هل الأفضل تناول الخضار نيئة أم مطبوخة؟: جريدة الجمهورية إن الحصول على الفيتامينات والمعادن هو أمر لا يمكن الاستغناء عنه، ليس فقط للحفاظ على سلامة وظائف مختلف أعضاء الجسم، إنما أيضاً من أجل حماية الجسم ضد مختلف الأمراض التي يمكن أن تغزوه في أي لحظة ممكن
إن الحصول على الفيتامينات والمعادن هو أمر لا يمكن الاستغناء عنه، ليس فقط للحفاظ على سلامة وظائف مختلف أعضاء الجسم، إنما أيضاً من أجل حماية الجسم ضد مختلف الأمراض التي يمكن أن تغزوه في أي لحظة ممكنة. وما هو أفضل من تناول الخضار والفاكهة التي هي في الواقع من أكثر الأطعمة غنى بأهم العناصر الغذائية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو المثالي؟ تناول الخضار نيئة أم مطبوخة لل استفادة القصوى من منافعها؟
بداية، لا بد من الاشارة إلى أن العديد من الخضار تحتوي على نسب عالية جداً من الفولات والبوتاسيوم والفيتامينات A وC وE، وهي المواد التي من شأنها تحسين البصر وصحّة البشرة والأسنان والمساهمة في تكوين خلايا الدم وغيرها من الخصائص البيولوجية والجسدية.
وإلى جانب الفيتامينات والمعادن، تؤمّن الخضار كمية كبيرة من المواد المضادة للأكسدة والألياف الغذائية والمواد الكيماوية النباتية، وهي المواد التي تؤدي دوراً هاماً في حمايتك من المشاكل الصحّية الخطيرة من جهة، وتأمين الشعور بالشبع لمدة أطول ومحاربة الامساك والمساعدة على خفض الوزن من جهة ثانية.
يعتقد البعض أن الخضار تحتوي على مواد غذائية أكثر، وبالتالي تتمتع بفوائد صحّية أعلى في حال استُهلكت نيئة. من هذا المنطلق يقومون بتناول هذه الأطعمة نيئة، ظناً منهم أنها أكثر صحّية مقارنة بتلك المطبوخة.
إلّا أن الدراسات التي أجريت في هذا الصدد أظهرت أن هذا الاعتقاد لا ينطبق إلا على أنواع معيّنة من الخضار، وذلك بحسب المواد الغذائية التي تحتويها.
فعلى سبيل المثال، إن الخضار المطبوخة تفقد كمية كبيرة من المادة المضادة للأكسدة المعروفة بالفيتامين C، لذا فالأفضل تناولها نيئة والتمتّع بفوائدها العظيمة التي تؤمّنها للجسم عموماً والجهاز المناعي خصوصاً.
فقد تبيّن أن وضع الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين C في المياه وتعريضها للنار من شأنهما تدمير هذه المادة الغذائية. لذا، وإن كنت تعاني نقصاً في هذه المادة وتريد تأمين الجرعة اليومية الموصى بها، الأفضل إذاً تناول الخضار نيئة.
لكن هذا لا يعني مطلقاً أن جميع المواد الغذائية تتقلّص وتختفي عند تعرّضها لدرجة حرارة مرتفعة. فصحيح أن طبخ الخضار قد يغيّر من شكلها، إلّا أن بعض المواد الغذائية قد يتضاعف مفعولها عند تعرّضها لهذه العملية.
وأفضل مثال يمكن ذكره في هذه الحالة هو أن طبخ الخضار الحمراء مثل الفلفل الأحمر والبندورة، يقوم بزيادة مستوى المادة المضادة للأكسدة التي تُعرف بالليكوبين، والتي تبيّن أنها تساعد على خفض الكولسترول السيىء في الدم ومحاربة أمراض القلب والسرطان، خصوصاً سرطان الثدي والبروستات.
كما إن طبخ الهليون والجزر والملفوف على البخار يزيد من معدل الكاروتين التي هي بدورها مادة مضادة للأكسدة تحارب الجذور الحرّة وتحمي الخلايا من أي ضرر، وبالتالي تمنع الاصابة بأمراض القلب والسرطان.
لا بد من لفت الانتباه أخيراً إلى أهمية الحصول على الحصص اللازمة من الخضار التي يوصي بها اختصاصيو التغذية، والمتمثّلة بتناول ثلاث حصص في اليوم على أقل تقدير.
وإذا كنت تفضّل استهلاك الخضار نيئة، فاحرص على غسلها جيداً وتعقيمها للتخلّص من المواد الكيماوية والميكروبات والجراثيم التي تكون على أسطحها، والتي قد تؤدي إلى التسمّم الغذائي في حال عدم التخلّص منها جيدا. وصحيح أن طبخ أنواع معيّنة من الخضار يزيد من مفعول بعض المواد الغذائية، إلّا أن طريقة الطهي تؤدي الدور الأبرز. فمن المهمّ سلقها أو طبخها على البخار للاستفادة القصوى من منافعها، وفي المقابل عدم اللجوء مطلقاً إلى طريقة القلي التي تؤدي إلى دمار جميع العناصر الغذائية وتلفها، ناهيك عن الأمراض التي قد تسببها.