تعد الزراعات العلفية الصيفية الأكثر تضرراً من جراء الانحباس المطري، وفق خلاصة توصل إليها المهندس الزراعي فادي الخوري...
تعد الزراعات العلفية الصيفية الأكثر تضرراً من جراء الانحباس المطري، وفق خلاصة توصل إليها المهندس الزراعي فادي الخوري.
يوضح الخوري لـ"السفير" أن "ثمة انخفاضاً حتمياً في المساحات الزراعية العلفية، الذي سينعكس حكماً، تراجعاً في الكميات المنتجة، وسيفتح الباب أوسع أمام شاحنات الأعلاف المستوردة، وهي أغلى من المنتجة محلياً، ما سيرفع أسعار مشتقات الحليب ارتفاعاً كبيراً".
وفق مزارعو الأعلاف، فإن قطاعهم يحتل المرتبة الأولى في القطاعات الزراعية التي تأثرت سلبا من جراء تراجع الهطولات المطرية التي ألحقت الكثير من العوامل السلبية والأكلاف المالية الإضافية التي ستصيب هذا القطاع، بدءاً بحقوله التي تراجعت مساحاتها إلى أكثر من 50 في المئة قياسا إلى السنة الماضية، وصولا إلى مزارعيه وكل مواده وأدواته الزراعية من بذار وأسمدة ومعدات وآلات ميكانيكية، انتهاءً بمزارع الأبقار المنكوبة بارتفاع أسعار الأعلاف، ما سيجبر عدداً من مربي الأبقار على التخلي عن قطيعهم هذه السنة توفيراً للأكلاف المالية.
طموح مزارعي الأعلاف في لبنان، وفق ما يقول الخوري، الذي يشغل أيضا منصب رئيس بلدية تربل التي تعد من أكبر السهول الزراعية في البقاع الأوسط، أن تصل مساحة حقولهم الزراعية إلى حدود 10 آلاف دونم بعدما اقتطعت من السهول الزراعية التقليدية في العام الماضي أكثر من 25 ألف دونم. ووصل حجم إنتاج الذرة العلفية في 2013، إلى حدود 100 ألف دونم، إنما هذا العام، يأمل خوري أن يصل إلى 50 ألف دونم.
اعتاد مزارعو الأعلاف أن يضمنوا الأراضي والحقول الزراعية التي تحاذي وتجاور مجاري الأنهر في البقاع، ومرد هذا الاختيار لموقع الحقول يعود لاعتماد المزارعين في ري حقول الذرة العلفية على المياه الجارية في الأنهر، لكن هذا الأمر دونه عقبات هذه السنة، وفق ما يشير الخوري، الذي يلفت الانتباه إلى أن جفاف هذه الأنهر دفع المئات من المزارعين الى استبدال الزراعات العلفية الصيفية بزراعات علفية شتوية تتشكل من الشعير والباقية وأصناف علفية أخرى، عدا العودة إلى حقول القمح وهي زراعات تعتمد على الأمطار الهاطلة.
على الرغم مما يصفه الخوري من "استلحاق" المزارعين لمواسمهم الزراعية من خلال الانتقال الى زراعات أخرى أقل اعتمادا على المياه، فإن خسائر مالية لحقت بالمزارعين أنفسهم من جراء الفارق الكبير في أسعار الضمان المالي لأراضيهم التي تحاذي مجاري الأنهر، وهي أكثر غلاءً عن بقية الحقول، لا سيما ان استعمالها يكون لموسمين في السنة الواحدة على خلاف بقية القطاعات الزراعية التي تُضمن لموسم واحد.
يمكن توزيع خسائر قطاع زراعة الأعلاف، وما يرتبط بها، على ثلاثة أقسام:
- الأول يطال المزارعين الذين أحجموا عن زراعة الذرة العلفية.
- الثاني يشمل قطاع التسويق الصناعي الذي يرتبط بهذه الزراعة بما يؤمنه من بذار وأدوية وأسمدة ومعدات ومعامل تصنيع.
- الثالث وهو الأكبر، سيلحق، وفق الخوري، بقطاع مزارعي ومربي الأبقار، فالمزارع استطاع التحول إلى زراعة أخرى وأصحاب المعدات والمواد الزراعية الأولية سيكدسون أصنافهم في مستودعاتهم للسنة المقبلة، لكنّ مربي الأبقار لا يستطيع إلا تأمين الغذاء لقطيعه من المجترات وبكلف عالية، وإلا فسيضطر إلى بيعه بأسعار متواضعة.
السفير