الفاو»: قطاع الحليب من أكثر القطاعات فقراً في لبنان

الفاو»: قطاع الحليب من أكثر القطاعات فقراً في لبنان
الفاو»: قطاع الحليب من أكثر القطاعات فقراً في لبنان: دلّت دراسة أعدتها «منظمة الأغذية والزراعة - الفاو» التابعة للأمم المتحدة، على أن «قطاع الحليب في لبنان هو من أكثر القطاعات فقراً، وبحاجة إلى الرعاية، لا سيما أن الفقر في ذلك القطاع يدفع العاملين فيه، وخصوصاً

دلّت دراسة أعدتها «منظمة الأغذية والزراعة - الفاو» التابعة للأمم المتحدة، على أن «قطاع الحليب في لبنان هو من أكثر القطاعات فقراً، وبحاجة إلى الرعاية، لا سيما أن الفقر في ذلك القطاع يدفع العاملين فيه، وخصوصاً مربي المواشي، إلى التلاعب بنوعية وسلامة الحليب الذي ينتج في مزارع في البقاع وعكار». ولفت الدكتور كيولي الشاذلي، مدير «مشروع إنعاش قطاع الحليب وتأهيله في سهل البقاع وجرود الهرمل وعكار»، الذي تنفذه «الفاو»، بالتنسيق مع «برنامج الامم المتحدة الانمائي» ووزارة الزراعة، إلى أن «الفقر يدفع بمزارعي الحليب الذين يتواجدون في أقاصي القرى والبلدات اللبنانية، إلى إضافة كميات من المياه في الكميات المنتجة من الحليب، الذي ينقل بدوره في وسائل وأوعية يعوزها الكثير من المواصفات المطلوبة لأي من المعايير التي تضمن جودة المنتج الغذائي».
كلام الشاذلي جاء في «ندوة إرشادية حول قطاع الحليب»، والأمراض التي تعترض قطاع المواشي في البقاع وعكار وخصوصا الأبقار، نظمتها «الفاو» في قاعة محاضرات في «تعاونية الشمندر السكري» في زحلة أمس، بحضور عدد من مزارعي الأبقار والأطباء البيطريين.
وعرض الشاذلي لنماذج من مزارعي الحليب، ينقلون إنتاجهم في أوعية غير معقمة وغير مطابقة للشروط الصحية، عبر وسائل نقل تعوزها أجهزة التبريد، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع في نوعية الكميات المنتجة من الحليب، وتراجع في سعر المبيع، ما يجبر عدداً من المزارعين إلى الغشّ والتلاعب في نوعية الحليب. وشدد الشاذلي على أن «الهدف الأساسي للمنظمة، هو تقديم المساعدة اللازمة لمزارعي الحليب، وهم الأكثر فقراً في لبنان. وبدأنا بسلسلة من الخطوات أبرزها إنشاء تعاونيات تعنى فعلاً بنهوض القطاع، بالتعاون والتنسيق التام مع وزير الزراعة حسين الحاج الذي يهتم بكل اندفاع واولوية من أجل النهوض بالقطاع». ولفت إلى أن «الجمعيات التعاونية ستزوّد بشاحنات معزولة لنقل الحليب، ما سيقوي موقع صغار المربين على صعيد تسويق الحليب والحصول على أسعار أفضل. إضافة إلى دعم صغار المربين لتحسين نظافة الحليب والشروط الصحية، عبر توزيع حلابات آلية وبراميل ستانليس، وأجهزة صغيرة لتصنيع الحليب على مستوى المزرعة وبيع المنتوجات في الضيعة». وأشار الشاذلي إلى أن «الفاو» أنجزت «دراسة حول مزارعي المواشي في البقاع وعكار. وتبين انه يوجد 2200 مزارع حليب، منهم 1500 مزارع فقير، أي يربي ما بين البقرة والعشرة أبقار. وتلك الفئة التي نعمل على مساعدتها وتطويرها».
وعن المساعدات، خصص المشروع 350 حلابة كهربائية، و1200 برميــل جمــع حليب سعة 40 ليتراً، على صغار مربي الأبقار في البقــاع وعكار، حيث وزعت الدفعة المخصــصة لمنطــقة البقـاع التي شملت البقاع الغربــي، والبقــاع الأوســط، وبعلبك ـ الهرمل، فيما توزع الكمية المخصصة لعكار في الأيام المقبلة.
من جهته، أكد الحاج حسن على قرار استحصل عليه «من مجلس الوزراء يقضي بإعادة العمل وتشغيل مراكز جمع الحليب المتوقفة عن العمل منذ سنوات»، معتبراً أن الوزارة «قامت بما عليها لدعم القطاع، أما بقية العمل فتقع على المربين الذين يجب عليهم أن يستفيدوا مما قدمته لهم الوزارة مباشرة أو مــن خلال المشروع، والالتزام بالكتب الإرشادية التي ستساعــدهم إذا ما التزموا بها على الوصول إلى إنتاج حليب بمواصفات عالية وبإنتاجية أعلى سيضـاعف من انتاجــهم اليومي مما سيزيد من ربحية المربي»، وأشار إلى أن «تعاونهم وتضامنهم سيمنع عنهم شبح خسارة أرباحهم».
ولفت الحاج حسن إلى أن «وزارة الزراعة اتخذت قرارات تنظيمية لجهة تفعيل الإرشاد، الذي سيرفع في حال طبقه المزارعون إنتاجية البقرة يومياً من عشرين ليتراً إلى أربعين ليتراً، مما يؤمــن ربحاً واستقراراً لمزارعي الحليب، مشيراً إلى أن المزارعين «سيستفيدون كذلك بالإضافة إلى مساعدات المنظمات الدولية، بقرارات تنظيمية تطال زراعة الأعلاف التي ستنخفض قيمها المالية».