نبات «يحتلّ» موقعاً خاصّاً في المطبخ اللبناني، إذ يدخل في تحضير بعض الأطباق خصوصاً التبولة وسَلطات الخضار ويُستخدم ...
نبات «يحتلّ» موقعاً خاصّاً في المطبخ اللبناني، إذ يدخل في تحضير بعض الأطباق خصوصاً التبولة وسَلطات الخضار ويُستخدم أيضاً للزينة... إنّه البقدونس.
قد تكون من الأشخاص الذين يتناولون البقدونس لأنّك اعتدتَ مذاقه «الخفيف»، إلّا أنّك تجهل ما تقدّمه لك أوراقه الصغيرة من منافع ستفاجئك حتماً!
وتأكيداً لذلك، شرحت اختصاصيّة التغذية إيلين داوود لـ»الجمهورية» أنّ البقدونس «يحتوي جرعة عالية من الألياف ومضادات الأكسدة مثل الـ Apigenin والبيتا كاروتين وكذلك الـ Lutein والـ Zeaxanthin المهمّين، ليس فقط لمحاربة الجذور الحرّة، بل لحماية البصر أيضاً».
يتفوّق على الليمون
وأضافت: «على رغم صغر حجم أوراقه، يؤمّن البقدونس لجسمك مجموعة من أهمّ الفيتامينات كالـ A الضروري لصحّة البصر، الـ B9 أو حامض الفوليك الذي يؤدي دوراً أساسيّاً في إنتاج الخلايا ونموّها، الـ C الذي يعزّز الجهاز المناعي ويحارب العدوى، والـ K المطلوب من أجل تخثّر الدم وتكوين العظام». وأشارت إلى أنّ «كلّ 100 غ من البقدونس تؤمّن 165 ملغ من الفيتامين C، ليتفوّق بذلك أربع مرّات على الكمية نفسها من الليمون».
مجموعة من أهمّ المعادن
أمّا في ما يخصّ المعادن، فقد كشفت إيلين عن احتواء البقدونس «الحديد الذي يدخل في تركيبة الهيموغلوبين ويساعد في نقل الأوكسيجين إلى مختلف أنسجة الجسم، وبذلك يمكن للأشخاص الذين يعانون فقر الدم الإعتماد على هذه الأوراق الصغيرة لمعالجة مشكلتهم.
كذلك، هو يحتوي على البوتاسيوم المهمّ للجسم، حيث إنّ نقصه يؤدي إلى خلل في الأعصاب والعضلات واضطرابات دقات القلب، فضلاً عن احتوائه على المنغانيز الذي يحمي الجسم من أعراض الأكسدة».
ولفتت إلى أنّ «استهلاك كوب من البقدونس، أي ما يوازي 250 ملل، يؤمّن لنا نحو 90 ملغ من الكالسيوم، وهي الكمية التي تؤمّن 9 في المئة من الحاجة اليومية لهذا المعدن الذي لا غنى عنه لعظام وأسنان صحّية وقويّة».
فوائد «ذهبيّة»
وأضافت: «أكّدت الدراسات أنّ البقدونس يقدّم ميزات عدة تجعله نباتاً سحريّاً بكلّ معنى الكلمة. فهو يحارب رائحة الفم الكريهة، يدرّ البول وكذلك الطمث لأنّه يحتوي زيوتاً أساسيّة مثل الـ Apiol وApiolin، يجدّد الخلايا، يطرد السموم من الجسم وبذلك فهو ينظّف الكلى».
وتابعت: «كذلك أظهرت الأبحاث أنّ البقدونس يمنع التهابات المسالك البوليّة ويخفّف الآلام، يُفيد المصابين بحصى الكلى، يفتح الشهيّة ويسهّل أداء الجهاز الهضمي ويعزّز عمليّة التخلّص من الفيروسات والبكتيريا بفضل خصائصه المطهّرة. ناهيك عن أنّه يساعد على امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة الأخرى خصوصاً ذات المصدر النباتي».
تناوله مع الكزبرة
ونصحت إيلين بخلط البقدونس والكزبرة سويّاً لأنّ ذلك «يساعد في علاج تصلّب الشرايين والسرطان والقروح والجروح والمفاصل، إضافة إلى الأمعاء والجلد والمسالك البوليّة والمغص والتشنّجات الداخليّة والخارجيّة وتساقط الشعر».
تأثيره في مضادات التخثّر
كيف ندخل البقدونس إلى غذائنا؟ إلى جانب التبّولة، يمكن تحضير خلطة البقدونس مع الثوم والحامض وإضافتها إلى الدجاج أو اللحوم، ما يمنح الأطباق نكهة لذيذة ومظهراً شهيّاً. كذلك يمكن إضافته إلى بعض أنواع الشوربة كالبندورة أو الفطر، وفق ما قالت داود.
ولفتت إلى أنّ «الحصول على 60 غ من البقدونس سيؤمّن نحو 22 كالوري، 2 غ من الألياف، 3,8 غ من النشويات، 0,74 غ من الدهون
و1,78 غ من البروتينات».
وحذّرت أخيراً «الأشخاص الذين يأخذون أدوية مضادة لتخثّر الدم من الإفراط في تناول البقدونس لأنه يحتوي الفيتامين K الذي قد يتفاعل مع الدواء ويقلّل من فاعليّته».
جريدة الجمهورية
