يعتبر قطاع الزيتون أحد القطاعات الأساسية للاقتصاد اللبناني، حيث تغطي بساتين الزيتون حوالي 23% من مساحة الأراضي الزراعية وهي مسؤولة عن 7% من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي. تعتبر أشجار الزيتون الموجودة في لبنان من أقدم الأشجار الموجودة عالميا ويقال ان بعضها يبلغ من العمر 6000 عام وتمثل هذه الأشجار جزء من الهوية اللبنانية، أما متوسط عمر الأشجار في لبنان فيبلغ 150 عاما ومعظمها زراعة بعلية.
على مدى 45 سنة، احتلت زراعة الزيتون رأس الزراعات اللبنانية حتى انها تمكنت من التفوق على زراعة القمح، وبحسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة العالمية لعام 2021، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون 66,654 هكتارا، وهو ما يمثل 5.6% من الأراضي اللبنانية ويتولى رعايتها ما يقدر بنحو 170 ألف مزارع لبناني، أما حجم الإنتاج فقد بلغ 144,327.18 طنا.
وبالرغم من أن هناك مساحات ضخمة من الأراضي مزروعة بالزيتون الا أن 70% منها يستغل في انتاج زيت الزيتون والباقي فقط يباع كزيتون مائدة.
زيت الزيتون
يتراوح معدل إنتاجية الزيت من الزيتون في لبنان ما بين 18 الى 25%، ويمكن تقسيمها انتاج الزيتون على المناطق كالتالي:41% ينتج في شمال لبنان (18% في عكار)، ثم يليها النبطية 21%، ثالثا الجنوب 15%، وأخيرا البقاع وجبل لبنان بنسب 13% و10% على التوالي.
في العام 2018 بلغت إنتاجية زيت الزيتون ما يقارب 18,500 طن، وفي عام 2021 بلغت قيمة الصادرات منه 16,000 ألف طن بحسب الجمارك اللبنانية. ويتم التصدير في المرتبة الأولى الى الولايات المتحدة الأميركية (19.7%) ودولة الكويت (19.5%)، وفي المرتبة الثانية كندا (10.2%) والامارات العربية المتحدة (10.2%).
لا يزال لبنان لاعب صغير في سوق زيت الزيتون العالمي، حيث يقود أقل من 1٪ من الإنتاج العالمي وتتصدر دولة تونس في انتاج زيت زيتون على نطاق المنطقة العربية وتحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد اسبانيا وايطاليا، أما في مجال استهلاك الفرد السنوي فيقع لبنان في المرتبة الثالثة عربيا (2.9 ليتر) والسابعة عالميا.
تفيد إحصاءات المجلس الدولي للزيتون لموسم 2021-2022 بأن سوريا أكثر الدولة العربية من حيث استهلاك الفرد لزيت الزيتون، في حين تصدرت الجزائر في تناول الفرد للزيتون، كما تتقدم تونس الدول العربية بفارق كبير في مجال تصدير زيت الزيتون للأسواق العالمية.
وحسب إحصاءات المجلس (منظمة حكومية دولية تضم 44 دولة تستحوذ على 98% من الإنتاج العالمي من زيت الزيتون)، فإن استهلاك الفرد من زيت الزيتون في سوريا (4.6 ليترات سنويًّا) هو الأعلى عربيا والرابع عالميا، يليها المغرب (4.4 لترات)، ثم لبنان (2.9 لتر)، وحلت تونس رابعة (2.6 لتر)، فليبيا خامسة (2.5 لتر).
وفي المراتب اللاحقة، نجد الجزائر (2.2 لتر)، ثم الأردن (2.1 لتر)، ثم فلسطين (1.3 لتر)، ثم السعودية (0.9 لتر)، ثم مصر (0.2 لتر)، ثم العراق (0.03 لتر).
ويختلف ترتيب الدول العربية في مجال استهلاك زيتون المائدة عن الترتيب المتعلق بزيته؛ فالجزائر تصدرت المنطقة في الاستهلاك الفردي السنوي بأكثر من 7 كيلوغرامات، تليها سوريا بـ 5 كيلوغرامات، ثم مصر بـِ 4.5 كيلوغرامات، ثم لبنان بـِ 3.4 كيلوغرامات، ثم الأردن بِـ 2.1 كيلوغرام.
رحلة الزيتون في لبنان
تعتبر زراعة الزيتون زراعة متوارثة من الأجداد الى الأبناء حيث تعم بركة انتاجه جميع أفراد العائلة، وتتوزع أدوار القطاف على جميع الأفراد بين الحقل والمنزل والمعصرة.
يبدأ موسم القطاف في النصف من تشرين الأول، ويقسم المحصول الى ثلاثة أنواع: كبيس الخضر أي الزيتون الأخضر الذي يستخدم "كزيتون المائدة"، زيت الزيتون الذي يتم الحصول عليه بعد عصر الزيتون في المعصرة والذي يمكن حفظه لمدة عامين تقريبًا إذا تم حفظه بالطرق السليمة كما ويمكن استخدام الزيت القديم في صناعة الصابون والمستحضرات التجميلية، وأخيرا الجفت وهو ما يتبقى من الزيتون المعصور ويستخدم للتدفئة ويمكن أن يستخدم في أعلاف المجترات.
ان المنافع الصحية للزيت الأصلي متعددة، فهو جزء لا يتجزأ من "السفرة اللبنانية"، وهو "رفيق اللقمة الطيبة كاللبنة والشنكليش والكبة النية والتبولة والسلطات والطبخ". كما تظهر فوائده من ناحية تنشيط الدورة الدموية، وفيه كثير من البروتينات المفيدة للإنسان، ويمكن أيضا استخدامه استخدامات مختلفة في إطار "الطب الشعبي" لعلاج تساقط الشعر وتشقق الجلد.