الهليون مقصد الفقراء والمرضى

الهليون مقصد الفقراء والمرضى
في مثل هذه الأيام من كلّ عام، يتسابق المزارعون على قطف نبتة الهليون البرّي، التي تنمو في الحقول وبين الأعشاب ...

في مثل هذه الأيام من كلّ عام، يتسابق المزارعون على قطف نبتة الهليون البرّي، التي تنمو في الحقول وبين الأعشاب، ولا سيما في الأودية القريبة من نهر الليطاني، وحقول الزيتون المنتشرة بين المنازل.
هكذا، تزداد أعداد البسطات على طريق عام قعقعية الجسر _ النبطية، أي المكان الذي تباع فيه نبتة الهليون الخضراء، الطريّة، وبأسعار معقولة نسبياً، نظراً إلى كثرة عدد الباعة المتجولين، الذين يكونون عادة من النساء أو الأطفال.
تنتظر مريم حلاوي من قعقعية الجسر هذا الموسم بشغف، فهي باتت معروفة في المنطقة، وخصوصاً بعدما فقدت الجزء السفلي من رجلها اليمنى عام 2007 في أثناء قيامها بعملها في قطف الهليون البرّي من أحد الجبال المطلّة على النهر «كدت أفقد أي أمل لي بالحياة، لولا أن طبيبي شجّعني على ضرورة الاستمرار في عملي ومواجهة مصابي»، كما تقول.
تستيقظ حلاوي كلّ صباح لتقصد الحقول والجبال البور متجاوزة مخاطر القنابل العنقودية المنتشرة في أكثر من مكان. وهي اكتشفت أن نبات الهليون البرّي وبعض الأعشاب الخضراء الأخرى، «تساعد عائلتي على مواجهة أعباء الحياة الصعبة، فيندر وجود النبتة في كلّ مكان، ونستطيع بيعها بأسعار مقبولة وتحقق لنا دخلاً لا بأس به، رغم منافسة العديد من الفقراء من أمثالنا».
وتلفت إلى أن «عدداً كبيراً من الزبائن يأتون من مناطق مختلفة لشراء الهليون البرّي، نظراً إلى طعمه اللذيذ وفوائده المتعددة، رغم أن سعر نحو 10 عيدان منه فقط يزيد على ثلاثة آلاف ليرة، يمكن قطفها من جذع واحد من عشبة
الهليون».
اللافت أن عدداً قليلاً من المزارعين يهتمون بزراعة هذه النبتة المفيدة، رغم سهولة هذه الزراعة وزيادة الطلب عليها، كما يقول المزارع حسن قوصان، من بلدة فرون (بنت جبيل)، مشيراً إلى أن «أراضي المنطقة صالحة لهذا النوع من الزراعات وبإمكان وزارة الزراعة أن تهتم بتوعية المزارعين عليها لكونها تحقق دخلاً جيداً».
ويقول المهندس الزراعي حسن فارس إنّ الهليون مضادّ للالتهابات، وغني بالمعادن والألياف التي تساعد على خفض نسبة الدهون في الدم، وهو أساسي لتنظيم مستوى السكر في الدم. كذلك «فالنبتة مدرّة للبول وفاتحة للشهية، ومسكّنة للقلب، ويعالج بها حصر البول وأوجاع الكلى والاستسقاء واليرقان». ويستحسن شرابه بسلق 50 غراماً من العروق في ليتر من الماء لمدة 15 دقيقة ثم الشرب من هذا الماء 3 كؤوس صباحاً، قبل الإفطار.
ويمكن إنتاج الهليون، بحسب فارس، في كل أنواع الأراضي تقريباً، لكن تفضل زراعته في الأراضي العميقة الخفيفة مثل الرملية والطرية، لذا فهي تنمو بصورة خاصة في الأراضي الجبلية القريبة من الأودية والأنهار، وفي أوقات الربيع.

السفير