حتى تتضح خطورة غزو المياح المالحة لخزانات المياه الجوفية من البحار والمحيطات لسوء إدارة استعمال هذه ...
حتى تتضح خطورة غزو المياح المالحة لخزانات المياه الجوفية من البحار والمحيطات لسوء إدارة استعمال هذه المياه، لا بد أن توضح بعض المعطيات لكي يتسنى لنا إدراك الحقيقة والتصرف بوعي وحكمة مع هذا الموضوع. فقط 0.03% من المياه المتواجدة في الأرض يتم تدويرها سنوياً كما هو مبين في (سم رقم 1) حيث أن جزء من هذه النسبة يتم إعادته لتغذية الخزانات الجوفية بالمياه الصالحة للاستعمال ولا يتم تعويض النقص بهذه التغذية إلا بالمساعدة بالطرق المناسبة لملء الخزانات من مياه الأمطار والمستهلك الأكبر هو القطاع الزراعي حيث أن ترشيد استخدام مياه الري لا يدخل في مجال عمل بعض الوزارات فعلياً إلامنذ بضع سنوات فقط.
ولنبين بعض الوقائع والأرقام والطرق لا بد أن نعرف أن معدل المحصول الزراعي يتأثر بالمحتوى الرطوبي للتربة ونسب إضافة الماء لهذا المحتوى. لهذا فإن توقيت الري وكمية الماء المروى فيها يتأثران بدرجة كبيرة بالوقت وبالموقع لامتصاص الماء في التربة من قبل جذور النبات (رسم رقم 2).
لذلك نجد أن بعض النباتات السطحية الجذور تحتاج إلى ريات أكثر تكراراً من تلك عميقة الجذور. لذلك نجد أن جذور النبات في التربة الرطبة تمتص الماء أكثر من جذور نفس النبات النامي في تربة جافة، ولهذا تأثير على اختلاف خضرة النبات من موقع إلى آخر حيث نقص الجهد المائي (Water Poten Fial) في أنسجتها، فعند انخفاض هذا الجهد يأخذ النبات لوناً قاتماً (أخضر غامق).
لذلك فإن تكرار فترة الري مهم لتلبية احتياجات النبات لما يتطلبه من ماء لتوفير الاحتياجات المائية للنبات، ولغسل الأملاح وخفض درجة حرارة التربة، وتكرار الري ومدة الرية الواحدة يعتمد على طبيعة مرحلة النمو الخضري (Activ Growing Period) للمحصول كما أنه يعتمد على سعة التربة الخزنية للماء للمنطقة الجذرية وكمية الماء المستنفذة.
لتحسين الطاقة الخزنية للماء في التربة يجب استعمال الأسمدة العضوية بانتظام وذلك أيضاً للحد من تبذير الماء.
فباتباع مبدأ كفاءة نقل الماء من مصدره للحقل وباستعمال تقنية ري تعتمد على لجم التبذير الفاحش للماء )ري بالتنقيط ( بالإضافة إلى برمجة تكرار الري آخذين بعين الاعتبار التقليل من فقدان الماء بالتبخر Surface Run Off والتسرب العميق Deep Percolation. يمكن أن نخدم هذا البرنامج العام في المحافظة على المخزون الاستراتيجي للمياه في بلادنا.
لتحديد طرق الري الحديث وانتخاب أي منها يجب تحديد الأمور التالية:
- التركيبة الفيزيائية والكيميائية للتربة.
- طبيعة الأرض (الطبوغرافية والمورفولوجية).
- كمية المياه المتوفرة.
- نوع المحصول الزراعي.
- الكلفة الاقتصادية.
لو دققنا في رسم رقم (3) لاتضح لنا أهمية المعرفة لطبيعة أرضنا التي سنزرعها ونوع المحاصيل المنوي زرعها لأنه نستطيع أن نحدد ساعات الري ومدى تغطية النقطة لمساحة الأرض المزروعة.