600 ألف يورو لإنشاء مركز زراعي في الهرمل: تشكل عملية تطوير القطاع الزراعي أولوية تنموية حيوية بالنسبة لمنطقة الهرمل، وخصوصا لجهة حماية المزارعين الصغار من تحكم كبار التجار الذين يستغلون حاجة المزارعين لتصريف إنتاجهم لشرائه بأسعار لا تصل غالباً إلى كلفة الانتاج
تشكل عملية تطوير القطاع الزراعي أولوية تنموية حيوية بالنسبة لمنطقة الهرمل، وخصوصا لجهة حماية المزارعين الصغار من تحكم كبار التجار الذين يستغلون حاجة المزارعين لتصريف إنتاجهم لشرائه بأسعار لا تصل غالباً إلى كلفة الانتاج. وكذلك لجهة حماية المستهلك المحلي الذي يجبر من قبل التجار على شراء الفاكهة والخضار بأسعار تفوق سعرها الحقيقي. وتوصل «مشروع آرال» إلى تلك الخلاصة، وقد نفّذ المشروع بين العامين 2002 و2005، بالتعاون بين مكتب وزير التنمية الإدارية والاتحاد الأوربي، وشمل خمسة عشر تجمعاً بلدياً في لبنان، وبمشاركة الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والمجالس البلدية والاختيارية في كل تجمع.
وخلصت الدراسة التي تناولت منطقة الهرمل إلى أن «إنشاء مركز زراعي، يضم براداً لحفظ الإنتاج وتخزينه، ومعصرة حديثة للزيتون، يعتبر ضرورة حيوية وملحة». وذلك ما يؤكده رئيس «اتحاد بلديات قضاء الهرمل» مصطفى طه، مشيراً إلى «أن المركز سيُبنى في موقع وسط بالنسبة للأراضي الزراعية في المنطقة، لذلك تم اختيار سهل بلدة الكواخ إلى الشمال من مدينة الهرمل». وجرى شراء الأراضي المطلوبة لبناء المركز، وتلزيم المشروع الذي بدأ العمل بإنشائه قبل أسابيع، «وسيتم وضع الحجر الأساس له قريبا، وكذلك بالنسبة إلى تحديد الجهة التي ستتولى إدارته وفق دفتر شروط سيضعه الاتحاد»، وفق طه.
ويشير مدير «مركز التخطيط والتنمية» للاتحاد الدكتور جلال محفوظ إلى أن «الاتحاد الاوروبي ساعد على تأمين التمويل المطلوب لبناء المركز، وذلك استكمالا للمساعدة التي قدمها لوضع الخطة التنموية للمنطقة، والتجمعات البلدية الأخرى في لبنان». وشمل التمويل بناء وتأسيس مكتب للتنمية المحلية. وذلك في إطار خطة لتحسين الأوضاع المعيشية لأبناء المنطقة، وتحديداً في مجال التخزين الجيد وحفظ المنتجات الزراعية، وخفض كلفتها على المستهلك المحلي. ويتوقع محفوظ أن «ينجز البناء الخاص بالمركز قبل نهاية العام الحالي، وأن يكون له دور حيوي في تحسين الإنتاج كمّاً ونوعاً، ومساعدة المزارعين والمستهلكين من أبناء المنطقة في آن».
ويقول ممثل الشركة المتعهدة المهندس حسن شاهين: «إن كلفة المشروع هي ستمئة ألف يورو، ويجب أن لا تتجاوز مدة تنفيذه العشرة أشهر، ويضم مبانيَ للإدارة، ومبنى لمعصرة الزيتون، ومستودعات تابعة لها، والمستودعات الخاصة بالبراد الزراعي من أجل تخزين إنتاج المنطقة من الخضار والفواكه»، لافتاً إلى أن «مساحته الإجمالية تصل إلى عشرة آلاف متر مربع، بما في ذلك مواقف السيارات والمساحات الخضراء». ورأى شاهين أن «البناء سيكون وفق أفضل المواصفات الفنية، وتقدر كمية الفاكهة والخضار التي يمكن تخزينها داخله بحوالى الأربعمئة طن».