مزارعو الجنوب حُرموا من الاستفادة من أرضهم فلجأوا لزراعة الصعتر المنتجة: شكل العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز عام 2006 نقطة تحول لمزارعي الجنوب، فالاحتلال الذي أتلف الحقول وأحرق المحصول وزرع ملايين القنابل العنقودية حرمهم من الاستفادة من أرضهم وحصاد إنتاجه
شكل العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز عام 2006 نقطة تحول لمزارعي الجنوب، فالاحتلال الذي أتلف الحقول وأحرق المحصول وزرع ملايين القنابل العنقودية حرمهم من الاستفادة من أرضهم وحصاد إنتاجهم، فظهرت زراعة الصعتر البلدي في بلدات شمال الليطاني كزراعة داعمة لزراعة التبغ بعدما عجز المواطنون عن زرعها وحصادها بسبب القنابل العنقودية، فتوجه الناس لزراعته كوسيلة لكسب العيش في فصل الربيع، فطرحت فكرة الصعتر المروي من إحدى المنظمات الإيطالية، وهكذا بدأت تتعمم، ويتخذها المزارعون كزراعة مساعدة لزراعة التبغ وليست بديلة.
وفيما دعم هذه الفكرة برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ بمبلغ 12 ألف دولار أميركي، قامت المنظّمة الإيطاليّة بدعم المزارعين بالشتول وخزانات وأنابيب المياه للري ليبصر المشروع النور ويصبح حلما واقعا شق طريقه بسرعة الى بلدات يحمر، ارنون، الزوطرين الغربية والشرقية وقعقعية الجسر، فرون، والغندوريّة، ثم إمتدت إلى بلدات وقرى أخرى ولو بشكل متفاوت في المساحة المزروعة.
زراعة منتجة وغير مكلفة نسبيا
ويوضح المزارع شوقي ناصر من بلدة يحمر الشقيف الجنوبيّة أنّ إنتاج الصعتر البلدي بات يشفي غليل المزارعين في تأمين مصدر الرزق في ظل الركود الاقتصادي والغلاء واهمال الدولة، فالمحصول جيد وغير مكلف مثل زراعة التبغ وإذا كان مرويًّا فهو ينتج موسمين في السنة؛ الأوّل في اذار والثاني في حزيران حيث يعطي الدونم الواحد نحو ثلاثة ملايين ليرة لبنانيّة، لافتا إلى أنّ المزارعين حصلوا على شتلات الصعتر من الأمم المتّحدة ويقومون برعايتها وتنقية الحقل المزروع من الأعشاب، كما أنّ هذه الزراعة منتجة وغير مكلفة نسبيًا فهي لا تحتاج للأسمدة على عكس زراعة التبغ، الّتي يكاد المزارع معها يتكبّد الخسائر نظرًا لارتفاع أسعار البذار والأسمدة وعمليّة الزرع والقطاف والتوضيب وغيره".
اسعار ورعاية
اما في زوطر الشرقية، فان هذه الزراعة باتت تعتبر مورد رزق رئيسي للكثير من ابنائها وقد دعا نائب رئيس البلديّة المهندس شوقي حرب الدولة إلى إنجاز وتنفيذ مشروع الليطاني لإنعاش كلّ الزراعات في الجنوب، لا سيّما الصعتر البلديّ الّذي يعطي انتاجًا مضاعفًا من خلال الريّ، فضلا عن أنّ هذه الزراعة جديدة في الجنوب ويجب تعميمها ودعمها وهذا ما قامت به بلديّتنا حتّى تجاوزت نسبة أراضيها المزروعة بالصعتر البلديّ 50 دونمًا لأنّها منتجة وأضرارها البيئيّة قليلة على عكس التبغ. وأشار إلى أن زراعة الصعتر بحاجة إلى دعم لتصبح بديلة عن زراعة التبغ، فدعمها اليوم يقتصر على البلديات وبعض المنظمات الدولية، وهنا ندعم الزراعات البديلة، وخصوصاً الصعتر، وأن تتشكل جهة رسمية مثل الريجي لتأخذ على عاتقها الإهتمام بهذه الزراعة، التي تعتبر منتجة وأضرارها البيئية قليلة على عكس التبغ.
ومن زوطر الى كفررمان، فان الصعتر البلدي امتد حين بدأت عاملات بزراعته وبيعه، بعد أن تراجعت زراعة التبغ في البلدة أثناء الإحتلال الإسرائيلي، ولم تعد كما كانت في العام 1975، حيث كان كل منزل يملك رخصة للزراعة خسرها المزارعون لعدم قدرتهم على الزراعة أثناء الإحتلال الاسرائيلي لأرضهم، إلا أنه بقيت 5 عائلات تزرع التبغ في البلدة فقط فجاءت زراعة الصعتر البلدي لتشفي غليل ابنائها في تقصير الدولة ولتأمين لقمة العيش بكرامة.ما يمكنهم من تحقيق هذا الهدف.
elnashra.com