"يا حرام يا فريز"

"يا حرام يا فريز": في الموسم المتأزّم "حدوداً" و"صقيعاً"، نزل "الفريز" عن عرشه الأحمر بعدما كان يشغل منصب "فاكهة الملوك ومربى الأكابر". ثمرة "النخبة" هذه نزلت من بابها العالي لتصبح كما الفواكه الشعبية بمتناول الجميع بعدما لامس سعرها الخمسماية ليرة

في الموسم المتأزّم "حدوداً" و"صقيعاً"، نزل "الفريز" عن عرشه الأحمر بعدما كان يشغل منصب "فاكهة الملوك ومربى الأكابر". ثمرة "النخبة" هذه نزلت من بابها العالي لتصبح كما الفواكه الشعبية بمتناول الجميع بعدما لامس سعرها الخمسماية ليرة للكيلوغرام الواحد، مسجلة سابقة لا مثيل لها اذ كسرت كل الأسعار المعقولة التي لطالما ميزتها عن بقية الفواكه الأخرى كما الأفوكادو والمانجا والأناناس... فواكه الطبقات الراقية والعوالم الفاخرة.. ولكن ماذا خلف الهبوط الفجائي في تخليها عن نخوبيتها؟.
سوق الفريز اليوم في أزمة عرض فاقت حدود الطلب، ما جعل سعرها يتناقص ليسجل رقماً غير مألوف في بورصة الأسعار. "عطبها" السريع من جهة جعلها من بين الفواكه ذوات العمر القصير كما حاجتها إلى العناية من خلال ما يفتك بها من أمراض وضرورة توفير البرادات اللازمة لها من جهة ثانية خفف من قدراتها التنافسية فعمد أصحاب هذه الشتل إلى بيع محاصيلهم ولو بأسعار متدنية حتى يتلافوا الخسارة الكاملة التي يمكن أن يتكبدونها في الموسم الحالي.
كما إن الشائعة الصحية التي تم تناقلها مؤخراً وتفيد بتغذية ثمرة الفريز بمنشطات هرمونية من نوع "Gebrellec acid" لتكبير حجم الأوراق والجذوع فيصبح حجمها مضاعفاً "زاد الطين بلة" لتصبح فاكهة الصيف أمام مأزق صعوبة تصريف منتوجها في ظل منافسة محلية عالية. واليوم فريز من نوع "دوكما" هو الذي يجتاح الأسواق اللبنانية ويستقدم من منطقتي الشويفات والبقاع، ويزرع تحت الخيم البلاستيكية تحت ظروف معينة وهذا ما يبرر تواجده حتى في غير موسمه الفعلي.
وعلى الرغم من توافر كل العوامل المشجعة على زراعة "شجيرة" الفريز من تربة خصبة وبيئة حاضنة ملائمة في لبنان إلا أن هذه الثمرة سيكون مصيرها الزوال أو التهديد في حال استمرت الأسعار التنازلية في ظل صعوبة تصدير إلى الخارج بعدما ضاقت الأسواق اللبنانية بالانتاج الفائض عن الطلب.
ثمرة "الدلع والغنج" مهددة بغياب شروط الحماية المطلوبة والرقابة الضرورية، فموسم آخر من البيع والبحبوحة يذهب هدراً ليسأل المواطن اللبناني هل تدخل "الفراولة" سوقاً تتضارب فيها الأسعار فتفقد "رهجتها" الغابرة؟.

المستقبل