تناوله باعتدال"، لافتة إلى أن هذا المرض يمكن أن يصيب أيّ فرد، لكنّ الحوامل وكبار السن والأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم، وبالتأكيد مرضى السرطان والذين يعانون الأنيميا، هم الأكثر عرضة له. فالفول، وبعكس معظم الخضار والفاكهة، يحتوي على مواد مؤكسدة ليست مضادة للأكسدة، على رغم أنه يُعد مَنجماً من الفيتامينات والمعادن.
وأضافت: "أمّا مشكلة البازلاء فتكمن في أنه، وفي حال تناوله بكثرة، يمكن أن يعرّض الفرد لزيادة الوزن بسبب احتوائه على كمية عالية من السكر. لذا، يجب على كلّ إنسان بشكل عام ومريض السكري بشكل خاصّ، الانتباه جيداً إلى الكمية المستهلكة.
أمّا وفي حال طبخ البازلاء، فهذا الأمر سيساعد في خسارة الوزن، خصوصاً إن تمّ تناوله لأيّام متتالية، لأنّ السكر سينخفض عند تعرّضه للحرارة من جهة، وهذه الوجبة الغذائيّة ستؤمّن الشعور بالشبع لوَقت أطول من جهة ثانية، بما أنها غنيّة بالبروتين والألياف".
وختاماً، علّقت عوّاد على هذا الموضوع: "ليس هنالك من شكّ في أن البازلاء والفول يُعدّان من الأطعمة المفيدة على الصعيد الغذائي، بفضل احتوائهما على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن، وخصوصاً البروتينات المفيدة جداً للنباتيّين، وكمية ضئيلة من الدهون.
لكن وفي حال الإفراط في تناولهما، فسيؤدّيان حتماً إلى نتائج مُعاكسة. من هنا أهمية تناولهما باعتدال ووفق الكمّية المسموح بها، لتتمتّع بعناصرهما الغذائيّة ومنافعهما الصحّية التي تطال مختلف أعضاء الجسم، خصوصاً القلب".
جريدة الجمهورية