يلجأ مزارعو الساحل الجنوبي إلى استبدال بعض أصناف الحمضيات والموز، بزراعات بديلة أقل كلفة، وأكثر قابلية ...
يلجأ مزارعو الساحل الجنوبي إلى استبدال بعض أصناف الحمضيات والموز، بزراعات بديلة أقل كلفة، وأكثر قابلية للتصدير والسوق المحلي في آن واحد. ومن أبرز هذه الأصناف والزراعات الاستوائية «القشطة» و«الافوكا» اللتان تنتشران بشكل كبير في المنطقة الساحلية إلى حدود ارتفاع 400 متر عن سطح البحر، حيث أصبحت زراعة نصوب القشطة والافوكا، جزءاً أساسياً من بساتين الحمضيات، سواء في مساحات مستقلة، أو في أماكن الأطراف والفراغات الموجودة ضمن تلك البساتين. ويرجع بعض المزارعين الأوائل، الذين أقدموا على زراعة القشطة في ساحل المنصوري جنوب صور قبل عقود، أسباب التوجه إلى زراعات بديلة، إلى استقراء واقع زراعة الحمضيات، التي تتعثر يوما بعد يوم، بفعل الأكلاف الباهظة وأزمات التصدير المتتالية في الدرجة الأولى، وإلى احتياجات سوق التصنيع، والطلب على هذه الفاكهة ثانيا، إضافة إلى استيعاب السوق المحلي، والطلب الخارجي عليهما.
ويشير المزارع حسن صفي الدين، الذي بدأ زراعة القشطة في وقت مبكر، إلى وجود أصناف عدة من القشطة التي تدخل إلى لبنان، من بينها أصناف «مهجنة» مصدرها أميركا واسبانيا، إضافة إلى الافريقي المعروف بـ«البلدي».
ويلفت الانتباه إلى أن «أصناف القشطة أو الافوكا، التي أصبحت تزرع بكثافة في المنطقة، تحتاج إلى عناية أقل من الحمضيات، كما أنهما لا تحتاجان سوى إلى السماد العضوي، على عكس الحمضيات، التي تتطلب اهتماما أكبر وأسمدة ورش مبيدات مرتفعة الثمن، عدا عن مشاكل التصدير وكساد المواسم.
ويؤكد المزارع محمد حيدر حسن «اتساع زراعة الأفوكا في مناطق الساحل الجنوبي وصولا إلى مرتفعات منطقة صور»، موضحا أن «زراعة الافوكا، التي بدأت بشكل منظم، قبل سنوات قليلة، يصدّر الكثير منها إلى الخارج، خصوصا دول الخليج العربي، حيث يعتبر لبنان البلد الثاني عربياً في تصدير الافوكا بعد المغرب».
ويشير حسن إلى أن «هذه الزراعة البديلة والأقل كلفة على المزارعين، تحتاج إلى حماية وضوابط، حتى لا يقع المزارعون في المشكلة نفسها، عندما أغرقوا الأراضي الزراعية بالحمضيات والموز»، داعياً في هذا السياق، وزارة الزراعة إلى «ارشاد وترشيد المزارعين، من خلال فحص التربة، لاسيما أن التربة التي تحتاجها القشطة والافوكا، هي تربة حديدية»، مطالبا الوزارة «بتفعيل وتطوير مركز الارشاد الزراعي في صور».
