قطاع المجترات الصغيرة اليوم

قطاع المجترات الصغيرة اليوم
تعتبر الثروة الحيوانية من ضروريات الحياة لأنها تساعد في تحديد نسبة الأمن الغذائي المتوفر في هذا البلد، وتشكل مع القطاع الزراعي الركيزة الأساسية لتلبية حاجات السكان الغذائية وصولاً إلى تحقيق شبه اكتفاء ذاتي.

 

بالرغم من أهمية هذه الثروة إلّا أن لبنان بالفترة الأخيرة أصبح يعاني من خلل كبير في هذا الجانب بسبب قلة اهتمام الدولة وغياب الدعم الحقيقي للعاملين في هذا المجال مما أوصلنا إلى مرحلة خطيرة تتمثل بتهديد الأمن الغذائي للمواطن اللبناني.

  • أهمية قطاع المجترات الصغيرة الاقتصادية:
  1. تساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تقدر بحوالي 27%من مجمل الناتج المحلي الزراعي.
  2. تؤمن حوالي 27% من مجمل الصادرات الزراعية.
  3. تمد الصناعات اللبنانية بالمواد الأولية اللازمة لها (حليب -لحوم - جلود - صوف).
  4. تساهم في تأمين قسم من حاجات الاستهلاك المحلي من الحليب واللحوم.
  • واقع قطاع المجترات الصغيرة في لبنان:
  • تشير إحصاءات سنة 2017 إلى أن إجمالي عدد الأغنام في البلد يصل ل 350,000 راس، وتظهر الدراسات أن حوالي 4100 مزرعة أغنام يتوزعون على مختلف الأراضي اللبنانية (معظمها ممن نوع العواس) مع متوسط 85 رأس في المزرعة. تؤمن الأغنام الموجودة في لبنان حوالي 20% من حاجة السوق المحلي من اللحوم والحليب المشتق منها بينما يستورد لبنان كل الكمية الباقية وهي 80% من حاجاته. أما بالنسبة للماعز فيبلغ عددها 450،000 رأس موزعون على 850 مزرعة مع متوسط 75 رأس لكل المزرعة (96.8 % من الماعز الموجود في لبنان من نوع الماعز البلدي). إن ثروة الماعز الموجودة في البلد تكفي لتلبية 80% من حاجات السوق المحلي وهي تنتشر بكثرة في معظم المناطق الجبلية، وأما ال 20% الباقية فيتم استيرادها من الخارج.
  • استيراد وتصدير الماعز والاغنام للأعوام الخمسة الماضية بحسب الجمارك اللبنانية:

استيراد وتصدير الماعز والاغنام للأعوام الخمسة الماضية بحسب الجمارك اللبنانية

 

  • بحسب موقع OEC (مرصد التعقيد الاقتصادي) تبلغ قيمة واردات لبنان من الأغنام والماعز في عام 2021 17.6 مليون $، وتتوزع على البلدان التالية:

 

	بحسب موقع OEC (مرصد التعقيد الاقتصادي) تبلغ قيمة واردات لبنان من الأغنام والماعز في عام 2021 17.6 مليون $، وتتوزع على البلدان التالية

 

 

  • الأسعار عالميا ومحليا:

      

الأسعار عالميا ومحليا لمنتجات الأعنام

                                                                                        

  • إنتاج الحليب:

تشكل إنتاجية المجترات الصغيرة من الحليب 25% من إنتاج الحليب في لبنان ولايزال هذا القطاع يتطور عبر السنوات، حيث ارتفعت الإنتاجية من 21.2 ألف طن في العام 2008 الى 34 ألف طن في العام 2010. بحسب دراسات المركز اللبناني للأبحاث الزراعية قدرت إنتاجية الحليب من الماعز في العام 2014 ب 54 مليون دولار مع نسبة نمو سنوية تصل ل 76% مع ارتفاع ملحوظ في كمية الطلب من المستهلك.

  • تسويق الحليب ومنتجاته:

إن نسبة الحليب من المجترات الصغيرة الذي يتم تصنيعه وتحويله إلى ألبان وأجبان هي نسبة صغيرة جدا مقارنة بحليب الأبقار، وتشمل هذه المنتوجات الكشك والشنكليش الذي يتم بيعه الى المستهلك أو الموزع. يقوم المنتجون ببيع الكمية الأكبر من انتاجهم كحليب صافي (87.6% من حليب الماعز و92.4% من حليب الأغنام). ويعتمد الكثير من المربين على الدكاكين التي تقع ضمن نطاقهم الجغرافي لبيع منتجاتهم حيث أن الدكان عادة لا يرفع معايير الجودة والتسويق فيكون بذلك تصريف الحليب أمرا سهلا بالنسبة للمربي.

تبقى إنتاجية الحليب واللحوم متدنية نسبة لطلب السوق، وذلك لأن منتجات الألبان والأجبان تشكل ما بين 12-20% من مبيعات المواد الغذائية والذي يعتبر نسبة عالية وهذه النسبة ترتبط بطبيعة الغذاء اللبناني الذي يعتمد بشكل كبير على منتجات الألبان والأجبان حيث يقدر الاستهلاك السنوي للفرد اللبناني من الألبان والأجبان 189 كلغ (14 ليتر من الحليب الطازج والبودرة، 24 كلغ من الجبنة، 20 كلغ من اللبنة). ان الحمية الغذائية في منطقة الشرق الأوسط تعتمد بشكل أساسي على منتجات الألبان والأجبان (لبن، قريشة، شنكليش، لبنة، كشك) حيث أن كل وجبة قد تحتوي على هذه المنتجات.

  • المعوقات والتوصيات:

هناك الكثير من الأمور التي تعيق عملية تطوير قطاع الثروة الحيوانية في لبنان ومنها قلة الأراضي المخصصة للمراعي الطبيعية والتي تشكل حاليًا فقط 1% من المساحة العامة فيضطر المربي إلى الاعتماد على الأعلاف في التغذية ما يزيد من كلفة التربية، بالإضافة إلى أن كل الطرق المعتمدة في التربية هي تقليدية وتفتقد للطرق الحديثة في الإنتاج خاصةً من جهة اختيار السلالات، وأخيراً عدم وجود سياسات مدعومة من الدولة تدعم العاملين في الإنتاج الحيواني بقروض ميسرة أو مساعدات عينية.

تعتبر الثروة الحيوانية جزء أساسي من الإنتاج المحلي لذلك على كل الأطراف العاملة في هذا الشأن التضامن فيما بينها من أجل تنمية هذه الثروة وهذا القطاع مما سينعكس إيجابًا على الأمن الغذائي وكذلك سوف تساهم هذه الثروة مع عوامل الإنتاج المحلي الأخرى في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وبحسب مصادر قناة الميادين فأن العودة لتربية المواشي وخاصة الأبقار والماعز في جنوب وشرق لبنان ارتفعت خلال أقل من عامين بنسبة كبيرة تجاوزت 40%. وتشير تقديرات وزارة الزراعة اللبنانية إلى أن قطعان الأبقار تحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية والانتاج فيما تأتي الأغنام في المركز الثاني يليها الماعز، حيث يوفر إنتاج هذه المواشي فوائد غذائية واقتصادية وبيئية تساهم في توفير جانب من الأمن الغذائي.