الخبز أساس الغذاء الصحّي والمتوازن

الخبز أساس الغذاء الصحّي والمتوازن
الخبز أساس الغذاء الصحّي والمتوازن: قبل البدء بعرض الفوارق بين أهم أنواع الخبز، لا بدّ من التوقّف أولاً عند نقطة بالغة الأهمية يخطئ الكثيرون في تقديرها: إنّ الخبز لا يؤدي مطلقاً إلى السمنة، بعكس ما هو شائع. لذلك من غير المُجدي حَذفه من غذائك، إنما يجب إدخاله إ

قبل البدء بعرض الفوارق بين أهم أنواع الخبز، لا بدّ من التوقّف أولاً عند نقطة بالغة الأهمية يخطئ الكثيرون في تقديرها: إنّ الخبز لا يؤدي مطلقاً إلى السمنة، بعكس ما هو شائع. لذلك من غير المُجدي حَذفه من غذائك، إنما يجب إدخاله إلى نظامك اليومي من دون الخوف من كسب بعض الكيلوغرامات، لأنّ اختصاصيي التغذية أنفسهم يوصون بضرورة إدخال الخبز.

لكن ما يؤدي بالفعل إلى زيادة الوزن، هو اختيار النوع السيىء والإفراط في تناوله، بالإضافة إلى عدم التوازن في العناصر الغذائية بحيث يتناول الفرد الخبز وغيره من النشويات، مثل الأرز والمعكرونة والمعجّنات...

في الواقع قد تندهش عندما تعلم أن اختيار الخبز المناسب سيؤمّن لك قيمة غذائية عالية جداً، وتحديداً:

- الألياف الغذائية التي تحسّن حركة الأمعاء وتؤمّن الشعور بالشبع وتجنّب مشكلة الإمساك.

- الكربوهيدرات المعقّدة التي تتحوّل إلى غلوكوز وتزوّد الجسم بالطاقة.

- الفيتامينات B الضرورية لسلامة وظائف الخلايا والجهاز العصبي.

- الفيتامين E الذي يتمتّع بخصائص مضادة للأكسدة.

- المعادن، وخصوصاً البوتاسيوم الأساسي للحفاظ على توازن السوائل في الجسم وخفض ضغط الدم المرتفع، والحديد الضروري لنقل الأوكسيجين إلى مختلف أعضاء الجسم، والفوسفور المهمّ لضمان سلامة وظائف الخلايا وتنظيم الكالسيوم وتقوية العظام والأسنان. إلى جانب الماغنيزيوم الأساسي لسلامة وظائف العضل والأعصاب والجهاز المناعي وانتظام دقات القلب، والكالسيوم الضروري لنمو العظام والأسنان وتقويتها وإفراز بعض الهورمونات والأنزيمات.

وللانتقال إلى نقطة ثانية لا تقلّ أهمية عن الأولى، وإن كنت تتساءل عمّا إذا كان الخبز الأبيض أو الكامل هو الأفضل لك، فبالتأكيد الجواب هو الثاني بفضل محتواه الكبير من الألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن التي سبق وأن أشرنا إليها. وبعكس الأبيض، فإنّ الخبز الكامل مصنوع من الدقيق الذي يتم فيه استخدام حبوب القمح الكامل. واعلم جيداً أنه كلما كان محتوى الخبز داكن اللون، كلما أمّنَ لك عناصر غذائية أكثر أهمية.

أما وفي حال المعاناة من مشاكل في الهضم، فالأفضل إذاً الاستعانة بالخبز الأبيض الذي يسهل هضمه بسبب قلّة الألياف التي يحتويها. وإلى حين الانتهاء من مشكلتك، يُفضّل معاودة إدخال الخبز الكامل بكمية قليلة.

ولا تنسى إعطاء أهمية خاصّة للخبز الذي يحتوي على الحبوب، مثل الخبز بالسمسم أو دوار الشمس... والذي هو غني بالدهون المتعددة غير المشبعة المفيدة جداً لصحّة القلب والأوعية الدموية. وفي المقابل، من الضروري تناول الـ Pain de mie باعتدال الذي غالباً ما يحتوي على السكر السريع والدهون، كما إنه سهل المضغ، لذلك فهو لا يُشعرك بالشبع بسرعة.

أما النقطة الثالثة، والتي يجب عدم إغفالها، فتتمثل بالمحتوى الذي تضعه داخل الخبز. فإن كنت تحصل على الخبز الكامل وبكميّة معتدلة، لكنك تحشوه بمواد دسمة ومصنّعة وغنية بالدهون المشبّعة والصلصات الجاهزة، فلا تتساءل إذاً عن السبب وراء اكتسابك الوزن. الأفضل لك أن تختار أطعمة صحّية وقليلة الدسم، مثل الألبان والأجبان القليلة الدهون، أو حتى يمكنك الاستعانة بكمية معتدلة من جانبون الحبش...

يُذكر أخيراً أن دراسة حديثة أشارت إلى مدى أهمية تواجد الخبز الأسمر في فطور الأطفال اليومي، بعد أن أوضح البروفسور الألماني توماس دانيه، أنه، وبفضل غناه بالكربوهيدرات التي تعمل على رفع نسبة السكر في الدم بمعدل أبطأ ممّا يحدث عند تناول منتجات الدقيق الأبيض والحلوى قليلة الألياف الغذائية، يساهم هذا النوع من الخبز في إرسال الطاقة إلى الدماغ بمعدل ثابت، ما يزيد من قدرة الذاكرة على التركيز واستحضار المعلومات في آن.

الجمهورية