بعد سنتين من «الحَجْر»: البطاطا العكارية «تتنفّس» عبر سوريا

بعد سنتين من «الحَجْر»: البطاطا العكارية «تتنفّس» عبر سوريا
بعد سنتين من «الحَجْر»: البطاطا العكارية «تتنفّس» عبر سوريا: تنفس مزارعو البطاطا في عكار الصعداء، مع إعلان وزير الزراعة حسين الحاج حسن خلو المحصول العكاري من العفن البني والعفن الحلقي. وأتى الإعلان، إثر صدور نتائج الدراسة التي أجرتها «مصلحة الأبحاث العلمية الز

تنفس مزارعو البطاطا في عكار الصعداء، مع إعلان وزير الزراعة حسين الحاج حسن خلو المحصول العكاري من العفن البني والعفن الحلقي. وأتى الإعلان، إثر صدور نتائج الدراسة التي أجرتها «مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية»، بناء على طلب الحاج حسن، وقد شملت 252 عينة من البطاطا المزروعة في مختلف أرجاء عكار. وأكدت النتائج جودة البطاطا العكارية، ونظافتها، فسارع المزراعون إلى تصريف إنتاجهم، بسرعة قياسية، بعد سنتين عانوا خلالهما من ترافق إغراق الأسواق اللبنانية بالبطاطا المستوردة من مصر والسعودية، مع إحجام الدول المجاورة، وعلى رأسها سوريا، عن استيراد البطاطا، بسبب الشائعات التي سرت عن وجود أمراض العفن البني والحلقي.
وشرح مدير مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في العبدة في عكار المهندس ميشال عيسى الخوري أن «المحطة أجرت مسحاً ميدانياً لكشف الأمراض الحشرية، عبر أخذ عينات من مختلف الأراضي الزراعية، وتم تحديد أماكن أخذ العينات بواسطة تقنية الـ»جي بي أس»، ما يمكننا من معرفة مصدر الحبة المصابة، ومنع تصديرها للخارج. وقد تبين أن عكار خالية من الأمراض، وأن البطاطا العكارية تتمتع بمواصفات تعطيها قدرة تنافسية وفق المعاير المعتمدة عالمياً».
فمكن «صك البراءة» المزارعين العكاريين من تصريف خمسة عشر ألف طن من البطاطا في سوريا، وعشرين ألف طن في دول الخليج، بالإضافة إلى تصدير كمية منها إلى روسيا الاتحادية.
ويطمح المزارعون، في السنوات المقبلة، إلى تصدير إنتاجهم إلى الدول الأوروبية، التي تحكم استيرادها للمنتوجات الزراعية بشروط ومواصفات قاسية.
وبنتيجة تلك التطورات، بات المزارعون المنتشرون ساحلاً، على امتداد سهل عكار، في مناطق قعبرين، وتل معيان، والسماقية، وتل حياة، وتل بيرة، وحكر الضاهري، والقليعات، يصفون الموسم الحالي بـ»الجيد، من ناحية الكمية والنوعية». فقد ساعدت العوامل المناخية المعتدلة التي سادت في شهري نيسان وأيار، أيضاً، على نضوج المحصول الحالي، وعدم إصابته بمرض اللفحة الذي يصيب البطاطا، فتؤثر سلباً على الانتاج. ما مكن المحصول من منافسة البضائع المستوردة، وبأسعار جيدة، حسبما أكد المزارعون، علماً أن سعر الكيلو الواحد تراوح ما بين ستمئة وثمانمئة ليرة لبنانية.
وتشغل البطاطا حيزاً واسعاً من الأراضي الزراعية في عكار، تقدر مساحتها بحوالى ثلاثة آلاف وخمسمئة هكتار. وتعد الزراعة الأولى بالنسبة إلى العديد من أبناء المنطقة، الذين تحوّلت غالبيتهم الى زراعتها في السنوات الأخيرة، هرباً من خسائر المواسم الأخرى التي يتطلب حصادها عناءً كبيراً. فقدّر الانتاج العام للسنة الحالية بحوالى ثمانين ألف طن (كمعدل عام لمجموع إنتاج سهل عكار).
ويشرح رئيس «تعاونية مزارعي البطاطا في الشمال» حسين الرفاعي، أن «مشكلة تصريف الانتاج تفاقمت في السنتين الأخيرتين، بسبب الاشاعات التي شككت في جودة الانتاج، ونتيجة هيمنة السياسات التسويقية العربية التي لم تلتزم بالرزنامة الزراعية. فمنذ موعد فتح باب الاستيراد في شهر كانون الثاني وحتى موعد انتهاء العمل بالرزنامة الزراعية في أول نيسان، كان يدخل لبنان ما يقارب العشرين ألف طن.. أما السنة فقد تم الاعتماد بشكل أساسي على الانتاج المحلي، كما أن الدراسة التي أعلن نتائجها وزير الزراعة مؤكداً جودة البطاطا العكارية، أتاحت تصدير المحصول الى مختلف دول العالم، وفي مقدمتها سوريا الـتي فتحت أسواقها من جديد أمام البطاطا اللبنانية».
ويكمل الرفاعي لافتاً إلى أن «تحوّل العديد من المزارعين إلى زراعة البطاطا التصنيعية، أراح السوق من الفائض، كما مكّن المزارعين من المحافظة على أسعار مقبولة، وعدم تعرضهم للخسارة، لأن المصانع ترتبط بأسعار محددة مع المزارعين». وأشاد بأداء وزارة الزراعة، محدّداً أن «644 مزارعاً في عكار منضوين تحت إطار التعاونية، يستفيدون من المساعدات العينية الي تقدمها الوزارة من بذار وأسمدة».

نجلة حمود - السفير